Al-Watan (Saudi)

برازيل 70 والهلال

- عبدالمحسن الجحلان

يجمع ساسة كرة القدم أن جيل منتخب البرازيل في مونديال المكسيك عام 1970 حقق بطولتها بأسماء خالدة، بداية كحارس المرمى كاستلو وكارلوس البرتو وبيليه وجارزينيو وريفلينو وتستاوا، والبقية ألهبت المشاعر، وباتت السامبا عشقا للجميع، حتى وهي غائبة عن ملامسة الكأس على مدار ربع قرن، لم تمحوه الذاكرة رغم تقادم الأجيال، تلك المجموعة الساحرة تذكرتها ومدرب الهلال الأرجنتيني دياز يصر على ذات العناصر التي مثلت الفريق الموسم الماضي لتواصل الركض في التنافس الجديد، متجاهلا نجوما تملك مستويات عالية حضرت خلال فترة الصيف كالظهير الأيسر كادش وكنو والحارس العملاق الحبسي، فضلاً عن البليهي، ويقيني أن الرباعي يفوق بشكل كبير عطاء المعيوف والحافظ وعطيف والبريك في حال مشاركة الشهراني كظهير أيمن. ملايين الريالات صرفها الهلال لجلب عناصر كنا ننظر لها بعين العافية غير أن دياز أصر على جيل الأمس وكأنه يحتفظ بكوكبة البرازيل عام 70، أعترف أنني لن أكون أكثر دراية من المدرب، والتنظير في مثلث تلك الظروف سهل جداً، والواقع في الميدان لا يعرف دهاليزه سوى المدربين، ولكن هناك أمور تضع المراقب في حيرة للتجاهل الذي يحدث للاعبين الجدد، فالمجموعة الزرقاء التي تمثل الفريق حالياً بلاشك مميزة على الصعيد المحلي، ولكن هناك مراكز يتطلب تدعيمها وتحديداً في الشق الأيسر دفاعياً، وحراسة المرمى التي طالما عانى الهلال منها، والأكيد أن معطيات الحبسي وسط الميدان تفوق المهاجم الغامض ماتياس الذي خطف المقعد الآسيوي، والغريب أنه لن يفارق الدكة، ويبدو أن أسهمه ارتفعت لأن التعاقد معه جاء عن طريق دياز في حين حضر الحبسي برغبة الإدارة، وهنا جاء تصادم المصالح، عفواً وجهات النظر الفنية. تصلب رأي دياز ليس بجديد على طقوس المدربين فهناك كثر بهذا الفكر ولا يترددون في إحراق نجوم في سبيل تحقيق قناعتهم حتى لو كانت خاطئة، وبذات الوقت يغامر بلاعب هش لتأكيد أنه من يفهم كل التفاصيل، عموماً لا بد أن نخنع للعبارة العامية (دياز أبخص) والفرصة متاحة بعد مواجهة الذهاب، وما أخشاه ألا يكون هناك متسع لصعوبة الموقف.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia