Al-Watan (Saudi)

حماس التي تتغنى قطر بدعمها صنيعة إسرائيلية

- عبدالمحسن المرشد

أولا قطر وشعب قطر هم أهلنا وهم شعب خليجي أصيل، أكثر من نصفهم يحمل الجنسية السعودية. ومهما اشتد الخلاف بيننا فهي سحابة صيف في طريقها للزوال. هنالك مثل شعبي يقول: عندما يريد الخالق الإضرار بالنملة فإنه يصنع لها أجنحة! نعم قطر كانت لها مشكلات حدودية معنا، ولكن كل هذا تم حله في زمن جد الأمير تميم -رحمه الله- وانتهت المشكلة. وكعادة المملكة مع كل جيرانها كانت متسامحة وسخية ومنحت قطر من الأرض أكثر من حقها. ولكن القوميين العرب لديهم حاسة شم قوية، خاصة في اكتشاف والتواجد في الدول العربية الغنية، كما فعلوا مع الكويت في القرن الماضي. ولكنهم هذه المرة لم يأتوا لقطر وحدهم، بل أخذ يسابقهم على ذلك كل إخواني مصري أو سعودي أو إماراتي ومن جميع الدول العربية الأخرى. قاموا أولا بإنشاء قناة: »الجزيرة« التي أصبحت بوقا مشوها لجمعها النقيضين: فهي تضحك وتدغدغ أحلام المواطن العربي غير المتعلم بالنصر على أميركا والكفار ! فهي أصبحت بوقا للقاعدة (بن لادن كان يرسل أشرطته لها. ولها وحدها فقط)، وبوقا للقوميين العرب!! والقاعدة والقوميون العرب -بالرغم من تناقض فكرهما- إلا أن لهم هدفا واحدا: خلق مشاكل للمملكة العربية السعودية. قاموا بالنفخ في أذان إخواننا في قطر بأننا نهدد وجودهم! بالرغم من أن السعودية لم تهدد ولم تعتد على أحد في كل تاريخها، وليست لها مطامع في أرض أحد. أخذت قطر تعارض سياسة المملكة في جميع المحافل الدولية.. وهيأ لها (راسبوتين) قطر القرضاوي بأنها إذا تبنت سياسة دعم الإخوان فإنها تستطيع فعل ما فعله الإمام محمد بن سعود مع محمد بن عبدالوهاب في إقامة الدولة السعودية الأولى، وما فعله الملك عبدالعزيز في إقامة الثالثة وتوحيد قبائل نجد والحجاز وتوحيد المملكة. وكان لا بد لقطر لفعل ذلك بأن تبرز دوليا أولا. أقنعوا القطريين بجذب انتباه العالم لها بطلب استضافة كأس العالم لكرة القدم، ووافقت قطر على شروط الفيفا المجحفة فقط للبروز الإعلامي. مئة مليار دولار تصرف الآن من أموال الشعب القطري الشقيق لإقامة ملاعب (سبعة من الملاعب الثمانية ستقوم قطر بتفكيكها بعد انتهاء البطولة ويقوم الفيفا بمنحها لمن يرغب من الدول الأخرى!). جميع دول العالم تتنافس لجذب المناسبات الرياضية لها لكي يكسب وينمو اقتصادها ولكن قطر سوف تخسر مئة مليار دولار! وبسبب عدد السكان الصغير وقلة الراغبين بحضور البطولة فإن الشقيقة قطر لن تكسب شيئا يذكر سوى أن اسمها سيتردد في الإعلام العالمي لمدة شهر من الزمان ثم ينسى بعد ذلك. عندما كنا بالجامعة في أميركا ألقى جلوب باشا (أبو حنيك) محاضرة في جامعة جورج تاون في واشنطن ولم يذكر القضية الفلسطينية. أخذنا نحن الخليجيين نصيح به: فلسطين... فلسطين، ولكنه لم يعرنا اهتماما يذكر. بعد انتهاء المحاضرة اجتمع بنا وقال أنتم أهل الخليج مكروهون من كل القوميين العرب، وهم أكثر ما يكرهون العربي الذي يلبس عقالا! فعليكم الاتحاد والخوف فقط من القوميين العرب والإخوان! وما حماس التي تتغنى قطر بدعمها إلا صنيعة إسرائيلية أقامها اليهود نكاية بعرفات، ولشق صف الشعب الفلسطيني واستعمالها كحجة لابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية. والإعلام اليهودي يستغل رفضها الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني لابتلاع ما تبقى من الضفة الغربية لنهر الأردن. ونعود لمثال النملة التي تطير.. فنحن لا نريد ولا نرغب بأن يصيب قطر أي مكروه، وسنكون أول دولة في العالم تهب لنجدتها في حالة تعرضها للخطر، ومثال احتلال الكويت ليس بالماضي البعيد لمن يفهم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia