Al-Watan (Saudi)

الدوحة هل من عودة إلى الحق

- عبدالحميد الحمادي

باتت الأيام والأحداث تكشف حقائق كان هناك شبه غموض حولها.

فهناك النافون، وهم معظم المتعاطفين مع قيادة قطر. وفي المقابل هناك المؤكدون لسياساتها الخبيثة والمضللة، وبين هؤلاء وهؤلاء، المشككون وهم بعض المواطنين من هنا وهناك، ولعل تلك الشكوك والتأكيدات والنفي أتت بعد خروج التصريحات السياسية لأمير قطر الحالي، وأقول الحالي لأن من الصعب استمراره، والعلم عند الله.

ما أزالَ الشكّ وأحلَّ مكانه اليقين أمران: الأول، عدم عزم القيادة القطرية على الخروج ونفي التصريحات، لإظهار الموقف وحسمه منذ الوهلة الأولى، والثاني، استنجاده ولجوئه وتحزمه بإيران وتركيا.

هذا التصرف لم تعتقد أو تتصور القيادة القطرية أنه مهّد الطريق أمام أبسط مواطن ومتابع لمعرفة حقيقة الحكومة القطرية، بأنه برهن على رعايتها الإرهاب.

لقد أضل تميم الشعب القطري الشهم النبيل، بأكذوبة تتضمن سلسلة من المصطلحات يمررها الشيخ تميم عبر وزير خارجيته، والدولة الإعلامية قناة الجزيرة مثل »السيادة، الاستقلال، الوصاية، التسليح، الإملاء، التدخل، الخصوصية«، وكأنه يحاول إيقاظ الحمية والنجدة لدى مشاعر ووجدان الشعب القطري، وهذا دليل على الإفلاس السياسي والإداري، فمتى كانت السعودية أو دول الخليج بصفة عامة، طامعة في التدخل في نفوذ أي دولة أخرى، فما بالك بدولة خليجية تعدّ بمثابة الشقيقة؟

كثيرة هي الأمثلة التي صورت الوضع الحقيقي لدولة قطر، فمنهم من شبهها بالدولة التي تدار من خلال قناة وليس العكس، ومنهم من شبهها بالتاجر الصغير الذي يريد التوسع والنفوذ، ولكنه يستخدم الغش والكذب والسرقة ليصل إلى مراده وأمانيه، ومنهم من شبهها بمن يريد أن يلبس ثوبا أكبر منه، وآخرون مثّلوها بدولة تريد التطور والانفتاح والمكانة، لكنها تسلك الخيانة والخداع.

دول الخليج سلكت كل السبل والطرق لاحتواء قيادة قطر فترة طويلة من الزمن، قاربت العشرين عاما، وكان آخرها اتفاقية 2014، ويبدو أن لا مناص عن الحزم وقرصة الأذن، فليس من المعقول البقاء على التسامح والنسيان مع حكومة تفسر الحلم والتسامح والتغافل بغير مقصده ومراده، فكما أن الله غفور رحيم، فهو شديد العقاب أيضا.

آن وقت التغيير، ولن يأتي وقت أفضل منه، فإذا عزمت فتوكل الله، إن الله يحب المتوكلين.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia