Al-Watan (Saudi)

المعلمون والمعلمات يحتاجون تدريبا وحزما: لا خبرة ولا ثقافة ولا جدية

يا وزير التعليم، صارح المعلمين والمعلمات الكسالى، منتحلي الأعذار، الشكائين البكائين، وهم غالبية، صارحهم بأنهم سبب فشل التعليم، ولا تقبل منهم أي عذر مطلقا، فهم يتشبثون بكل ما يدارون به عجزهم وفشلهم

-

ظنّ عدد كبير من الإخوة والأخوات »المعلمون والمعلمات« أنني كنت أدافع عن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، في مقالي الذي نُشر هنا، أول من أمس »الأربعاء«، تحت عنوان »سر حملات المعلمين والمعلمات ضد الوزير: العيسى من أعداء الصحوة«، والحقيقة أنني كنت أدافع عن المعلمين والمعلمات أنفسهم، ولكن بالطريقة التي كنت أعتقد -وما زلت- أنهم، وأنهن، يفهمونها، وذلك للأسباب التالية:

أولا: المعلم والمعلمة، أهم ركن في العملية التعليمية والتربوية على الإطلاق، أي أنه وأنها »المعلم والمعلمة« يأتيان أولا وثانيا وعاشرا، ثم بعد ذلك يجيء المنهج الحديث، والمبنى المجهز، والبيئة الإدارية وغيرها، وهي كلها أركان مهمة، لكن المعلم والمعلمة أهم وأخطر من كل الأركان المدرسية الأخرى، فالتطرف والتشدد، لم يتسرب طوال عقود ما سُمي بالصحوة عبر المبنى والمنهج، وإنما عبر المعلم والمعلمة اللذين اتبعا نهج هذه الصحوة، واستجابا لما نفثه التنظيم السروري في روعيهما، سواء علما، أم اتباعا دون علم، وهما »المعلم والمعلمة« اللذان نقلا إلى الطلاب والطالبات أفكار التطرف والتشدد، وهما اللذان حولا حصصهما داخل المدارس إلى منصات وعظ وترهيب، حتى أولئك المتخصصين في العلوم والرياضيات، تحولت حصصهم إلى وعظ، وترغيب وترهيب، والمعلمون والمعلمات، وهم مئات الآف يعلمون هذا، ومن لم يتطرف منهم أو يتدروش، رأى وعاش وربما عانى معاناة مريرة من هذا التيار، وهي معاناة أوصلت بعضهم وبعضهن إلى المحاكم بتهم واهية، والبعض فقد وظيفته التعليمية بسبب التيار المتطرف السروري الذي هيمن على مدارسنا في كل مراحلها الثلاث وللجنسين بنين وبنات، نحو ثلاثة عقود، ولا أعتقد أن أحدا من المعلمين أو المعلمات يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة الساطعة التي صار يعرفها كل الناس في المملكة، ولذلك فأنا كنت أدافع عن الغالبية من المعلمين والمعلمات الذين قمعوا من أقليات متطرفة داخل مدارسهم ومدارسهن، ولم يتنفسوا الصعداء إلا خلال سنوات قليلة ماضية، عندما بدأ نجم ما سمي بالصحوة يتجه نحو الأفول!.

ثانيا: إن الغالبية العظمى من المعلمين والمعلمات، خاصة القدامى، ونسبة كبيرة من الجدد، يفتقدون أدنى درجات التأهيل التربوي والتعليمي، والثقافي، وحين أقول الثقافي فإنه تعبير يشمل التخصص والثقافة العامة، فهؤلاء الغالبية بينهم وبين القراءة والكتاب عداء مستحكم، وأنا شخصيا، ومنذ عقود، أعرف معلمين ومعلمات، لم تمس أيديهم وأعينهم كتابا واحدا، لا في تخصصهم ولا في غيره، وكان آخر عهدهم بالكتاب هو آخر سنة من دراستهم، ولا أظن أيضا يستطيع أحد -لا من المعلمات ولا من المعلمين- أن ينكر هذه الحقيقة الساطعة.

نعم، هناك مؤهلون ومؤهلات، ومثقفون ومثقفات، وأنا أعرف بعضهم، لكنهم قلة قليلة، وهذه القلة تواجه حربا شرسة داخل مدارسهم من الغالبية التي لا شأن لها سوى الراتب والروتين والتنصل من أي مسؤولية، والتهرب

من أي تطوير أو تدريب بحجج واهية!.

ثالثا: إن حصة النشاط الإضافية يجب أن تفرض بقوة النظام، ومديرو ومديرات المدارس النابهون، ومعهم القلة القليلة من المعلمين والمعلمات الواعين، يستطيعون ترجمة هذه الحصة كأفضل ما يكون، ولو كان مبنى المدرسة صندقة من التنك، فالتحجج بالمباني غير المجهزة والوقت الطويل ونحو ذلك، هي لغة الكسالى الفارغين من المعلمين والمعلمات، وهم كثرة كاثرة، ولهذا فإن على الوزير والوزارة، أن يلغوا فكرة الابتعاث إلى الخارج لأنها طويلة المدى، ويستقدموا جهات تدريبية عالمية مؤهلة حازمة، ثم يفرضوا فرضا على جميع المعلمين والمعلمات حضور هذه الدورات التدريبية لأربع ساعات يوميا بعد الدوام، في العصر أو المساء، ودون إضافة أي بدل، ولعامٍ دراسي كامل أو عامين، ومن لم ينتظم، أو يحقق درجات جيدة يحال إلى التقاعد أو يفصل، فالمدارس للتعليم والتربية الجادة، وليست تكايا للعجزة والكسالى، وغير المؤهلين!.

والمعلمون والمعلمات ينالون أفضل رواتب في الوطن، ويحصلون على أطول إجازة سنويا، ويجب أن يدفعوا مقابل ذلك إنتاجا مميزا للوطن، ويتركوا التشكي والتباكي، فهم أقل الموظفين دواما، وأكثرهم راتبا وتسيبا وضعفا وكسلا، وأقلهم عطاء، والنتائج واضحة صارخة في مستوى الطلاب والطالبات الهزيل إجمالا!.

إنني على ثقة أن وزير التعليم يعلم ويعي أن المعلم والمعلمة، أهم ركن في العملية التربوية والتعليمية، وما لم يتغير واقعهما الرخو بالتدريب المكثف، والأنظمة الحازمة الصارمة، فإن واقع التعليم العام لن يتغير نحو الأفضل مطلقا، حتى لو وضعت الوزارة أحدث وأفضل المناهج، وبنت المدارس الحديثة، وجهزتها بكل الإمكانات الحديثة، فإنها دون تغيير وتطوير المعلمين والمعلمات، ستكون هباء منثورا!.

يا وزير التعليم، صارح المعلمين والمعلمات الكسالى، منتحلي الأعذار، الشكائين البكائين، وهم غالبية، صارحهم بأنهم سبب فشل التعليم، ولا تقبل منهم أي عذر مطلقا، فهم يتشبثون بكل ما يدارون به عجزهم وفشلهم، ولا تستغرب أن يقولوا إنك شخصيا لا تعرف واقع التعليم، فغالبيتهم وغالبيتهن يعانون جهلا مركبا يجعلهم يظنون أنهم خبراء!، وهم لا يملكون شيئا نابها، وإنما يظنون خدمتهم الطويلة خبرة، بينما هي خطأ وضعف يكررونه كل عام وكل يوم، فمعظمهم (هن) لا خبرة ولا ثقافة ولا جدية!، هذه هي الحقيقة، وأنا أدرك تماما أن الحقيقة مرة، وتقبلها صعب، وكثيرون سيتهموني بعدم معرفة واقع التعليم، لكني أطمئنهم أنني أقول هذه الحقيقة عن خبرة ومعرفة ومعايشة واطلاع واسع، ولا بد أن أقولها، رضي من رضي وغضب من غضب!. والسلام

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia