رفقا بالمرأة

المرأة بقضاياها وقصصها في المجتمع السعودي خاصة والدول العربية عامة، هي المحور الأكبر في مواقع التواصل الاجتماعي »سوشل ميديا«، بل أصبحت هي العنصر الأمثل للحديث في الصحف، فنجد من يقول: المرأة فعلت وأنجزت وهذا النوع قليلا ما نراه.

والمرأة تشتكي وتطالب وتريد، مما جعل هذه النوعية الأكثر وجودا ومحورا يسطو على كل القضايا، ليس لأن المرأة هي التي تشتكي كثيرا، بل أعتقد أن ما يجذب الناس ماذا تشكو المرأة، وهناك المؤيد والمعارض، وللأسف المعارضون أكثر مما توقعت، وكأنها خُلقت لتكون جهازا إلكترونيا يعبث به من أراد وقت الفراغ.

حدث في الآونة الأخيرة ترند الأكثر تكرارا #سعوديات_نطالب_ اسقاط_الولاية.

ونظرا لما قرأت مِن ردود مَن شاهد وشارك في الترند الذي أتوقع أنه عُرض أكثر من 400 مرة، أن المعارضين قسمان: قسم يستخدم النصح والدين، والآخر يتكلم بأسلوب غير لائق ويسيء إلى كيان المرأة من اتهامات وغيرها من تقليل لأهميتها، ولكن لم يفزعني هذا التيار.

فما جعلني أفزع، أن من يحرض على إسقاط الولاية هم في الأساس لم يحترموا من تعبت في تربيتهم، ولم يتبعوا دينهم بل أظهروا للعالم أن ديننا يجور على حق المرأة، وبالتأكيد هذا غير صحيح.

هناك كثير من الحلول التي تلجأ إليها المرأة لتأخذ حقها، ورأينا قضايا كثيرة قامت دولتنا العادلة بحلها، وردع الظلم والتسلط اللذين لم يحثنا عليهما الإسلام. قضايا عند بعض الدول تُهمش وتضيع من بين القضايا حتى تختفي.

تأملوا أن الكارثة ليست الولاية، فالأب لا يظلم أبناءه، والأخ مهما قسا قلبه لن يتخلى عن أخته. عذرا أيها الرجل، فمن أوصل الحديث إلى هذا الحد هو أنت، وعذرا أيتها المرأة ليس هناك داع أن تتجردي من حيائك لتفعلي ما شئتِ. هناك شريعة إسلامية ستكون منصفة لك حتى لو بعد حين، وعندما أتكلم عن المرأة فأنا أشير إلى الناضجة العاقلة التي تتحمل مسؤولياتها، فبعض النساء تطالب بإسقاط الولاية بحجج غير مقنعة.

رأيت في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها 20 عاما، تتكلم وتؤيد إسقاط الولاية، وكانت تكتب وتعلق عن قسوة والدها وأخيها. وكشف أحد المتابعين لها صورة تعليق لم يكمل السنة تماما، كانت تتغزل في والدها، ومن بين العبارات »لو كان الرجال مثل والدي لكانت الحياة بخير.« سبحان الله، ذهب ذاك المدح في والدك، واليوم تشكين قسوته، هذا ما يسمى »مع الخيل يا شقرا .«