Al-Watan (Saudi)

جهودنا ليست قطعة كرتون

- صالح الشيحي

حتى سنة ماضية كان بعض إعلامنا يستخدم اللغة الإنشائية، ويتجاهل لغة الأرقام في توصيف جهود الدولة في خدمة الحجاج.. ذات اللغة تتكرر كل عام.. وذات النقل الفضائي الذي يقول ولا يقول شيئا! وحينما كان يجتهد يستعين بالصور.. وليته لم يفعل.. إذ تتصدر صفحاته صور رجال أمن يقومون بالتبريد على الحجاج بقطع كراتين.. وهي اجتهادات وإن كان دافعها إنسانيا بحتا، يشكر فاعله على تفاعله؛ إلا أنها قد تستخدم بشكل مسيء في الخارج، وتقديمها كأيقونة لجهود بلادنا.. واليوم ما أكثر المحبين لنا ولبلادنا! مازلت أتذكر مقطع يوتيوب التقطه أحد المجهولين لرجال أمن اجتهدوا بالتلويح بقطع من الورق المقوى فوق رؤوس الحجاج في محاولة للتخفيف من حرارة الجو.. هذا المقطع يتضمن إساءة بالغة إلى جهود الدولة، واختصارها في قطع من ورق الكراتين! يتم تجاهل منشآت وجهود ومبان ضخمة وبنية تحتية مذهلة تقاس تكلفتها بمئات المليارات.. ويتم نشر مقطع بدائي مجهول المصدر والغاية! في المقابل حينما تجتهد بعض وسائلنا تركب موجة الإنشاء.. في موسم الحج تحديداً، ليت وسائلنا الإعلامية تركز على الصورة.. الصورة أبلغ مئة مرة من أحاديث الناس.. الصورة لا تكذب.. الصورة تدعم الرقم.. الزمن زمن معلومة وصورة، وليس زمن خبر مجرد، وتصريح من حاج يمتدح جهود المملكة في خدمة الحجاج، وخلفه مجموعة من الحجاج يلوحون بأيديهم للكاميرا! في هذين اليومين استوقفتني »هاشتاقات« جميلة في »تويتر«، أحدها جاء تحت عنوان #السعودية_ترحب _بالعالم.. شاركت فيه بعدما وجدته يحتوي على العديد من الصور المعبرة، والمعلومات الموثقة، والمقاطع الجميلة.. أستطيع القول إنه أنصف جهود بلادنا إلى حد كبير، وأبرز بعض جهودها في خدمة ضيوف الرحمن.. والأجمل أن الكثير من الفعاليات - أفرادا ومؤسسات - تواجدت فيه، وتعاملت معه كمنصة سانحة وسريعة وموثوقة لإيصال رسالتها.. أمس كنا نحمل على إعلامنا ونعتب عليه لتقصيره.. اليوم ليس لنا عذر في تعويض ما كنا نعتبره نقصا..

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia