وفد بريطاني يبحث في الرياض تعزيز الاستثمارات
اســتضافت الهيئــة العامــة للاستثمار، مســاء أول من أمس في مقرها بالرياض، عددا من مسؤولي إدارة التجــارة الدولية في الحكومة البريطانية، يترأســهم المدير العام لإدارة التجــارة الدوليــة الدكتورة كاثرين رينز، وكان في اســتقبالهم محافظ الهيئة العامة للاســتثمار المهندس إبراهيم بــن عبد الرحمن العمــر، وذلك على هامــش زيارة الوفد البريطانــي للمملكة العربية السعودية. وأوضحت الهيئة العامة للاستثمار في بيان لها أمس، أنه تم خلال الزيارة مناقشة سبل التعاون ومجالات الشراكة مع المؤسســات والــشركات في المملكــة العربيــة السعودية، وحكومة المملكة المتحدة، كما تم استعراض جهود المملكة في تحســين وتطوير البيئة التنافسية للأعمال إقليميا ودوليا، بالإضافة إلى فرص المشاريع الجارية في السعودية والتطورات المتســارعة التي شملت مجموعــة من القطاعــات، وتمثل فرصا استثمارية كبيرة للبلدين. تلا ذلك مناقشة ســبل تعزيز الشراكة الاقتصادية والفرص الاســتثمارية بين البلدين.
قال العمر: »يشرفنا أن نستضيف الدكتــورة كاثرين رينــز في مقر الهيئة، حيث تؤكد هذه الزيارة على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين، وســنعمل على مخرجات الجلسات التي عُقدت بــين الطرفين لتقوية هذه العلاقة وتمتــين أطر التعاون بين إدارة التجارة الدولية في حكومة المملكــة المتحدة، والهيئــة العامة للاستثمار. وســيؤدي هذا التعاون إلى تشــكيل علاقة تجارية قوية من شأنها أن تخدم المصالح المتبادلة بين المملكتين«.
وأضاف: »هدفنا أن تعمل الهيئة العامة للاستثمار مع حكومة المملكة المتحــدة والــشركات البريطانية، بصفتها شريــكا لهــذه الكيانات وممثلا عنها ومصــدرا للمعلومات عن الفرص الثمينة التي تتميز بها المملكة العربية الســعودية حاليا، وكذلــك الفرص المســتقبلية التي ستوفرها رؤية 2030 .«
من جهتهــا قالت كاثرين رينز،: »تركزت زيارتــي إلى الهيئة العامة للاســتثمار على تحديــد الجوانب الرئيســية للتعــاون بــين إدارة التجارة الدوليــة في حكومة المملكة المتحدة والهيئة العامة للاســتثمار. وتم النقاش حول تشــكيل علاقات وقنوات عمل تقدم فرص اســتثمار للــشركات البريطانية، وتدعم رؤية المملكة 2030 وتســاهم في تطوير المهــارات والتقنيات من أجل وضع بصمة للمملكة العربية الســعودية ومساهمتها في الاقتصاد العالمي«.
وأضافــت: »نتطلــع قدما إلى تعزيز تعاوننا التجــاري وتقوية اقتصاد بلدينا الصديقين. وستساهم العلاقــات القوية في دعــم توجه المملكتــين لخلق نمــو اقتصادي مستدام وتوفير العديد من الفرص الوظيفية في مختلف المجالات«.
ويأتــي انعقاد هذه الجلســات في الرياض عقــب الزيارة التي قام بها العمر، إلى المملكة المتحدة حيث اجتمع بالدكتورة رينــز في يونيو الماضي. وتشــهد الزيــارات رفيعة المســتوى المتبادلة بين الطرفين على قوة وأهمية العلاقة التاريخية التي تجمع بين البلدين.
ســيؤدي التعاون المشترك بين الهيئــة العامة للاســتثمار وإدارة التجارة الدوليــة للمملكة المتحدة إلى تعزيــز العلاقــات التجاريــة والاقتصادية القائمة بين المملكتين، مما يســاهم في تحقيــق مزيد من الازدهــار والتقدم. وتعد حاليا أكبر شريك تجــاري لبريطانيا في منطقة الشرق الأوســط، حيث بلغت قيمة واردات السلع البريطانية إلى المملكة 22.8 مليــار ريال عام 2015. كما بلغت قيمة الســلع والخدمات التي تصدّرها الــشركات البريطانية إلى دول مجلس التعــاون الخليجي ما يتجاوز 155 مليــار ريال، وهو ما يفوق قيمــة صادراتها إلى الصين، ويقارب ضعف صادراتها إلى الهند.
يشــار إلى أن المملكتــين تمران حاليا بمرحلة تحول تاريخية تهدف إلى بناء مســتقبل أفضل واقتصاد مســتدام يخدم كلا الطرفين. حيث تســعى رؤيــة 2030 إلى تنويع اقتصاد المملكة وجــذب المزيد من الاســتثمارات عن طريــق تنفيذ مجموعة من الإصلاحــات وحزمة من المبــادرات والبرامج الوطنية، في حين تخطط المملكة المتحدة لفترة ما بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكســيت)، عن طريق التوسع واستكشــاف الفرص الدولية حال مغادرتها للاتحاد الأوروبي.