تفاهمات بوتين وترمب تهدد وحدة المعارضة السورية
توافق نادر
في الوقت الــذي أكدت مصادر تركية وجود قواعد عســكرية أميركية في الشمال السوري، وأحدث جدلا واسعا وسط الأحداث السياسية المتأزمــة في البلاد، كشــفت تقارير أميركية وجود مساعِ لدى إدارة الرئيس دونالد ترمب لخفض المساعدات التي تقدمها بلاده لفصائل المعارضة الســورية المسلحة التي تقاتل نظام الأسد.
وبحسب مســؤولين نقلت عنهم صحيفة »واشنطن بوست« الأميركية، فإن هذه الخطوة تعد مشابهة لما كانت تطالب بها روسيا إدارة الرئيس أوباما الســابقة، ولــم تجد لها آذانا صاغيــة، في وقت رأى مراقبــون أن الخطوة الأميركيــة ربمــا تربك تحــركات المعارضة المســلحة، خاصة أنها تأتي في ظل التفاهمات التي أبداها كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، عقب أول لقاء جمعهما على هامش قمة العشرين، في ألمانيا مؤخرا. يرى مراقبون أن هذا التجميد ربما يكون امتــدادا لاتفاق وقــف النار جنــوب غربي سورية، بعد أن توصلت إليه موسكو وواشنطن خلال قمة العشرين الأخيرة، مشــيرين إلى أن هــذا الاتفاق يعد نادرا بين القوتين العظميين اللتين تملكان مصالح إســتراتيجية على الساحة الســورية، فيما أعرب الطرفــان مؤخرا عن اســتعدادهما لتطبيق اتفاق الهدنة في مواقع سورية أخرى. وتشــير تقاريــر إلى أن هذه الاتفاقيات أعطت فرصة أكبر لتقــارب القوتــين في الأزمة الســورية بعيدا عن النظام الإيراني وميليشياته، بعد أن أقحم نفســه لاعبا رئيسيا في الأزمة، ورعايته المشــاورات السياسية في جنيف وأستانة. ووافــق الرئيــس الأميركي الســابق أوباما على برنامج المســاعدات للمعارضــة الســورية عام 2013، إلا أن تمدد التنظيمــات المتطرفة وامتلاكها أراضي شاســعة في سورية والعراق، جعل الدول الغربية تركز جلّ مساعداتها على البرامج العسكرية، وإقامة تحالــف دولي لدحرهــا من العراق وسورية وليبيا.