العلا رواية السعوديين على موسيقى توني أندرسون
على أنغام الموسيقى المصاحبة للأميركي توني أندرسون، كان عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للفن والتصميم، المتخصص في الفنون البصرية، حسين الدغريري بصحبه أصدقائه عبدالعزيز وثامر الأحيدب، صنعوا من خلاله فيلما قصيرا (4 دقائق)، لفيلم وثائقي عن »العلا«، حمل عنوان »يوما ما كنت بمدائن صالح«، -بث قبل شهرين لصالح إحدى القنوات الوثائقية- وبنيت قصته على فريق من صناع الأفلام الجديدة على الشبكات الاجتماعية.
الدغريري وعبر حسابه بـ»تويتر«، اعتبر أن قرار إنشاء هيئة ملكية للعلا بمثابة الورقة الرابحة لوجه »سياحة الآثار« السعودية، وما ستشكله من واجهة عالمية للمهتمين حول العالم بغموض المكان والإلهام الذي يصنعه.
بعيدا عن العديد من الدلالات الاستراتيجية التي حملها قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإنشائه هيئة ملكية لمحافظة العلا، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي يمكن وضعها تحت مربع التمازج »الثقافي والاقتصادي«، فإن الفيلم القصير عن هذه المحافظة الصغيرة ذات الإرث التاريخي، بدأ يعاود الانتشار بشكل كبير، وكأن السعوديين يتعرفون عليها للمرة لأولى، بحسب إحدى مجموعات الواتساب، الذين رأوا أن ما شاهدوه خرج بحكاية مختلفة عن »العلا« لم يتعودوا من قبل بمثل هذا السرد.
قادتنا العلا التي أضحت حديث السعوديين اليوم إلى الموقع الشخصي للمصور حسين الدغريري على الإنترنت hosaa.com//،( http):/للبحث في تفاصيل »يوما ما كنت في مدائن صالح«، الذي بدأ في تلخيص رحلة الفيلم القصير عن الفيلم الوثائقي، يقول فيها: »منذ أن حدثني المخرج فيصل شديد بأن أكون معه في فيلمه القادم عن مدائن صالح وأنا أتشوق لتتويج انتظار وتسويف دام 10 سنوات العلا.. جزء من تاريخ بزيارة هذا المكان التاريخي، التي سأصنع منها جوابا لسؤال بات يحرجني لسنين: هل زرت مدائن صالح ؟«.
لم يكتفِ الدغريري بذلك، التي قضى فيها أوقاتا ولحظات ساحرة -بحسب وصفه- دفعته وأصدقاءه للوقوف على جنبات الطريق، والاندماج تحت ظلال نحوتات الجبال وهيبتها التي تمتد من حائل وحتى العلا. ويبحث الدغريري في هيبة المكان وعظمته في الفيلم، في تسلسل سردي، يروى من خلاله تجربته مع العلا، فيخبرك التاريخ بأنها مقابر علية القوم وأكابرها، حيث حدود الأنباط الجنوبية ومسار رحلات الجنوب والشمال، التماثيل والرسوم والرموز، وإتقان النحت الجبلي، كلها أمور سرقت دهشة المصورين وكاميراتهم. بـ130 واجهة صخرية.
الباحث في شؤون التراث أحمد العبكري، يقول لـ»الوطن«، إن المملكة ترسم عهدا جديدا في فلسفة بعث الأدوار التاريخية للمدن »التراثية«، مما يعطي تأكيدات أن المسألة تتجاوز الرؤية الاقتصادية، إلى ما هو أبعد من ذلك، المتمثل في إحياء »التراث السياحي«، خاصة بين إطارات الجيل الجديد، وأمام العالم. المراقبون في الشأن التراثي الذين توزعت آراؤهم على منصات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، يرون في قرار الحكومة السعودية بإنشاء هيئة ملكية في العلا، خطوة ستحمل الكثير من الملامح المستقبلية على سياحة المدن التراثية، موضحين أن القرار سيكون بمثابة إطار استراتيجي لإبراز صورة المملكة بوجه اقتصادي وتراثي.