Al-Watan (Saudi)

لهذا السبب أبايع السعودية وأثق بقيادتها الحكيمة

-

نعم أنا اللبناني العربي المسلم أعلنها بكل فخر أنني أبايع المملكة العربية السعودية وقيادتها، هذه المملكة التي لم تقصر يوماً في دعمها لاستقرار بلدي لبنان واقتصاده وسياساته وحماية شعبه من الاعتداءات الإسرائيلي­ة عليه.

المملكة العربية السعودية التي لم تأخذ مقابلا لخدماتها ودعمها للشعب اللبناني، ولم تبن على أرضه قاعدة عسكرية أو تصنع ميليشيا إرهابية أو تهدد باسمه أمن السفارات والدول والمصارف والمحاصيل الزراعية، هي خير سند وخير شقيق وحليف، فلا يمكن أن ننسى كيف أسهمت مملكة الخير بإعادة إعمار ما هدمته الحرب الأهلية في لبنان، وكيف دعمت مصارفه بودائع بمليارات الدولارات، ولم تبخل يوماً على شعب لبنان بفتح مجالات كبيرة له وفرص للعمل في المملكة لتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب اللبناني وعائلاتهم، بالإضافة إلى تشجيع عشرات آلاف السعوديين على السفر إلى لبنان في الصيف لقضاء موسم سياحي يدر ملايين الدولارات للخزينة اللبنانية والمؤسسات والفنادق والمطاعم.

لم يكن هذا كل ما قدمته السعودية، بل تعداه لتكون خير سند في المحافل الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة مدافعة عن حق لبنان بتحرير أرضه المحتلة، وكان لقيادتها الفضل الكبير في الضغط على العدو الإسرائيلي للانسحاب من الجنوب اللبناني على أمل إنهاء معاناة أهله وإعادة إعمار هذه الأرض ودعم لبنان في ملاحقة مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني وكل من تورط في قتل الأبرياء في لبنان منذ عام 1982 حتى مجزرة قانا، وبعدها حرب تموز التي ورط حزب الله بها لبنان في 2006.

نعم كل ما قدمته المملكة العربية السعودية إلى لبنان لم يكن لقاء أي مقابل، بل فقط إيماناً من قيادتها بأنها مسؤولة عن أشقائها في العالمين العربي والإسلامي، وأنه من واجبها مساعدتهم على النهوض بعد كل انكسار يواجهونه أو أزمة تعصف بهم أو ضيق يصيبهم.

إلى جانب كل الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية لوطني لبنان فإنها لم تقصر يوماً في دعم الأشقاء في سورية، وتحديداً بعد ثورتهم على النظام، فأمنت منذ اليوم الأول الدعم الإعلامي والإغاثي والمادي والسياسي للشعب السوري، ولم تتخل عنهم، وفتحت أرضها لهم ومدارسها، وأرسلت المساعدات لمخيمات اللجوء في الأردن ولبنان، بالإضافة إلى تأمين المحروقات لهم من أجل التدفئة في فصل الشتاء، وضغطت دولياً من أجل فرض فرص أكبر لهم في المفاوضات القائمة بين المعارضة والنظام في جنيف حتى حققوا أفضل القرارات في جينيف1.

المملكة التي شرفها الله بوجود الحرمين الشريفين على أرضها، وإضافة إلى كل المساعدات والدعم الذي تقدمه للمحتاجين حول العالم، فإنها لم تقصر في دعم كل من أراد الحج أو العمرة، وقدمت لمئات الآلاف رحلات من غزة ولبنان وسورية ومصر وإفريقيا وآسيا على نفقة قيادتها، فكانت خير سند لهؤلاء، وأصبح الحج الذي كان يصله من يستطيع إليه سبيلاً فقط حلماً يتحقق لعشرات الآلاف من المسلمين أصحاب الدخل المحدود والفقراء الذين لم يستطيعوا إليه سبيلاً، ولم تمنع أو تعرقل أياً كان من الوصول إلى بيت الله الحرام، وتعاملت مع الشعوب سواسية وفق نظام هو الأكثر دقة في العالم لإعطاء الجميع فرصة في إتمام المناسك بيسر وسلام.

اليوم ومع تعالي أصوات إيران ومحورها في المطالبة بتسييس وتدويل الحج نقولها بصوت عال: إن هذه الأرض المباركة لن يضع أي كان في هذا العالم يده عليها، وإن ما أعطاه الله لشعب السعودية لن يأخذه إلا الله سبحانه وتعالى، وستبقى إدارة الحج شرفا يتوارثه السعوديون بقيادة أسرة كريمة حكيمة، يقودها اليوم سلمان الحزم، وهو الذي ورث القيادة عن إخوانه، ولم يقصروا يوماً في تطوير وتحسين المكان ليتسع لعدد أكبر من الحجاج والمعتمرين، بالإضافة إلى تأمين زياراتهم والخدمات الطبية والتقنية والدينية والغذائية لهم أثناء تأدية مناسكهم.

نعم كلنا اليوم نرد الجميل لمملكة الخير التي لم تتركنا يوماً، ولم تتخل عنا في أصعب الظروف، وبقيت بحكمة قيادتها الراعي الأكبر لنا كعرب ومسلمين، وأصبح واجبا علينا التكاتف جميعاً إلى جانبها وخلف قيادتها في مواجهة أي مشروع خبيث يحاول التطاول عليها ونشر سمومه في الإعلام والمحافل الدولية ضدها، تارةً باتهامها بدعم الإرهاب، وتارةً أخرى باتهامها بتسييس الحج، ولهؤلاء نقول: إن من صنع الإرهاب ودعمه هو وليكم الفقيه في 1979، ومن تضرر من هذا الإرهاب كان السعوديون والعرب والمسلمون ثم الغرب، وإن من حمى بيت الله من مخططاتكم الإرهابية هي السعودية، عندما أرسلتم المسلحين إلى الحرم لارتكاب المجازر بحق المسلمين هناك، وإن من سيحمي مكة والمدينة وكل شبر من السعودية هم أبناؤها وقيادتها ومليار و400 مليون مسلم حول العالم، مؤمنين بالدور العظيم للمملكة وقيادتها في تسيير أمور الحج، ورافضين لكل مشاريعكم الخبيثة في التحريض عليها وعلى دورها المركزي في قيادة العالمين العربي والإسلامي.

شكراً سلمان بن عبدالعزيز، وشكراً محمد بن سلمان، وشكراً للشعب العربي المسلم السعودي من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم على إدارتكم الحكيمة للحج والعمرة، ولاستقبالك­م مئات الآلاف من الزوار سنوياً، وخصوصاً في موسم الحج، وتأمين زيارتهم ومناسكهم وإقامتهم بينكم، وتقاسمكم معهم للماء والطعام والدواء وحتى الهواء!

نعم بعد كل ما ذكرته أفتخر أنني أبايع المملكة وقيادتها لأنها الأكثر تصميماً وإرادة على تحقيق الأفضل للعالمين العربي والإسلامي وشعوبهما، ولأنه لا ينكر فضلهم إلا جاحد لئيم خبيث، يحركه مشروع الولي ومن يحوم في فلكه الخبيث.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia