الأسد يسلم قاعدة عسكرية بريف دمشق لميليشيات طهران
فيما تشــن قوات ســورية الديمقراطية »قســد« بدعم من التحالف الــدولي، حملةً عنيفة لاســتعادة أحياء مدينة الرقة الســورية من قبضــة عناصر تنظيم داعش، أكد نشــطاء من المعارضة الســورية المســلحة -نقلا عن مصادر ميدانية- أن قوات النظام الســوري قامت بتسليم مطار السين العسكري في ريف دمشــق لميليشــيات الحــرس الثــوري الإيراني، وبذلك تكون إيران ضمنت مقرا عسكريا إســتراتيجيا لتمركز ميليشياتها في سورية، خصوصا في منطقة الباديــة القريبة من قاعــدة التنــف الحدودية مع الأردن.
وأشــارت المصــادر إلى أن الأعمال القتالية التي شــاركت فيهــا الميليشــيات الإيرانيــة مؤخــرا، كانــت تنطلــق من القاعدة المذكورة ذاتها، مؤكدة أن الطائــرات الإيرانية تهبط في مدرجــات المطار بعد تفريغ حمولتها من المرترزقة القادمين من إيــران وبعــض المناطق المجــاورة، إلى جانــب الدعم الحربي واللوجستي المصاحب للعمليات.
وكانت الميليشــيات الإيرانية شــنت هجمات متكــررة على مناطــق لســيطرة المعارضة المسلحة جنوبي البلاد، وتشرف عليها قوات أميركية وبريطانية، قبل قصفهــا مــن مقاتلات التحالــف الــدولي، الأمر الذي دفع بهــا إلى البحث عن مقرات عسكرية بديلة عن التي تتمركز فيها قوات المعارضة المسلحة. أفــادت مواقــع موالية لميليشــيا قوات ســورية الديمقراطية »قسد«، أن مســلحيها استعادوا حي القادســية بمدينة الرقة قرب منطقة البانوراما من قبضة التنظيم المتشــدد، وذلك بعد خسارتهم الحي أول من أمس إثر هجوم مضاد شنه مقاتلو التنظيم. كمــا دارت معــارك عنيفة بين النظام الســوري وميليشــيات »قســد« في حي الإدخار، غربي مركز المدينة من جهة، وبين عناصر داعش في قريتي أنباج وصفيان جنوبي مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي من جهة أخرى.وكانت ميليشيا »قسد« بدأت هجومها على مدينــة الرقة التي تعد آخر معقل لـ«داعش« في سورية الشهر الجاري، وذلك بعد حملة طويلة لعزل عناصر التنظيم داخل المدينة الإستراتيجية. تحاول كل من الفصائل الكردية وميليشيات إيران الاســتحواذ عــلى الرقة بعــد هزيمة التنظيــم، نظــرا لموقعها المهــم الرابط بين الأراضي العراقية والســورية، فيما تعارض أنقــرة التحركات الكرديــة، وتعدّها تهديدا لأمنها القومي ومحاولة لتكرار سيناريو حزب العمال الكردستاني في العراق، والانفصال عن الدولة المركزية. وكانت الإدارة الأميركية أكدت للحكومة التركية أن الأســحلة التي تم تســليمها للميليشيات الكردية، سيتم سحبها بعد انتهاء المعارك مع التنظيم المتشدد، متعهدة بأن الأسلحة المسلمة لن يتم استخدامها ضد الدولة التركية.