Al-Watan (Saudi)

أن تكون قدوة

- صالح الشيحي

تناقل الناس قبل أيام فيديو توعويا جميلا لنائب أمير عسير الأمير »منصور بن مقرن«.. وهو يرتدي قبعة، ويمسك بـ »كيس بلاستيك « ويقوم بتنظيف أحد المتنزهات هناك.. تصرف الأمير يهدف إلى تعزيز منهج صناعة القدوة.. أدرك أنه قدوة في سلوكه وقيمه وتواضعه.. منتصف مايو الماضي اختتم في جدة حفل »كيف نكون قدوة« في موسمه الأول.. العنوان بحد ذاته مذهل.. خلال الحفل تم تكريم الفائزين.. أفرادا ومؤسسات.. فكرة المهرجان خلّاقة، صناعة القدوات أمر مهم لبناء الإنسان والمكان. هذه المبادرات ذات أثر كبير لدى الساكن والسائح.. أعود معكم إلى عشرين سنة للوراء.. طرحت حينذاك فكرة تنظيف أحد المتنزهات البرية التي تبعد خمسين كيلومترا في الصحراء.. سبق أن حدثتكم عن ذلك، الهدف هو توعية الناس بضرورة الحفاظ على البيئة.. كنا أمام خيارين، إما أن نسلك القنوات الرسمية وبالتالي ستموت الفكرة .. أو ألجأ لجهودي الشخصية وأنفذ الفكرة ، وأتحمل ما سيأتيني! أخذت بالرأي الثاني.. رتبت الموضوع، قمنا بأخذ مجموعات من طلبة المدارس، بالتنسيق مع أولياء أمورهم، استعنا بسيارات ومعدات نظافة، رافقنا بعض الأصدقاء من خارج سلك التعليم حينها، اتجهنا للصحراء، قمنا بتنظيف المتنزه ـ وكل ذلك موثق ـ عدنا عند نهاية اليوم، كنت أشعر بالرضا الداخلي.. كنا جميعا نشعر بالارتياح.. لأننا قدمنا شيئا ذا قيمة لمجتمعنا المحلي.. لم نكرر التجربة، لأننا لم نجد التشجيع أو المؤازرة.. بل ربما وجدنا من كتب وقال: »أنتم ناس فاضين !« كثير من الأفكار البناءة تخرج هنا، لكن لا تجد الاهتمام فتتلاشى.. المؤلم حينما تجد أن ذات الفكرة يتم تفعيلها بشكل رسمي في إحدى دول الجوار، وتجد اهتماما شعبيا واسعا، وبالتالي تحقق نجاحا كبيرا. كثير من الشباب اليوم تسيطر عليهم الأفكار السلبية أمام الأفكار الإيجابية والمبادرات الجميلة.. وحينما تغيب »القدوة« تغيب الفكرة الإيجابية مباشرة، وتحل محلها بكل تأكيد الفكرة السلبية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia