تلك الأبواب منافذ لفضاءات الكرامة

Http://www.alwatan.com.sa/info/neqashat.htm

تلك الأبواب مداخل لخلاصة الروح، تلك الروح التي تجعل للحياة معنى مختلفا. ذلك المعنى المتوج بقدسية المكان في النص واليوميات.

هؤلاء الذين دخلوا من هذه الأبواب بقامات منحوتة من إشعاع الشمس وصلابة التاريخ على الحجارة، صنعوا مجدا جديدا للهوية، أضافوا فصلا جديدا لصمود المكان، نحتوا معنى جديدا من ثبات وصلاة. منذ ذاك الصيف البعيد، قبل خمسين عاما، ورغم كل محاولات الاحتلال لتثبيت الهزيمة في مفردات المدينة، إلا أن هذا المكان ظل عصيا على الهزيمة وسيبقى.

سيبقى بوصلة ومنارة تتوهج عزة وشموخا.

لتظل القدس... تختصر معنى الصمود والبقاء.

هؤلاء الذين دخلوا إلى الأقصى من الأبواب المشرعة على الحرية، أبناء الألم والأمل من جعلوا ليوميات يوليو عام 2017 نكهة انتصار حقيقي، هم من سبقوا الشعر والكلمات والنصوص إلى فضاءات الأمل، جاعلين من أجسادهم جسورا نحو الغد. في الصلاة على الأرصفة والهتاف والأناشيد والغضب والسهر والرباط..

إنهم أبناء القدس وفلسطين، رسل الصمود والأمل. سيحمل التاريخ هذا الحراك الشعبي إلى قمم الخلود، وسيسجل الوقت تفاصيل يومياتهم وهم يصارعون غطرسة الحديد والبوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية والممرات الضيقة، بصبر وثبات وشجاعة وكبرياء، معلنين انتصار الحرية على آليات القهر والاضطهاد.

المقدسيون العظماء.

النابتون من حكايات القدس وأنينها اليومي. من بين شقوق البلاط التاريخي في الطرقات، ومن عفوية المطر على القباب وأبراج الكنائس. المقدسيون العظماء. أبناء فلسطين الأوفياء، مَن خاضوا ملحمة الصمود على مدار الصمت الكوني، واثقين بالانتصار.

وانتصروا... لتنتصر بهم فلسطين وينتصر بهم الحق.

وينتصر بهم الغد على العتمة وتشرق باسمهم الشمس مجددا على جغرافيا البلاد.