العوامية تستقبل العيد بعد عودة الأمن والوداعة
عادت الحيــاة إلى طبيعتهــا في بلدة العوامية مع عودة أهالي البلدة إلى بيوتهم قبيل عيد الأضحى، بعد حوالي شــهر من إخلائها، لتســهيل تنفيــذ عمليات أمنية تستهدف ملاحقة الإرهابيين الهاربين من حي المسورة بعد إزالة الحي.
وعاد الأهالي بشكل كثيف خلال اليومين الماضيين للاحتفال مــع أسرهم وذويهم بعيد الأضحــى، وبتخلصهم من مرحلة الخــوف والإرهاب التي عاشــوها خلال ســنوات من وجود الإرهابيين بين أحياء البلدة.
عبر نقطتين أمنيتين رئيسيتين، يدخل الأهــالي إلى بلدتهــم في حركة سلســلة ليرشــدهم رجل الأمن إلى أفضل الطرق التي يســلكونها للوصــول إلى منازلهم بشكل سهل.
كما تستقبل الدوريات الأمنية الموجودة بين الأحياء الأهالي الواصلين إلى منازلهم، وتسألهم إن كانوا يحتاجون أي مساعدة وخدمــة، خصوصا أن عــددا من منازل البلدة تعرض لعمليــات سرقة واقتحام من الإرهابيين الذين حاولوا الاختباء داخل منازل الأهالي.
وأكــد عــدد مــن الأهــالي العائدين لـ»الوطن«، أنهم ســألوا رجل الأمن عن الوضع في الحــي الذي يســكنون فيه، فطمأنهم بأن الأمــور طيبة، ولا يوجد ما يســتدعي الخوف، وأرشدهم إلى الطريق الذي يســلكونه، للابتعاد عن الطرق التي ما زال العمل قائما فيها. أكد مصدر لـ»الوطــن« أن »العوامية عادت بلدة وادعة كباقــي بلدات ومدن محافظة القطيف، بعد أن نفذت الجهات الأمنية، على مدى الأســبوعين الماضيين، عددا مــن المداهمات الأمنيــة وعمليات التفتيش، لضبط عــدد من المطلوبين في قضايــا متعددة، بينهــا قضايا تهريب مخــدرات، وتهريب ســلاح، والمتاجرة بخمور«.
وأضــاف أن »جميــع العمليات تمت بشــكل نظامي دون أن يتعرض رجال الأمن المشــاركين فيهــا لأي مقاومة أو إطلاق نار، إذ كان الإرهابيون يواجهون أي عملية أمنية بالبلدة بإطلاق النار«.
وأوضــح المصدر أن »تعــاون الأهالي أسهم في رصد عدد من المتورطين في عدد من الجرائم، والقبــض عليهم، إذ أصبح جميــع المطلوبين في مختلــف القضايا محاصرين بعيون الأهالي الذين أصبحوا على درجة عالية مــن الوعي برفض كل مجرم«، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية على مدى الأســبوعين الماضيين ألقت القبض على حــوالي 20 متهما بعدد من الجرائم، بعد تبليغ الأهالي عن أماكن وجودهم.
مع عودة الأهالي عادت جميع الخدمات التي تعطل جــزء منها عن بعض الأحياء للعمل بشــكل طبيعي، فبدأت الخدمات البلدية بالدخــول لجميع الأحياء بالبلدة، ورفع ما فيهــا من تلفيــات وأنقاض، وتهيئة الشــوارع بإعادة سفلتة المدمرة منها، وصيانة ما تعرض منها للأضرار.
وعملــت شركة الكهربــاء على صيانة جميع عدادت الكهربــاء بالبلدة، للتأكد من عدم تعرضهــا لأضرار وتلفيات، كما بــدأت وزارة التعليــم بصيانة مدارس البلدة وتهيئتها لاستقبال الطلاب، إضافة إلى عودة الدفاع المدني للعمل داخل البلدة، والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.