Al-Watan (Saudi)

الإنسان ليس حرا

- محمد العتيبي

الإسلام هو دين الحرية، وقد كفل للإنسان حرية التفكير، وحرر عقله من التلبس بالأوهام والخرافات، ومن الوقوع في التقليد الأعمى، وفتح المجال أمامه، وهداه النجدين ليختار الإيمان أو الكفر والطاعة أو المعصية.. إلخ.

وهذه الحرية الشخصية هي عماد حياة البشر ليتفاعلوا فيما بينهم مع كل الظروف، ودائرة الحرية والمباحات في الشرع أكبر بكثير من دائرة القيود والمنع والمحرمات، والأصل في الأشياء هو الحل والإباحة ما لم يرد فيها نص بالمنع، وبسبب هذه الحرية المكفولة والمصونة والمقننة من ديننا الحنيف يكون الفرد من خلالها أكثر عطاء والمجتمعات أكثر ازدهارا وتطورا والعكس من ذلك صحيح عندما تمس هذه الحرية أو تصادر أو يضيق عليها، فحينها يتعطل الفرد، وتسلب منه إرادته، ويصبح أداة في يد الآخرين، يحركونه كيفما شاؤوا، والبعض للأسف لم يفهم تلك الحرية بشكلها الصحيح - بقصد أو بدون قصد - فهي ليست على الإطلاق، بل هي مقيدة، فحينما يترتب عليها ضرر بالنفس أو بالآخرين يتوجب منعها وإيقافها.

يقول الفيلسوف روسو: (الإنسان ليس حرا، ولا عبدا، ولكنه شبه حر)، لأن الحرية بمعناها الشمولي مقيدة بقيدين: قيد القانون العام للبلد ودستوره أيا كان، وقيد الأعراف والعادات والتقاليد، والتي تشكل ثقافة البلد بغالبية أفراده ومجتمعه، والعادات والتقاليد كما هو معلوم خطوط حمراء من الصعب تجاوزها وهي قيد كما ذكرت لا يمنح للفرد كامل الحرية فيما يريد فعله، وعلى سبيل المثال لدينا في المملكة العربية السعودية عادة الكرم سواء للضيف أو الغريب أو المحتاج، وهي من أبرز العناوين في مجتمعنا، ومن أهم عاداته وتقاليده، ومن يخالف مثل هذه العادة يعد خارقا للمروءة والرجولة، وسيكون منبوذا من الجميع بلا شك، أما القانون العام أو الدستور والتشريع فمثاله شرع الله القويم الذي تقوم عليه بلادنا المباركة بتكاليف وعبادات يمتثل لها كل مسلم عاقل ومختار بالسمع والطاعة وبإيمان وتسليم لأنه رضي بالله ربا في بادئ الأمر، ومن هذه التكاليف أمر الله عز وجل المرأة المسلمة بالالتزام باللباس الشرعي الذي يحفظها، ويحقق كرامتها ولن تكون أعلم ولا أرحم بنفسها من خالقها جل جلاله.

ختاما أسال الله أن يصلح شباب وبنات المسلمين، وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى، إنه على ذلك قدير.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia