خطاط يكتب القرآن بالخط الديواني المعقد

بعد أن أمضى عامين كاملين من العمل المتواصل يحق للخطاط اللبناني محمود مصطفى بعيون )80 عاما) الآن الاحتفال بإنجازه، إذ يقول إنه أول من يكتب القرآن بالخط الديواني الصعب. وتقع نسخة المصحف في 800 صفحة على جانب واحد من الورقة. وقال بعيون في مقابلة تلفزيونية بمرسمه في بيروت بعد أن أنجز عمله في الآونة الأخيرة: »حسب معلوماتي أنا، بالعالم الإسلامي لم يكتب أحد القرآن بالخط الديواني. فاعتبرته إنجازا. وتعبت كثيرا وعصبت كثيرا وارتحت كثيرا. والنهاية كتبت القرآن صفحة صفحة ولم أكتبه (وجها) وقفا«.

كتب بعيون، حتى الآن، بيده خمس نسخ من المصحف بادئا بخط النسخ وهو الأشهر في كتابة المصاحف، ثم أجرى تعديلات بسيطة في كل نسخة تالية، إلى أن قرر كتابة نسخة من المصحف بالرسم العثماني والخط الديواني. وقال بعيون »خلصت المصحف الرابع. بتعرفي الإنسان شوي صغيرة بيبقى حشوري (فضولي). بدي أعمل شي ما حدا عامله. جيت للخط الديواني. اللي كل الخطوط بتفوت ع الكمبيوتر إلا الخط الديواني ما بيفوت ع الكمبيوتر لأن خطوط الكمبيوتر كلها بتلتقي على خط أفقي إلا الديواني بيطلع فوق بينزل ع السطر، بينزل تحت السطر، محتار. والحرف له ست سبع أحرف«. وللكتابة العربية طرق عديدة حيث تعتمد كتابة كل حرف على موقعه في الكلمة. وأوضح بعيون أن كتابة نسخة من المصحف بالخط الديواني مثلت أكبر تحدٍّ لمهنته حتى الآن. وعانى من مشكلات في ظهره بسبب الساعات الطوال التي أمضاها في كتابة تلك النسخة على مدى أكثر من عامين. ويقول بعيون، إن عمله كخطاط للغة العربية لم يتضرر نتيجة لدخول الكمبيوتر في عالم الكتابة وما إلى ذلك.

يقول الخطاط اللبناني »الخط العربي لا يزال حتى اليوم بمستوى عالٍ جدا. لأن الخط العربي مش لحتى الإنسان يتداوله بإيده كصحيفة كجريدة. الخط العربي لمن يتلذذ بأصول الخط العربي وجمال الخط العربي«. وعلى الرغم من أنه لا يعرف مصير أحدث أعماله فقد قال إن المصحف المكتوب بالخط الديواني سينتقل إلى أولاده من بعده إذا لم يجد طريقه الخاص للانتشار. وبدأ بعيون العمل بمجال الخط العربي منذ أن كان عمره 14 عاما، وحبَب بنيه في المجال الذي يعملون فيه جميعا الآن. وعندما لا يكون لديه مشروع جديد يتولى محمود بعيون مهمة الخطاط الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، حيث يكتب رسائل ودعوات رئيس الوزراء.

(رويترز) بعيون مع المصحف بخط الديواني