Al-Watan (Saudi)

نحن نساعدك لتبقى عاطلا

- صالح الشيحي

لو سُئلت عن أهم وأخطر المشاكل التي نواجهها في بلادنا لقلت إنها »البطالة«. لو كانت البطالة »رجلا« لقتلته!. البطالة، هي المعضلة التنموية الحقيقية، والتحدي الأصعب الذي تواجهه غالب دول العالم اليوم. في بلادنا، يطمح المختصون إلى أن تنخفض نسبة البطالة إلى %9 عام 2020. هذا يعني أن الرقم اليوم أعلى من ذلك. إن كثيرا من الشباب الذين تراهم في الشوارع، لا يملكون دخلا يعيشون منه، سوى ما يحصلون عليه من آبائهم، وأحيانا أخواتهم!. حياتهم قائمة على ما تجود به أسرهم التي تعيش بعضها على مخصصات الضمان الاجتماعي!. هؤلاء الشباب لا يحتملون قسوة البطالة. الشاب العاطل يعيش، حتما، أسوأ أيام حياته. هم واقفون. لا يستطيعون الحركة. والواقف ميّت حتى إشعار آخر!. الأرقام الحكومية الرسمية الصادرة تقول، إن الذكور الباحثين عن عمل عام 2016، يصل عددهم إلى 177 ألف شاب!. الحديث عن الذكور فقط، الإناث يتجاوزن 700 ألف!. العنوان العريض الذي نتناقش حوله دائما، هو »إحلال السعودي مكان الأجنبي«. الإحلال ليس حلا. لدينا قرابة عشرة ملايين وافد، رواتبهم دون الثلاثة آلاف ريال. وقرابة المليون رواتبهم فوق الثلاثة آلاف. لنفترض أننا قمنا اليوم بقرار عاجل، بإحلال أبنائنا مكان »المليون وافد« الذين يتقاضون رواتب جيدة. ماذا سنفعل بالرقم السنوي المتنامي للباحثين عن العمل. عددهم يزداد سنويا قرابة 400 ألف شاب! أبدا، ليس حلا أن تلغي عقود بقية الوافدين الذين يعملون برواتب متدنية، وتطالب السعوديين بالعمل في هذه الوظائف، وبهذه الرواتب. هذه الطريقة تعني إبقاء السعودي عاطلا حتى إشعار آخر!. الحلول تكمن -كما يردد دوما- الصديق الخبير برجس البرجس في »توليد الوظائف«! قبل الختام، لا بد من القول: القطاع الخاص بحاجة إلى متابعة، وكشف حساب دقيق. أي حديث عن »البطالة« لا بد أن يمر على القطاع الخاص. في بلادنا بالذات يحظى هذا »القطاع « بكثير من الامتيازات والاستثناء­ات والدعم المستمر، لكن المردود قليل !.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia