Al-Watan (Saudi)

جمع الطوابع البريدية

- عبدالله العقيل

قبل مدة بسيطة، اتصل بي أحد الأصدقاء وقال: ستذهب معي لخوض تجربة فريدة. أثق في هذا الصديق جيدا، فهو دائما يفاجئني بكل غريب. حددنا الوقت والمكان، وتوجهنا إلى قلب مدينة الرياض. دخلنا عمارة حديثة مقارنة بالمباني القديمة حولها. كان موعدنا بعد صلاة المغرب، ولذلك اضطررنا للانتظار في »كوفي شوب« يقع في لوبي المبنى. لاحظت أن كل من يأتي إلى هذا »الكوفي« يحمل بين يديه إما مظروفا أو ملفا أو كيسا ملفوفا. توجهنا إلى المصعد، وصلنا إلى الطابق الذي نريده. قبل دخولنا المكتب وجدت لوحة كتب عليها »الجمعية السعودية لهواة الطوابع والعملات .« لم أكن أتخيل أنه ما زال بيننا من يهتم بالطوابع البريدية!، كنت أعتقد أنها حقبة وانتهت، وانتهى معها ذلك الشغف. حتى إنني لا أذكر آخر مرة شاهدت فيها طابعا بريديا في السعودية. دخلنا مكتب الجمعية واستقبلونا بحفاوة، كان العدد بسيطا، ولكن سرعان ما بدأ يتوافد الأعضاء، حتى غصت بهم طاولة الاجتماعات الكبيرة والمخصصة للقاءاتهم الأسبوعية. حضر رئيس الجمعية، وكانت روحه الجميلة تثري الاجتماع الذي أشبه ما يكون باجتماع عائلي. الكل يعرف الكل، والجميل في الأمر أن هناك عددا كبيرا من أشقائنا العرب من المهتمين باقتناء الطوابع والعملات. بدأ المزاد، كل شخص يتحدث عن القطعة التي يريد بيعها. عندما بدؤوا يتحدثون ذُهلت بعالم آخر لم أكن أعرف عنه شيئا! خاصة في موضوع العملات، والذي أخذ حيزا كبيرا من وقت الأعضاء أكثر من الطوابع في النقاش. عرفت أن هللة الملك خالد نادرة جدا، وعرفت أن هناك جدلا كبيرا حول وجود هللة الملك فيصل. ورغم أن المتحف الوطني يوجد به أرشيف كامل يضم العملات الرسمية للدولة منذ تأسيسها، إلا أنه يُشاع وجود نقص في بعض الفئات. وهذا سبّب لغطا كبيرا حول بعضها وحقيقية وجودها. والمحاولات الجادة للبحث عن هذه المشكلة كانت بمبادرات شخصية من هواة. ذلك النقص في المعلومات أسهم في خلق سوق سوداء وعمليات تزوير لبعض الفئات لتباع بأسعار مرتفعة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia