Al-Watan (Saudi)

وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم

منّ الله علينا في المملكة العربية السعودية بقيادة حكيمة ترعى مصالح البلاد والعباد في عصر كثرت فيه الفتن

-

علاقة الحاكم بالرعية علاقة مقدسة، حرص النص القرآني على حمايتها من أخطار الفرقة والاختلاف، فأسس بنيانها على الطاعة في المنشط والمكره، وحرصا منه على تنزيلها منزلتها الرفيعة التي تتناسب مع وظيفة العمارة، قرنها -جل وعلا- بطاعته وطاعة رسوله، فصيّرها عبادة ملزمة.

وطاعة ولي الأمر تقتضي أن يُقَرّ ما يقِرّ ويُدفع ما يَدفع، لأن في ذلك وحدة واتفاقا بين الصفوف، وخلوصا من مسببات الفشل التي قال عنها في موضع آخر من موضع الأمر بالطاعة في القرآن:

»وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.«

وقد منّ الله علينا -في المملكة العربية السعودية- بقيادة حكيمة ترعى مصالح البلاد والعباد في عصر كثرت فيه الفتن، وتكالبت على الخلق المحن، فجدير بنا أن نقف مع قيادتنا فيما تراه من المصلحة، وألا نترك بين صفوفنا ثلمة لمتربص يود لو أصبحنا جذاذا، ولو مُزقنا كل ممزق.

نحن اليوم أحوج ما نكون إلى التعبد لله بطاعته وطاعة نبيه وطاعة ولي الأمر، فتلك العبادة هي طريق الوحدة واللحمة في وجه الأعداء، وقد حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تأديبنا بالطاعة على الطاعة حين قال: »اسمعوا وأطيعوا ولو وُلّي عليكم عبدٌ حبشي كأن رأسه زبيبة«، فطاعة ولي الأمر ملزمة حتى لو كان عبدا حبشيا، في عصر كانت العرب فيه تأنف من العروق الإفريقبة، و»كأن رأسه زبيبة«، أي دميما قبيح المنظر.

حِرْص الرسول -وهو البعيد عن الإقذاع في الوصف- على استخدام تلك الأوصاف يدل على أهمية التعبد بطاعة ولي الأمر، وعلى إلزام الرعية بها، أيّا كان عرق الحاكم ولونه وهيئته.

الطاعة عبادة عظيمة، ونحن جميعا بحاجة إليها، لأنها وسيلتنا لحفظ أمننا وحماية وطننا ورعاية مصالحنا ومقدراتنا، فنحن خلفاء الله في أرضه، خلقنا ونظّم شؤون حياتنا بالتشريع الذي لا يحق لنا تجاوزه لأهواء خاصة، ولأن الطاعة تشريع فهي واجبة علينا جميع، بصرف النظر عن توجهاتنا ومعتقداتنا. فالولاء لله ثم لولاة أمرنا ولوطننا.

نسأل الله أن يسدد ولي أمرنا، وأن يجمع كلمتنا على الحق الذي يهتدي إليه، وألا يشمت بنا عدوا، ولا يغري بنا حاقدا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia