صلاح الدين تستبعد إعمار مصفاة بيجي: الميليشيات سرقت المعدات وهربتها لإيران
مليارات دولار
استجابة لمطالب حكومة صلاح الدين، شكلت وزارة النفــط العراقيــة فريقــا فنيا لزيــارة مصفاة بيجي النفطي، للاطلاع على حجم الأضرار، والوقــوف عــلى حقيقة سرقة معداتها.
وطبقا لمسؤولين محليين في المحافظة، فــإن المصفاة تعرضــت لعمليــات سرقة منظمة، ونقلت معداتها إلى محافظــات جنوبي العراق، متهمــين فصائل مســلحة شــاركت في عمليات تحرير مدن صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش بالوقوف وراء سرقة المصفاة.
وفي ضوء تقريــر الفريق الفنــي قررت الــوزارة نقل الوحــدات الإنتاجية مع كادر التشــغيل والصيانة بصورة مؤقتــة إلى مصــافي النجف والديوانية والســماوة، فيما خاطبت الجهات الأمنية لرفع الألغام والمخلفــات الحربية، وتهيئة الموقع للعمل.
وعــلى الرغم مــن مرور أكثر من عامين على خضوع مصفاة بيجــي، وهي الأكبر في العراق، لسيطرة الأجهزة الأمنية، ويعود تاريخ إنشائها إلى مطلع عقد الســبعينات من القرن الماضي، استبعدت اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة صلاح الدين إمكان إعمار المصفاة. قال عضــو اللجنة عبدالحميد الجبوري لـ»الوطن«، إن الحكومة المركزية تواجه أزمة مالية، وليس باستطاعتها في الوقت الحاضر إعمار المصفاة، فضلا عن ذلك فإن معداته وأجهزته فككها تنظيم داعش ونقلها إلى مناطق تخضع لسيطرته، وخلال تنفيذ العمليات العســكرية تعرضت المصفاة إلى سرقات منظمة »مشيرا إلى أن الحاجة لإعمار المصفاة تتطلب« نحو 5 مليارات دولار، واقترحت الحكومة المحليــة إحالة عملية التأهيل إلى شركات اســتثمارية أجنبية »مؤكدا أن الحكومة المحلية توافرت لديها معلومات مؤكدة مدعومة بالصور »تكشف تورط فصائل مسلحة في سرقة معدات المصفاة ونقلها بواسطة شاحنات إلى محافظات الوسط والجنوب »وقبل ســيطرة تنظيم داعش على المصفاة في يونيو عام 2014 كانت تنتج أكثر من 300 ألف برميل يوميا من مشتقات النفط، كوقود البنزين ووقود الديزل التي تذهب للاســتهلاك المحلي، بما يعادل ثلث الطاقة الإنتاجية لمجموع مصافي البلاد«. كانت وســائل إعــلام كردية نــشرت صورا لمركبات تقوم بنقل معدات عائدة لمصفاة النفط في مدينة بيجي، بمحافظــة صلاح الدين عبر كركوك إلى مدينة السليمانية، ومنها إلى إيران. ويــرى الخبير النفطي خالــد القيسي أهمية إجراء اتصــالات مع جهات دولية لمســاعدة العراق على تأهيــل مصفاة بيجي: »الحكومة العراقية في ظل الأزمة المالية لا تستطيع تغطية نفقات تأهيل المصفاة وأمامها خيار وحيد هو إجراء اتصالات مــع شركات أجنبية أو عربية لمســاعدتها على إعادة الحياة للمصفاة«.يشار إلى أن اتحاد القوى العراقيــة، ممثل المكون الســنّي أكد قيام عصابــات متنفذة بسرقة معدات وآليات المصفــاة، وبيعها إلى عدد من التجار، بينهم إيرانيون.