Al-Watan (Saudi)

مخاوف إيرانية تركية روسية من التحرك الأميركي بسورية

- أبها: الوطن النفوذ العسكري ردود الأفعال المخاوف الإقليمية

أحدثــت ضربات التحالــف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد الميليشيات الإيرانية والموالية للنظام الســوري عدة مرات خــلال العام الحــالي، مخاوف متصاعدة لدى المراقبــي­ن، من إمكانية تصادم القوى على الســاحة السورية وأبرزها روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران.

وكانــت وزارة الدفاع الروســية قد هددت في بيان لها، عقب إسقاط الجيش الأميركي مقاتلة حربيــة تابعة للنظام السوري قرب مدينة الرقة، باستهداف أي طائرة حربية تابعة للتحالف الدولي، ســواء بطيار أو دون، في وقت تزايدت المخاوف لــدى النظــام الإيراني من إمكانية تقويض التحــركات الأميركية لنفوذ ميليشياتها في سورية. تــرى تقاريــر أن إدارة الرئيــس الأميركي دونالد ترمب خالفت نهج إدارة باراك أوباما، ففــي الوقت الذي تراجع فيه الدور الأميركي في الصراعات الدائرة حول عدة مناطق في العالم، اتخذ ترمب منهجا عسكريا اندفاعيا لإدارة الحروب والأزمات، حيث هــدد النظام الكوري الشمالي بالتحرك مفردا نتيجة البرامج الصاروخية المســتمر فيــه، بالإضافة إلى ضرب قواعــد النظــام الســوري والميليشــ­يات الإيرانية بشكل خاطف، إلى جانب تمديــد العقوبات ضد النظام الإيراني، ومطالبة دولــة قطر باتخاذ خطــوات أكثر جديــة لتجفيف منابع الإرهاب، فضلا عن إرسال قوات إضافية لأفغانســت­ان بهدف محاربة الجماعات المتشددة.

ودائما ما يصرح المسؤولون الأميركان أن بلادهم لا تريد أي دور في ســورية، باســتثناء القضاء على نفوذ التنظيمات المشــتدة، إلا أن التحركات العسكرية الأخيرة تؤكــد وجود مســاع أميركية لتقويض النفوذين الروسي والإيراني.

بعد الضربات الجويــة المتكررة من قبل التحالف الدولي بقيادة واشــنطن والتي اســتهدفت ميليشــيات إيران والنظام الســوري جنوبــي البلاد من جهة، وإسقاط طائرة النظام السوري من جهة أخــرى، حاولت إيران تجاهل خســائرها والتظاهر بالقــوة، بعد أن أطلقــت صواريخ مــن أراضيها نحو مناطق في دير الزور الســورية، وهي خطوة تعد الأولى من نوعها منذ الحرب العراقية الإيرانية »الخليج 1.«

من جانبها، أعلنت روســيا تعليقها اتفاقية منع التصادم في الأجواء السورية الموقعة عام 2015، وذلك في وقت هددت فيه قوات ســورية الديمقراطي­ة »قسد« النظام الســوري باســتهداف­ه في حال تكررت ضرباته تجاهها.

ويقلل خبراء مــن ردود الأفعال التي تطلقها روسيا وإيران تجاه التحركات الأميركيــ­ة في ســورية، حيث تشرف واشــنطن على تدريب مقاتلي المعارضة الســورية في قاعدة التنف، فيما تدعم الفصائــل الكردية في قتالها ضد تنظيم داعش بالرقة، وذلك رغم معارضة تركيا بشــدة هذا الدعــم وتلويحها بالتدخل بشكل منفرد في معركة الرقة.

وسط التحركات الأميركية في سورية، تبرز مخاوف عدة لدى القوى الفاعلة في سورية، حيث تخشى إيران من إضعاف نفوذ ميليشياتها المحلية التي تشرف على مشاريعها التوســعية من جهة وتكرار الطموحات الكردية داخل أراضيها من جهة أخــرى، فيما تتمحــور المخاوف التركيــة من إمكانية تقليل واشــنطن اعتمادها عليها كحليــف إقليمي بارز واستبدالها بالميليشيا­ت الكردية تمهيدا لإعطائها إقليما مســتقلا في الشــمال الســوري، في حــين تتخوف روســيا من تنصيب مضــادات الدفاع الجوية الأميركية في الجنوب السوري وامتداده لشل قوات النظام الجوية.

 ??  ??
 ??  ?? طارق الكحلاوي
طارق الكحلاوي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia