Al-Watan (Saudi)

لماذا تركنا قطر

- عبدالله الفيروز

هكذا سؤال يمكن أن يتلقاه الوالدان في الوقت الراهن من أبنائهما الذين تدفعهم غريزة الاستكشاف، والذين لم يدركوا بعد معنى كلمة سياسية، ولكن قدر الله لهم أن يكونوا في عصر الانفتاح الذي أصبح فيه الفرد، صغيرا أو كبيرا، يمر على موضوعات ونقاشات في جوانب عدة، سواء اجتماعية أو اقتصاديه أو سياسية، حتى لو لم يكن مهتما بها، وشكرا للإعلام الجديد الذي جعل من تلك المجالات صورة مبسطة تصل إلى عقول عامة الناس، وتدغدغ مشاعرهم وتثيرهم وتترك لهم مجالا للتفاعل معها حتى لو لم يكن لديهم العلم الكافي الذي يؤهلهم للخوض في النقاش. لماذا تركنا قطر؟ لا تكمن المشكلة عند الأبوين بقدرتهما على الإجابة بحد ذاتها، بقدر ما تكمن بالطريقة التي يجب أن يجيبا بها لطفل أو مراهق يفتقد أساسيات المجال السياسي، ويحتاج من الوقت الكثير حتى يفهم معنى دولة، ودستور، وسلطة، وعلاقة سياسية ودبلوماسية.

وهذا يذكرني بالسؤال الكلاسيكي الشهير الذي يقع كثير من الآباء والأمهات بحرج الإجابة عنه، وهو سؤال الطفل »من أين يأتي الأطفال؟«. إجابة الطفل بطريقة دبلوماسية أو تركه بلا إجابة لم يعد أمرا فعالاً في هذا العصر، فسرعان ما سيدرك طفلك من خلال استشارة »جوجل« عبر جهازه الذكي أنك لم تكن صريحا معه.

ولكن الأمر في المواضيع السياسية مختلف تماما، فلن يجد الطفل أو المراهق ببحثه في الإنترنت إجابة واحدة، بل سيغوص في بحر من الموضوعات والنقاشات حتى ينتهي به المطاف بتبني إجابة المصدر الذي يعبر عن القضية بصورة توافق قدراته وإمكاناته العقلية، بغض النظر عن نزاهة وصدق هذا المصدر.

اليوم »سناب تشات« يعتبر من المواقع الأقرب للمراهقين والشباب، وربما يكون مصدرهم الأول لتلقي المعلومات، والذي تركت الشركة فيه مساحة خاصة للصحف والمجلات المحلية والعالمية بشتى أنواعها لنقل موضوعاتها بطريقة مبسطة ومثيرة. الأمر الذي جعلني أتساءل ما مدى استعدادنا للتيارات الفكرية السياسية التي تنقلها وسائل التواصل الاجتماعي لأبنائنا!؟ وما مدى جهودنا في تقديم محتوى إعلامي يعبر عن أفكارنا وسياستنا بصورة تتناسب مع قدرات واهتمامات صغارنا!؟

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia