Al-Watan (Saudi)

اللحظة الذهبية في وقت أزمات آسيان

-

احتفلت رابطة دول جنوب شرق آسيا »الآسيان« الأربعاء الماضي، بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وهو يوم يستحق الاحتفال به، إذ إنه في النصف الأول من القرن الماضي، حققت رابطة آسيان هدفين مهمين: الحفاظ على السلام بين 10 دول متنوعة في جنوب شرق آسيا »بروناي، كمبوديا، إندونيسيا، لاوس، ماليزيا، ميانمار، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، فيتنام«، ودمجها في منطقة خالية من التعريفات الجمركية تقريبا. وتبدو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنها ستكون قادرة بشكل ما على تحقيق أقصى فائدة للولايات المتحدة من العلاقة مع الآسيان، خاصة عندما تحدد، على أرض الواقع، الإستراتيج­ية الأميركية الأوسع نطاقا تجاه آسيا. في السنوات الأخيرة، زادت الولايات المتحدة دبلوماسيته­ا مع الآسيان، إذ افتتح الرئيس السابق باراك أوباما بعثة الآسيان في جاكرتا عام 2010، واستضاف قادة الآسيان الـ10 لأول قمة على أرض الولايات المتحدة، في مدينة سونيلاندس بولاية كاليفورنيا عام 2016. وكان من المهم جدا لرابطة الآسيان أن يحضر ترمب مؤتمرات قمة الرابطة في نوفمبر، وقد فعل ذلك. وفي أبريل، زار نائب الرئيس مايك بينس أمانة الرابطة في جاكرتا بإندونيسيا، وفي الأسبوع الماضي، سافر وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى اجتماعات وزراء خارجية الرابطة في مانيلا. واستغل تيلرسون الفرصة في مانيلا لحشد القوى الآسيوية حول تحدي كوريا الشمالية. وكان لزاما على رابطة أمم جنوب شرق آسيا، أن تدعو جميع القوى الكبرى إلى طاولة اجتماعات القمة الشرق آسيوية السنوية. ولبَّت هذه الدعوات 18 دولة »دول الآسيان إضافة إلى أستراليا، الصين، اليابان، نيوزيلندا، الهند، روسيا، كوريا الجنوبية، فضلا عن الولايات المتحدة«. وبحضور الرئيس الأميركي ووزيري الخارجية والدفاع، وغيرهما من المسؤولين الأميركيين أصبحت مؤتمرات الآسيان منصات رئيسية لتقاسم أولويات وسياسات الولايات المتحدة، وتمييز وجهات نظرنا عن الآخرين، وإيجاد توافق في الآراء بشأن التهديدات الأمنية المشتركة المهمة. واستغل تيلرسون الفرصة في مانيلا لحشد القوى الآسيوية حول تحدي كوريا الشمالية. ومع تهديدات الرئيس ترمب وبيونج يانج الأربعاء الماضي، كان تيلرسون يمضي وقته مع المسؤولين الآسيويين بشكل جيد. وبغض النظر عن تحركنا المقبل، ستحتاج الولايات المتحدة إلى دعم القوى الآسيوية الأخرى. ومن جانبها، ينبغي لرابطة الآسيان أن تعمل بجد للوصول إلى الأهداف السامية المتعددة التي وضعتها لمجموعة الدول المنضوية إليها، مثل تعزيز سيادة القانون، ومكافحة الفساد، وتمكين المرأة، وتعزيز الابتكار، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتعزيز التسامح. وإذا حققت الرابطة كامل إمكاناتها، فإنها ستكون قادرة على أن تكون لها يد قوية في وضع القواعد التي تحكم آسيا في القرن الـ21. وإذا عادت الولايات المتحدة إلى دورها التقليدي كزعيم في آسيا، ومدافعة عن القانون الدولي والحقوق العالمية، فستتمكن من إقامة شراكة مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا بشأن مواصلة زعامتها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia