اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻷﺧﲑة ﺳﺘﻘﻮد اﻟﻤﺮأة ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم، ﻓﻌﻦ ﻣﺎذا ﺳﻴﻜﺘﺐ أﻧﺼﺎرﻫﺎ ﻏﺪا؟ رﺑﻤﺎ ﺳﻴﺸﺮﺣﻮن ﻟﻬﺎ أن اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ﻳﻌﻨﻲ ﻗﻒ، ﺳﻴﺸﺮﺣﻮن ﻣﻄﻮﻻ دون أن ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮا أن اﻷﺣﻤﺮ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻐﻀﺐ

ﺗﻌﺮﻳﻔﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ أﻧﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﻘﻠﻖ، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻷرﺑﻊ، ﻓﺎﻟﺘﺤﻀري ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﻗﻠﻖ، واﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻨﻮان ﻗﻠﻖ، واﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﻨﺤﺖ املﻮﺿﻮع ﻗﻠﻖ، ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻗﻠﻖ اﻧﺘﻈﺎر رد ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺮاء، ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﺮد ﻣﻨﻬﻢ أﺣﺪ ﻓﻤﺮﺣﺒﺎً ﺑﻘﻠﻖ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻠﺔ، ﻫﺬا ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻗﻠﻖ املﴚ ﻋﲆ اﻟﺤﺒﻠني واﻟﻨﻂ ﺑني املﻌﺎﻧﻲ ﺛﻢ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻷوزان، ﻓﺎﻟﺠﻤﻞ ﰲ اﻷﺧري ﻻﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻮزوﻧﺔ ﻗﺪر املﺴﺘﻄﺎع، وﻟﻮزﻧﻬﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻤﻄﻴﻄﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وﺗﻘﻠﻴﺼﻬﺎ ﻣﻦ أﺧﺮى، ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻬﺎ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﻋﲆ املﻘﺎس، إﻧﻬﺎ ﻗﻠﻖ ﻋﲆ ﻗﻠﻖ، ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﺸﺎﺑﻚ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻓﺘﻐﻠﺐ ﻫﺬه ﺗﺎرة وذﻟﻚ ﺗﺎرة أﺧﺮى، وﻫﻜﺬا ﻳﺒﺪأ ﴏاع ﻋﲆ اﻟﺤﺮف ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ.

إن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺤﺒﺒﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﻓﻬﻲ ﺗﴪق اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﱰث، إﻧﻬﺎ أﺷﺒﻪ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻏﺮام ﻋﻤﺎدﻫﺎ اﻟﻮﺟﻊ إﻻ أن ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻊ ﻳﺆﺟﺞ اﻟﻮﻟﻊ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ، إن اﻟﺤﺮف ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﺘﺨﻴﲇ اﻟﺬي ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﺑﻼ ﻣﻠﻞ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ املﻌﻨﻰ، ﻋﻦ اﻟﻐﺎﻳﺔ واﻟﻬﺪف، ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻛﻲ أﻓﻬﻢ وأﺳﺘﻮﻋﺐ، إﻻ أن أﻋﻈﻢ أدواره ﺗﺘﺠﲆ ﰲ أﻧﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﻤﴤ ﺑﻲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮر، ﻓﺎﻟﻴﻮم ﺑﺎت ﻧﺴﺨﺔ ﻋﻦ اﻷﻣﺲ، ﻛﻞ اﻷﺣﺪاث ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻘﺎﻻ اﻟﻴﻮم ﺛﻢ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ، واﻟﺴﺒﺐ ﻟﻴﺲ أﻧﻨﻲ ﺑﺪأت ﰲ ﺗﻜﺮار ﻣﺎ أﻗﻮل ﻛﺮﺟﻞ ُﻣِﺴﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎملﻠﻞ، إﻧﻤﺎ اﻟﻌﻠﺔ أن ﻻ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﻪ.

ﻛﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﰲ املﺠﺘﻤﻌﺎت ﻃﺎﻓﺤﺔ ﺑﺎملﻌﺎﻧﻲ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ذاﺗﻪ ﺑﺬاﺗﻪ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎج إذا ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ، أو رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻨﻪ، ﻓﺴﻮاء ﻓﻬﻤﻨﺎ أم ﻟﻢ ﻧﻔﻬﻢ ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث، ﻳﺤﺪث وﻛﺄﻧﻪ ﻗﺪر، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻐﻴري اﻟﻘﺪر ﺑﻤﺤﺎوﻻت اﻟﻔﻬﻢ، أو رﺑﻤﺎ اﻟﻮﺿﻊ ﰲ املﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎت ﻣﺴﺘﻘﺮاً، ﻓﻼ ﺟﻨﻮن ﺟﺪﻳﺪ ﻳُﻜﺘﺐ ﻋﻨﻪ، ﻓﺂﻟﺔ ﻧﺴﺦ ﻓﺘﺎوى اﻟﺘﻜﻔري ﺗﻌﻄﻠﺖ، واﻟﺼﺤﻮة اﻟﺘﻲ ﻣﻸت دﻧﻴﺎ املﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﻣﺎﺗﺖ، واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ املﻴﺖ ﺣﺮام، ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻘﺮ اﻟﻮﺿﻊ أﺧريا وﻋﺎد اﻟﻬﺪوء، واﻟﻬﺪوء ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺮﺗﺎﺑﺔ واملﻠﻞ، ﺳﺘﻘﻮد املﺮأة ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم وﻛﻞ ﻳﻮم، ﻓﻌﻦ ﻣﺎذا ﺳﻴﻜﺘﺐ أﻧﺼﺎرﻫﺎ ﻏﺪا؟ رﺑﻤﺎ ﺳﻴﴩﺣﻮن ﻟﻬﺎ أن اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ﻳﻌﻨﻲ ﻗﻒ، ﺳﻴﴩﺣﻮن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻄﻮﻻ دون أن ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮا أن اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮأة ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ إﱃ اﻟﻐﻀﺐ، ﻓﻤﺎ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻐﻀﺐ ﰲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال، ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻐري ﻫﺬه املﺮة أﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻤﺘﻠﻚ أداة ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺗﺄﻣﻴﻨﺎ ﺷﺎﻣﻼ.

واﺿﺢ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺣﺪد ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎذا أﻛﺘﺐ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ اﻷﺧرية، ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ ﺗﻌﺘﱪ ﺑﺪﻳﻼ ﻋﻦ اﻻﻧﺘﺤﺎر، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺤﺪد ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻻﻧﺘﺤﺎر اﻷﺧري؟ ﻻ أدري، رﺑﻤﺎ اﻷﻓﻀﻞ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ أن ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻘﻠﻢ ﻣﺠﺮاه ﻟﻴﻜﻮن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﺠﺮد ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻪ، املﺸﻜﻠﺔ ﻫﻨﺎ أن اﻻﻧﺘﺤﺎر ﺣﺮام أﻣﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ رﻗﻴٌﺐ ﺷﺪﻳﺪ، وﻫﻜﺬا ﻳﻜﻮن املﻮت ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎً ﺑﺎﻟﻀﻮاﺑﻂ واﻟﺜﻮاﺑﺖ واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت، وﻗﺪ ﻗﺮرت أﻻ أﻣﻮت ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻌﺪ اﻵن، ﻫﺬا ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻷﻣﺮ.