دﻋﻮات ﺑﺼﻮن اﻟﻌﺮﺿﺔ وإﻧﺸﺎء أﻛﺎدﻳﻤﻴﺎت ﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﺟﻴﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ
ﺣﺮﻛﺎت دﺧﻴﻠﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﺮﺿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺮاث ﻋﺎﻟﻤﻲ
اﻟﻤﺬﻧﺐ : ﻋﺎﻳﺾ اﻟﻤﻄﻴﺮي
ﺣــﺬر ﻣﺨﺘﺼﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﺸــﻮﻳﻪ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻳﻄﺎل اﻟﻌﺮﺿﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ ، ﰲ ﻇﻞ املﺘﻐــريات وﺗﺪاﺧﻞ ﻛﺜري ﻣــﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، واﺧﺘﻼط اﻟﺤﺪﻳﺚ واملﺒﺘﻜﺮ ﻣﻊ اﻟﻔﻠﻜﻠﻮري، وﻇﻬــﻮر رﻗﺼﺎت دﺧﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﻤﺖ ﻟﻠﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺼﻠﺔ، وﻻ ﺗﻔﴪ إﻻ ﺑﺎﻟﺮﻗﺺ املﺒﺘﺬل. ﻗﺎل اﻟﺸــﺎﻋﺮ ﻓﺎﻟﺢ اﻟﺪﺧﻨــﺎن إن اﻟﻌﺮﺿﺔ رﻗﺼﺔ رﺳــﻤﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎملﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ﺣﺎﴐة ﰲ املﻨﺎﺳﺒﺎت واﻷﻓﺮاح واﻷﻋﻴﺎد اﻟﺴــﻨﻮﻳﺔ، ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺎت املﺠﺘﻤﻊ، وﻫﻲ رﻣﺰ ﻟﻠﻮﺣﺪة واﻟﺘﻼﺣﻢ. وﻟﻔﺖ اﻟﺪﺧﻨﺎن إﱃ أﻧﻪ ﻻﺣﻆ ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧــرية ﺗﻐريات ﻃﺮأت ﻋﲆ اﻟﻌﺮﺿﺔ، وأدﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬــﺎ رﻗﺼﺎت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب ﺗﻌﺘﱪ دﺧﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﻤﺖ ﻟﻠﻤﻮرث ﺑﺼﻠﺔ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ، دون ﻣﺮاﻋﺎة ﻟﴩوﻃﻬﺎ وأﺳﺴﻬﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. وﻃﺎﻟﺐ اﻟﺪﺧﻨﺎن وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺈﻧﺸــﺎء أﻛﺎدﻳﻤﻴﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﺗﺪرب اﻷﺟﻴﺎل ﻋﲆ املﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ، وﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﻴﻞ ﻳﺪرك ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ وﻣﻤﺎرﺳﺘﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ. ﻋﻨﺪ أداء اﻟﻌﺮﺿﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻜﺮار ﻷﺑﻴﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ وأﻧﺎﺷﻴﺪ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻳﲇ ذﻟﻚ رﻗﺺ املﺆدون ﻋﺎدة ﺑﺮﻓﻊ اﻟﺴﻴﻒ وإﻣﺎﻟﺘﻪ ﺟﻬﺔ اﻟﻴﻤني أو اﻟﻴﺴــﺎر ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪم ﻟﻌﺪة ﺧﻄﻮات إﱃ اﻷﻣﺎم، وﻳﻜﻮن املﻨﺸــﺪون ﰲ ﺻﻒ واﺣﺪ. ﻛﻤﺎ ﺗﺴــﺘﺨﺪم أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻮل، ﺗﺨﺘﻠﻒ ﰲ ﻣﺴــﻤﻴﺎﺗﻬﺎ، إذ ﺗﻌﺮف اﻟﻜﺒرية ﻣﻨﻬــﺎ ﺑـ»ﻃﺒﻮل اﻟﺘﺨﻤــري« واﻟﺼﻐــرية ﺑـ»ﻃﺒﻮل اﻟﺘﺜﻠﻴﺚ«. وﺗﺸــري ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت ﻋﻦ اﻟﻌﺮﺿﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ إﱃ »أن أداء أﻗﺮ اﻻﺟﺘﻤــﺎع اﻟﻌﺎﴍ ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﺼﻮن اﻟﱰاث اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻏري املــﺎدي اﻟــﺬي ﻋﻘﺪ ﰲ ﻧﺎﻣﻴﺒﻴﺎ دﻳﺴﻤﱪ 2015 إدراج اﻟﻌﺮﺿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﱰاث اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻏري املﺎدي ﻟﺪى ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة ﻟﻠﱰﺑﻴﺔ واﻟﻌﻠﻮم واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ »اﻟﻴﻮﻧﻴﺴــﻜﻮ« ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »اﻟﻌﺮﺿــﺔ اﻟﻨﺠﺪﻳﺔ - رﻗﺺ ﺷﻌﺒﻲ ودق ﻋﲆ اﻟﻄﺒﻮل وأﻫﺎزﻳﺞ ﺷــﻌﺮﻳﺔ ﻣﻦ املﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ«. وﻫﻲ رﻗﺼﺔ ﻳﺆدﻳﻬــﺎ ﻻﻋﺒﻮن ﻣﻬﺮة ﻣﻦ ﺣﺎﻣﲇ اﻟﺴﻴﻮف ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﺎﻫــﺮ ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﻘﺎﺋﺪ اﻟﺴــﺒﺤﺔ، وﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺤﺮﻛﺎﺗﻪ وإﻳﻤﺎءاﺗﻪ، وﻋــﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺮﻗــﺺ ﻋﲆ إﻳﻘــﺎع اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. اﻟﻌﺎزف ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻃﺮق اﻟﻄﺒﻮل وإﺣﺪاث اﻟﻮﺣﺪة اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ، ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪاه إﱃ أﺣﺪ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻋﻠﻢ اﻹﻳﻘﺎع اﻟﺤﺮﻛﻲ؛ إذ ﻳﺤــﺮك اﻟﻌﺎزف أﺛﻨﺎء أداء اﻟﴬب ﺟﺴــﻤﻪ ﰲ اﻻﺗﺠﺎﻫني ﻳﺴﺎرا وﻳﻤﻴﻨﺎ ﰲ ﻣﺎزورة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺠﻪ إﱃ اﻻﺗﺠﺎه اﻵﺧﺮ ﺑﺮﻓﻊ ﻣﺸــﻂ اﻟﻘﺪم اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ اﻻﺗﺠﺎه املﻀﺎد ﻣﻊ ﺛﻨﻲ اﻟﺮﻛﺒﺘني إﱃ اﻷﺳﻔﻞ، وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﺪد أﻓــﺮاد اﻟﺘﺨﺖ اﻹﻳﻘﺎﻋﻲ ﺣﻮاﱄ 8 ﻋﺎزﻓني، وﻛﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮ اﻟﻌﺪد أﻋﻄﻰ ذﻟﻚ دوﻳﺎ وﻣﻬﺎﺑﺔ ﻟﻠﻌﺮﺿﺔ.