Al-Watan (Saudi)

كƩشر عن أنيابه دفاعا عن أسياده

-

أريد أن أبدأ بالتعبير عن مدى سعادتي باستيقاظ الكثير من السعوديين، خاصة من التقط قلمه وبدأ بالرد على المرتزقة، فهم اليوم يستحقونها وبجدارة! فلقد كان من بيننا من عرفهم منذ البداية وعمل على تعريتهم أمام المجاميع، كان جل همهم أمن ورفاهية الوطن وهذه التربة المقدسة التي نعيش عليها!

شعر بعض كتابنا ومفكرينا ومثقفينا اليقظين بكذب مدعي المحبة ومتلوني المواقف، الذين يعلنون أنفسهم أنهم القائمين على الحقيقة، يتلونون مع الأحداث ويقنعون العامة بأنه اجتهاد، وأن التراجع عن موقف ما ليس تراجعا

عن مبدأ، وكأن الأول لا يبنى بالأساس على الثاني! ويتوقعون أن تُستقبل كلماتهم على أنها حكيمة ومليئة بالحقائق، خاصة إن طُعّمَت بقصص من الأثر وأحاديث وآيات من القرآن الكريم!

كم متلون كان يهاجم الوطن وأبناء الوطن وفجأة تحول 180 درجة وأصبح يكتب أشعارا فينا، بل حين لم يُصدَّق هذا التغير من البعض استعطف وخاطب المشاعر وذكر الأمثلة ممن تراجع عن مواقفه من التاريخ! ووقف معهم الكثير من بيننا وقفة المدافع الشرس، وتم الهجوم المعاكس على كل من يشكك بهم! واليوم بعدما اتضح موقف حكومة دولة قطر عادوا إلى خنادقهم وبدأت الأنياب تظهر من جديد أمام المتابعين الذين وقفوا حاجزا منيعا بينهم وبين الشرفاء من أبناء الوطن! لهؤلاء أقول »صح النوم«!

لنأخذ مثلا »شهرزاد« التي وعدت بأنها »لن تكفّ عن الكلام المباح ولو ألف ديكٍ صاح« ها قد وفت بوعدها وبدأت بالهجوم المبطن على الوطن! تضرب الكتف لتصيب الآخر، وكأنها تريدنا أن نتجاهل أننا والإمارات العربية المتحدة أصحاب موقف واحد، وأن أي هجوم على الثاني يصيب الأول! ولم تكتف بهذا بل كتبت تدافع عن الإرهابي القرضاوي تماما كما فعلت يوما وهي تكتب عن المدمر الصهيوني عزمي بشارة، الذي بالمناسبة جعلت منه مقاوما عربيا لا يشق له غبار! اليوم تدخل على صفحتها على الفيس بوك فتجد من يشتم المملكة! طيب.. إن كانت، حسب قولها، تهمها السعودية وتدافع عنها، أليس من المنطقي أن تمسح كلام كل من تطاول على البلد الذي باتت تمجده مؤخرا وكتبت الكثير من المقالات تتغزل به؟ إنها صفحتها وهي المتحكم بها أولا وأخيرا، ولكن الظاهر أنها متأكدة من أن الغمامة التي نفثتها في أعين متابعيها ممن صدق أكاذيبها، متينة لدرجة أصبح من الصعب اختراقها، وأن كل تمثيلياتها وطرق المسكنة التي اتبعتها حققت لها مكانة عالية في قلوبهم! صح؟ أبداً فالمفاجئة التي لم تكن تتوقعها أنه انقلب عليها الكثير والباقي بإذنه تعالى في الطريق!

وذاك الآخر الذي ظن بأنه حين يضرب على وتر التخويف والترهيب ويسمي لنا الأعداء وكأن قلبه علينا، وهو بالأصل لم يكن له قلب على وطنه بل كان ينادي بالمزيد من الدمار وسفك الدماء له، يريدنا أن نصدق بأن قلبه

على بلدنا! وللأسف مرة أخرى هنالك من صدقه وتابعه وأعاد أقواله كأنها أقوال غاندي أو مانديلا! نصطبح بأقواله ونمسي عليها! والمطلوب منا أن نرى الطاعون فنا والسم ترياقا! واليوم كشر عن أنيابه بعد أن تعرض مصدر رزقه للهزات والتعرية وبدأ بالهجوم المعاكس! أقول لمن استيقظ وفطن »صح النوم«!

لقد كان الإعلام يوما مهنة مشرفة أكنّ لها كل التقدير، وكان المثقفون والمفكرون والناشطون سواء أكان اجتماعيا أو سياسيا ممن كانوا يطلون علينا من خلاله، واضحين على الأقل، تستطيع أن تفرق وتتعرف على أهدافهم، فمعظمهم لم يكن يخفيها، ولكن الآن، بعد أن تمكن الكذب والتجييش والفبركة من اختراق منظومته، وأصبح يستخدم كمنصة للتشويش وتعزيز الأجندات المعادية للأمة العربية والإسلامية، مما أضر بها أكثر من مليون قنبلة نووية، بت أشك بكل كلمة بكل صورة بكل صوت يبدأ بـ »يا قوم إني لكم من الناصحين !«

مرتزقة بألف لون ولون جعلونا نشك بأنفسنا بظلنا الذي نسحبه خلفنا! عن أي أمة أي وطنية أي حق يتحدثون!

لا أمة ولا وطنية ولا حق سوى المصالح الذاتية، وعندما تغرق المركب كالجرذان تجدهم أول الهاربين! ولتسفك الدماء، وتضيع الأمة، ولتصيب اللعنة كل حق لا يستطيعون تحويله وعجنه وخبزه حتى يُبيضون صفحاتهم وينفخون به أرصدتهم!

من نلوم اليوم؟ نلوم كل من وقف معهم وصدقهم! نعم، نلوم كل من لم يصغ لصوت الوطن واندفع خلف مشاعره وطيبة قلبه ليغفر ويسامح! انظروا طيبة قلبكم أين أوصلتنا! جعلت منهم أيقونات وزادت من متابعيهم خاصة من فئة الشباب، الذين ليس لديهم خبرة في التعامل مع هؤلاء الذين يلعبون بالكلمات ويضربون على كل وتر! كيف نسترجعهم من بين براثن من يقفون على أكتافنا وينظرون إلينا بكل ازدراء، بعد أن ضمنوا أن الكثير من شبابنا أصبح مجرد أدوات بين أيديهم، بيادق شطرنج يحركونهم إن لزم الأمر ضد أوطانهم؟! الإجابة تكمن في تعريتهم، فكما تم التلميع يمكن الإزالة ليظهر الصدأ والعفن!

نحمد الله سبحانه وتعالى أن الأحداث الأخيرة كشفت لنا الكثير؛ إن اليوم غير الأمس، فمن كذب وتحايل وفبرك ودعم الإرهاب ظهر وبان! ومن كان يتمسكن حتى يتمكن، كشر عن أنيابه دفاعا عن أسياده! ولكن ما زال هنالك

من يداهن ويمثل دور الناصح الذي يخاف علينا، خاصة الذين كان أول ظهور إعلامي لهم من على منبر »الجزيرة«، وسيأتي اليوم الذي سيسقط عنهم أيضا القناع ونرى الحقد والكراهية التي يضمرونها لنا، أو نرى لهم قفزات أولمبية إلى حيث تظهر لهم مصالح جديدة! إنها مسألة وقت وإن غدا لناظره قريب، وبإذن الله سينفضح كل من كان يهز يدك مصافحا باليمين وهو مستعد أن يطعن ظهرك بالشمال!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia