Al-Watan (Saudi)

بلسم

فراغ شباب جازان

- عواجي النعمي

يقول أبوالعتاهي­ة (إن الشباب والفراغ والجِدة....مفسدة للمرء أي مفسدة)، وفي المقابل هناك القول المأثور (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ..الصحة والفراغ)، فكيف يكون الفراغ نعمة ومفسدة؟ إن مفهوم أوقات الفراغ يقصد به تلك الأوقات التي لا يمارس الفرد فيها أي نشاطات أكاديمية أو ثقافية أو فنية أو ترويحية. مع انتهاء العام الدراسي الحالي يواجه عشرات الآلاف من الطلبة بمنطقة جازان فترة إجازة طويلة تمتد لأكثر من أربعة أشهر. ويظل التحدي الأكبر في كيفية استفادة الشباب خلال هذه الفترة وتفريغ طاقاتهم في أنشطة فاعلة ومفيدة، لاسيما مع محدودية الأندية والفعاليات التي يتم تسخيرها لهذا الغرض. إن الأساس في استثمار الفراغ هو شعور الشاب بأهميته، فإذا شعر الشاب بأهمية ذلك استغلها أحسن استغلال، ولم يفسدها باللهو والترف. لا شك أن الفراغ نعمة عندما يكون في خدمة النفس والمجتمع، ونقمة عندما يكون اهتماما بالسفاسف والترهات. إن الشباب في هذه الفترة يكون قد امتلأ طاقة وحيوية ونشاطا، ولا بد من تفريغ تلك الطاقة، وهنا يكون دور المسؤول والمجتمع في إيجاد البيئة المناسبة للاستفادة من تلك الطاقة في تشجيع الابتكار وصون العقل وترسيخ مبادئ الإيثار والعمل التطوعي والحفاظ على صحة الأبدان. إن فرص الاستفادة من أوقات الفراغ قد تكون محدودة في منطقة جازان لاسيما مع موسم الغبار القادم والذي قد يستمر لأشهر. إن الاستثمار الأمثل لأوقات الفراغ عند الشباب قد يقع على عاتق الجامعة والمدارس والجمعيات التطوعية بالمنطقة في إيجاد برامج صيفية قادرة على استيعاب الشباب ومن الجنسين. كذلك لا نغفل دور الأمانة في التوسع في إنشاء الأندية الرياضية والمكاتب العامة في مختلف محافظات المنطقة وقراها. كذلك فإن مكتب رعاية الشباب عليه أن يتوسع في القيام بالمنافسات والأنشطة الرياضية والتنافسية، وعلى الإدارات الحكومية الأخرى أن تشجع الجانب التطوعي وفق ضوابط عادلة لاستيعاب طلبة التمريض والطب والهندسة وغيرها من التخصصات في المستشفيات والمصانع والشركات. لقد اقتصرت المشاركات سابقا على المخيمات الصيفية، والتي كانت غير قادرة على استيعاب معظم فئات الشباب واقتصارها على الذكور دون الإناث، وحان الوقت للتوسع في استثمار الشباب ووقت فراغه بشكل أفضل.

Awaji.n@alwatan.com.sa

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia