Al-Watan (Saudi)

حرب على الفن

-

قبل أسبوع، مررت بمعرض فني لسعوديات في لندن، بعد أن قرأت إعلانا عنه بالصدفة في إحدى المحطات.

وصلت إلى العنوان المذكور، صعدتُ بضع درجات، ثم فتحت الباب لأجد أمامي سيدة تشرف على الصالة الفنية، سألتها عن المعرض المسمى SHIFT، فأجابت بلطف: إن الأعمال تتوزع بين الدور الأرضي والأول.

بعد أن تفحصت المكان بعينيّ، دخلت الصالة الأقرب لأجد عملا فنيا أكاد أشم فيه رائحة بيوت الطين في قريتنا الجنوبية بعد يومٍ ماطر، ولا غرابة، فالعمل من تنفيذ الفنانة د. زهرة الغامدي.

وقفت أتأمل هذا العمل الذي امتد بعرض الجدار وطوله إلا قليلا، وأتصور الروح الوثابة التي حلقت به على هذا الارتفاع.

وفي الطرف الآخر من القاعة، كانت الآلة تعرض لنا سيدة سعودية تكنس الأرض يدويا، لتكدِّس الرمال الملونة

في منتصف المكان!. أبدعت الفنانة دانة أورطاني في عرض فكرتها حول التحول -كما يدل اسم المعرض- بتنفيذ أرضية جميلة من الرمال الملونة، ثم تصوير مقطع من 22 دقيقة يجري فيه »كنس« هذه الأرضية يدويا، لتبدو تحتها أرضية أخرى مختلفة لا تشبه ما يراه الناظر للوهلة الأولى.

في العمل الثالث، دمجت الفنانة ريم الناصر الصوت والضوء لتصنع لوحة فنية أسمتها »وهم«.! في هذا الوهم، تقابلت شاشتان في صالة العرض، على اليمنى منهما كان الإناء المعدني المقلوب مغلوبا على أمره، مستسلما لتنقيط الماء الرتيب المستفز على ظهره، وعلى الجهة اليسرى نجد الإناء نفسه يضيء في يد سيدة رأت فيه أداة موسيقية فبدأت بالضرب عليه، فيما ارتفعت همهمات السيدات غير المرئيات حولها، وكأنهن يتجاوبن مع دعوتها للغناء.

لم يكن في القاعة -حين وصلت أنا وصديقتي- إلا سيدة واحدة بدت مهتمة بما تراه، وسجلت رسالتها للفنانات في طريق خروجها من المعرض، سمعتها تهمس لنفسها »مذهل، مذهل« أكثر من مرة، ولا ألومها، فالجو العام فعلا كان يدعو إلى الذهول.

فهذه الصالة الفنية -الصغيرة نسبيا- تقع على ناصية شارع عام بين المنازل، ولا يختلف هذا المنزل عن منازل الحي إلا بالإعلانات المعلقة على السور!

لكن، خلف بابه يوجد عالم

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia