Al-Watan (Saudi)

أحمد الرضيمان

قد اختار الله آل سعود ليكونوا في خدمة ضيوفه، فقاموا بذلك خير قيام، وجعلوا حجاج بيت الله الحرام يؤدون نسكهم براحة وأمن، وقد كانوا قبل حكمهم في حال من الخوف والسلب والنهب والمهالك

- Rudhiman@alwatan.com.sa

أمر الله تعالى نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يؤذن للناس بالحج، وبيَّن سبحانه أن الناس سيلبُّون هذه الدعوة من كل فجٍّ عميق، كما قال تعالى:( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)، والله تعالى أعلم بمن هو أهل لاستقبال عباده الذين لبَّوا دعوته للحج، وأعلم بمن هو أهل لخدمة حجاج بيته العتيق، فهو سبحانه يخلق ما يشاء ويختار، كما قال تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار)، وقد اختار الله آل سعود ليكونوا في خدمة ضيوفه، فقاموا بذلك خير قيام، وجعلوا حجاج بيت الله الحرام يؤدون نسكهم براحة وأمن وطمأنينة ومنظومة كاملة من الخدمات، وقد كان الحجاج قبل حكمهم في حال من الخوف والسلب والنهب والمهالك، كما هو موثق في كتب التاريخ، فمنَّ الله تعالى على المسلمين بهذه القيادة المباركة، فخدموا حجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، وخدموا الحرمين الشريفين، والمشاعر المعظمة، خدمة فائقة، ما عرف التاريخ لها مثيلا، وهذا أمر مشاهد وواقع، لا ينكره إلا من ينكر الشمس في رابعة النهار، فالأمور المشاهدة لا تحتاج إلى أدلة تثبت وجودها، وهل يحتاج الإنسان وهو في وسط النهار، والشمس في كبد السماء، هل يحتاج إلى دليل على أنه في نهار؟ وقديما قال المتنبي: وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل. وإنه ليحزنني أن يُنكِر هذه الجهود التي أنعم الله بها على قادة دولة التوحيد المملكة العربية السعودية، يحزنني أن يُنكرها بعض المسلمين بدافع الحسد أو الحقد أو الأغراض السياسية الدنيئة، مع أنهم يرون تلك الجهود رأي العين، فهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، ويشككون ويُلبِّسون، هذا الجحود ليس من أخلاق أهل الإسلام، بل ولا أخلاق الجاهلية قبل الإسلام، وإنما من أخلاق طائفة من اليهود قال الله عنهم (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)، والمتعين على أهل الإسلام أن يشكروا الله سبحانه وتعالى أن هيأ لحجاج بيته من لا يألوا جهدا في خدمتهم، ثم يَشكروا قيادة المملكة العربية السعودية، ويدعوا لها بالتوفيق والنصر وعظيم الأجر، ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام (من لم يشكر الناس لم يشكر الله)، قال الإمام الخطابي في شرحه لهذا الحديث: [هذا الحديث فيه ذم لمن

لم يشكر الناس على إحسانهم. وفيه أيضا الحث على شكر الناس على إحسانهم. وشكر الناس على إحسانهم يكون بالثناء عليهم وبالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم]، ولا يُلتَفت لمن يضيق صدره بالثناء على هذه الدولة المباركة، وينتقد من يثني عليها بما فعلت من خير، بينما هو يثني على جماعات وأحزاب ودول آذت الناس، ولم تنصر التوحيد، وهذا من الخذلان، وانقلاب المفاهيم.

إننا حينما نحمد الله ونثني عليه ثم نشكر قادتنا على نصرتهم التوحيد والسنة، وخدمة الحرمين وضيوف الرحمن، فإننا نمتثل أمر الله تعالى القائل: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وأمر رسوله القائل: (من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإِن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)، وهذا ما درج عليه علماؤنا الكبار ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، ومعاذ الله أن يكون ثناؤهما تملقا وكذبا أو ابتغاء عرض من الدنيا، وكنتُ قبل يومين في جلسة خاصة عند سماحة شيخي صالح الفوزان حفظه الله، فقال لي وهو يستحضر ما منَّ الله به على المسلمين بالملك عبدالعزيز وأبنائه وأحفاده، وما قام به من جهود عظيمة للبلاد والعباد، قال ما نصه: (أنا أعتبر الملك عبدالعزيز مجددا).

هذه شهادة العلماء الذين استشهد الله بهم على أعظم مشهود وهو التوحيد كما قال تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولي العلم)، شهدوا كما ترى لهذه الدولة السعودية وقادتها بالخير وخدمة الإسلام والمسلمين، وعندما يشهدون بذلك فإنما يشهدون بعلم وصدق وإخلاص، لا بجهل وتملق ورغبة في لعاعة من الدنيا، وبلادنا صفحتها بيضاء نقية، وقضاياها عادلة، ليست بحاجة- في نظري - إلى محامين فاشلين، ولا مغردين براقشيين، ولا متملقين وصوليين، وإنما بحاجة إلى صادقين مخلصين، ينقلون الحقيقة كما هي، وحقيقة بلادنا مُشَرِّفة ولله الحمد، فلننقلها بصدق وإخلاص، والله يتولى السرائر، ويُحصِّل ما في الصدور، ومن كان قوله لوجه الله فإنه يبقى، ومن كان لغيره يفنى.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia