Al-Watan (Saudi)

الزيف الثقافي أضغاث أحلام

-

ما الخطر الثقافي الذي نواجهه اليوم؟ وما دور المثقف الآن؟

ببساطة، التنوع الثقافي الذي نعيشه ويميزنا يحتاج إلى ثوابت أخلاقية لا يخترقها سوء تأويل، ولا قلة فهم، ولا إنسان جاهل يدّعي أنه يحمل الدكتوراه بيد ومفاتيح الجنة والنار بيده الأخرى!

أسهل تجارة رابحة الاتجار بالدين والقيم والإفساد بين مكونات الوطن، بحجة أهديكم سبل الرشاد، وهذا الزاعم يفتقر إلى المؤهل العلمي، أو حتى إلى الوعي بما يهرف به دون أن يعرف، ما أسماه أحد الكتاب بـ»زيف ثقافي« يتلبس بالدين تارة، وبالأدب تارة، وبالفلسفة تارة أخرى، فيفرض المتحدث نفسه منظّرا، وينقل من خلاصة الخلاصة حتى يتحول حديثه إلى اختصار مُخلّ بالوعي والعقل والمنطق، لأنه فاقد للتمييز!

والأسوأ لو قاد كلامه إلى خلق مشكلة بين بلدين أو شعبين، فيصبح كلامه محسوبا على مثقفي البلد وكُتّابه وعلمائه المعتبرين.

ما الذي تفعله الثقافة بالإنسان؟ أو ما الذي يشكل ثقافة كل إنسان؟ ومَن المثقف؟

كثيرا ما تستخدم كلمة »مثقف« في سياق أنه الإنسان المنغلق على نفسه، والبعيد عن هموم وأدوار يجب أن يقوم بها، وتستخدم أحيانا كمسبة ضدك فيقال: أنت مثقف وتفعل كذا، أو تقول كذا، أو تجهل هذا أو ذاك؟!

الواقع أن كل إنسان مثقف بطبعه، أو مطبوع بثقافة محيطه، فمن وُلِد في محيط يقرأ سيجد الكتاب صديقا، ومن حمل والده ريشة ورسم سيكون الفن رفيقه، ومن كان يعيش محاطا بأصدقاء السوء فثقافته تنبع من ثقافتهم، وكل ما يصب فيها حتى بلغ الأمر ببعضهم هذه الأيام وقبلها أن قاموا بتشويه جداريات وأعمال فنية، بغرض الإساءة إلى أصحابها والعبث الأهوج!

ولو أردنا تحرير المصطلح، لقلنا إن هناك ثقافة أساسية يجب أن يتحلى بها الإنسان، ونتصالح جميعا عليها، وهي مختلفة عن ثقافتنا الخاصة، لأنها ثقافة عامة تنبع من انتمائنا إلى مرجعية تحترم القيم، هذه الثقافة هي التي جمعت الكويتيين على قلب رجل واحد ودمعة واحدة في رحيل الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا »رحمه الله«، وموقف ثقافي حازم عبّر عنه النائب العام عندنا، هذا الموقف استحضر مواقف سابقة للكويت، تصدت فيها لمن أساء إلى المملكة ورموزها. هي ثقافة إخوة في الدم، وجيرة في الأرض، وكان الكويتي والسعودي إخوة دائما.

لو عدنا إلى قانون تجريم الطائفية والعنصرية بمجلس الشورى، قبل أكثر من عام، وصوّت بعض أعضاء المجلس معه وأكثرية ضده، منذ ذاك الحين لليوم ابتُلينا بمواقف فردية مستفزة، فيها تهجُّم من جهلاء على بعض مكونات الوطن، حوسب بعضهم أمام القضاء، ونجا كثيرون لأنهم لم يجدوا من يرفع دعاوى ضدهم.

ثقافة التخوين، والهجوم المجلس، فكان المجلس أو الأعضاء الواعون بالمجلس بقعة ضوء.

وكم كتبنا وقلنا، إننا نعيش اليوم مع تحولات تخدم رؤى المستقبل، فمنذ تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز الأمرَ، اتضح أن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia