Al-Watan (Saudi)

للورق بقية

- صالح الشيحي

كنت قد رجوت معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور »عواد العواد«، قبل أيام أن يتبنى فكرة إعادة دعم الوزارة للصحف المحلية بما يضمن استمراريته­ا وقوتها.. خاصة بعدما برهنت الأزمة الخليجية القطرية الحالية أن الصحافة الورقية هي سيدة المشهد.. وأن كتابها هم فرسان المعركة.. إثر ذلك وصلت لي تعقيبات عدة في بعض مواقع التواصل -تحديدا »تويتر وسناب شات«،- وهي في الواقع أمنيات أكثر من كونها تعقيبات، كثير منها يقول لي إن زمن الصحافة الورقية انتهى، وإن الناس هجروا الصحف وكتابها، و»لم يعد لكم تأثير يُذكر«! هذا أمر مضحك.. يقال لا أحد يعرفك أكثر من نفسك.. أنت فقط تملك صندوقك الأسود.. إنني على يقين أن أغلب هؤلاء الذين يزعمون أن الصحف الرسمية وأعمدتها، لم يعد لها دور في زمن الإعلام الجديد هم أكثر الذين يعلمون ببطلان زعمهم هذا!

كتاب الصحف -والصحف بالضرورة- هم الذين يقودون ويؤثرون ويشكّلون الرأي العام عبر الإعلام الجديد في »السعودية« بشكل خاص وفي دول الخليج بشكل أوسع قليلا.. ولولا بضعة أسماء ظهرت مع ثورة الإعلام الجديد، لقلت إن »تويتر« هو قناة إضافية للصحف، ووسيلة انتشار أكبر لكتابها! هذا لا ينفي وجود مشاهير في الإعلام الجديد، لكن الغالبية الكاسحة منهم ليس لهم علاقة بالشأن والرأي العام -سياسي وغيره-، جل اهتماماتهم هو المال والأعمال.. بمعنى آخر: اتجهوا نحو الإعلانات التي أصبحت تدر عليهم ذهبا وفضة.. بل وليس سرا يذاع، نجحوا في التهام الجزء الأكبر من كعكة الإعلانات التي تعتبر وقود الصحف الورقية.. وهو ما يبرر تكرار اقتراحي الذي أشرت إليه في السطر الأول!

ستبقى الصحف -وكتّاب الصحف- المحرك الرئيس للإعلام الرقمي.. حتى الذين يتابعون بشغف وفرحة غامرة أخبار تعثر بعض الصحف الورقية المحلية.. ويتبادلون التكهنات بإغلاقها، لا يثقون بغيرها مصدرا موثوقا للخبر وراجحا للرأي!

الذي يجب أن يستوعبه هؤلاء إن مواقع الصحف على شبكة الإنترنت هي صحف قائمة، وليست مجرد صورة رقمية.. ناهيك عن أن جميع الإحصاءات الموثقة تكشف أن مواقع الصحف الورقية على شبكة الإنترنت هي التي تتنافس على صدارة القائمة في السعودية!

بقي سطر واحد سأستغله لطرح هذا السؤال: ما الذي سيحدث لو تعطل »تويتر«!؟

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia