ﻋﴩة وﻋﴩة واﺑﺘﺴﻢ اﻟﺰﻣﻦ
ﻛﻠﻤﺎ رأﻳﺖ ﻗﻮاﺋﻢ أﻗﻮى اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴﺎت ﺗﻤﻨﻴﺖ أن ﺗﺤﺠﺰ ﺧﺎﻧﺔ اﺳﻤﻬﺎ »اﻣﺮأة ﺳﻌﻮدﻳﺔ« ﺗﻜﺮﻳﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺮم اﻟﺠﻨﻮد وﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺠﻬﻮﻟني، إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺑﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ، وﻟﻜﻦ ﻋﺪد اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺮاﺋﻌﺎت ﻣﻼﻳني!
أﻗﻮل ﻫﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ رأﻳﺖ ردود ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺴﺎء، ﻣﻦ ﺑﻜﺖ، وﻣﻦ ﻓﻘﺪت ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ، وﻣﻦ اﺳﱰﺟﻌﺖ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺴﺎء وﻣﻦ ﺗﺒﺎدﻟﺖ اﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﻏريﻫﺎ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺮح ﻟﻠﻤﺮأة ﻣﻦ املﺮأة وﻟﻠﻤﺮأة.
ﺗﻬﻠﻬﻠﺖ ﻟﻐﺔ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ، وﺗﺪاﻋﺖ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﻢ، وذاﺑﺖ ﻛﻞ ﺗﻬﻢ اﻟﺘﺨﻮﻳﻦ، وأﺻﺒﺢ »اﻷﺻﻞ ﰲ اﻷﻣﻮر اﻹﺑﺎﺣﺔ«، وواﻗﻊ اﻟﺤﺎل أن املﺮأة ﺗﻌﺎﻃﺖ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ املﺮﺣﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ، وﻫﻲ ﻗﺎدرة وﻻ ﺷﻚ ﻋﲆ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﻛﻞ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت، وﻫﺬا ﻣﺪﺧﻞ أﺧﺘﻤﻪ ﺑﺘﻬﻨﺌﺔ ﻛﻞ اﻣﺮأة ﻓﺮﺣﺖ ﻟﻬﺬا اﻟﻘﺮار، وﻷﺷﻜﺮ ﻛﻞ اﻣﺮأة ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﺮﺣﺖ وأرﺳﻠﺖ ﺣﺒﻬﺎ وﺗﺤﻴﺘﻬﺎ وﺗﺄﻳﻴﺪﻫﺎ ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ.
املﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﺑﻌﺪ إﻏﻼق ﻣﻠﻒ اﻟﻘﻴﺎدة ﻫﻮ ﻣﻠﻒ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ وﻫﻮ ﻣﻠﻒ اﻷﴎة، ﻫﺬا املﻠﻒ ﻻ أﻋﻨﻲ ﺑﻪ اﻷﴎ املﺴﺘﻘﺮة، ﺑﻞ اﻷﴎ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣﻦ ﻧﻮع ﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﴎة ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ، ﺑﻞ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ دﻋﻢ ﻟﺘﺠﺎوزه، وﺳﺄﴐب أﻣﺜﻠﺔ ﺑﺒﻌﺾ املﻨﺎﺷﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﻼج أﻣﺮاض ﰲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻻ ﺣﻞ ﻟﻬﺎ أذﻛﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ، أو أﻣﺮاض ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻛﺎﻷب اﻟﺬي اﺳﺘﻨﺠﺪ ﻟﻌﻼج اﺑﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺮوق ﰲ اﻟﻮﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ وﻛﺎن اﻻﺑﻦ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺎملﺴﺘﺸﻔﻰ أي ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج!
ﻣﺜﻞ ﻫﺎﺗني اﻟﺤﺎﻟﺘني ﺗﺠري ﻟﻠﻘﻠﻖ اﻟﻨﻔﴘ اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ أﻗﺎرب املﺮﻳﺾ أو املﺼﺎب ﻓﻴﻌﺠﺰون ﻋﻦ ﺗﻘﺒﻞ املﺮض، ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻫﻨﺎك إﺟﺮاءات ﻟﻮ ﻟﺠﺄ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻜﺎن ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ أﴎع وأﻧﻔﻊ ﻓﺎﺋﺪة.
ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷﴎة ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻛﺈدارة ﻣﻮارد اﻷﴎة، أو ﻛﺰواج اﻟﻘﴫ، أو اﻷﺑﻨﺎء املﺮاﻫﻘني ﺧﺎﺻﺔ اﻷﴎ اﻟﺘﻲ ﻏﺎب ﻋﺎﺋﻠﻬﺎ اﻷب ﻟﱰﻣﻞ أو ﻃﻼق وﻫﻮ اﻷﻛﺜﺮ، وﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻫﺬه اﻷﴎ ﻣﻊ ﻣﻠﻔﺎت ﺧﻄرية ﻛﺎﻹدﻣﺎن، أو ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻷﴎة ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻮﻋﻲ اﺑﻨﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺮض ﻋﻘﲇ دون أن ﻳﺆذﻳﻬﺎ أو أن ﺗﺤﺒﺴﻪ!
وأﻧﺎ أﻛﺘﺐ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﺗﺼﺪر اﻟﺤﺪﻳﺚ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ وﰲ اﻹﻋﻼم ﻋﻦ ﻗﺮب ﺻﺪور ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﺤﺮش ﰲ املﻤﻠﻜﺔ، وﻫﻮ ﺧﻄﻮة ﻋﻈﻴﻤﺔ ذﻛﺮﺗﻨﻲ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎة ﻣﻬﻤﺔ، وﻫﻲ إﻳﺬاء اﻟﻘﴫ، وﰲ أﻛﺜﺮ اﻟﺪول اﻧﻔﺘﺎﺣﺎ ﻋﲆ اﻟﺤﻘﻮق ﻳﺨﴙ املﺘﺤﺮﺷﻮن ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎت أذﻳﺔ اﻟﻘﴫ املﻐﻠﻈﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﺘﺠﻨﺒﻮن أذﻳﺘﻬﻢ.
ﺗﺬﻛﺮوا أن ﻛﺜريا ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ آذوا اﻟﻘﴫ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ ﻷن اﻷﴎ ﺗﺘﻜﺘﻢ ﻋﲆ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬا ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻮﻟﺪ، أو أن ﻳﻠﻘﻰ ﺑﺎﻟﺒﻨﺖ املﻐﺮر ﺑﻬﺎ ﰲ دور اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ، وﺗﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎك ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻮت وﺗﻌﺘﱪ ﺳﺠﻴﻨﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻀﺤﻴﺔ واملﺘﺤﺮش ﻳﺒﻘﻰ ﻃﻠﻴﻘﺎ ﻳﺮدي ﺑﻀﺤﻴﺔ أﺧﺮى!
اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻼزم ملﺠﺎﺑﻬﺔ املﺸﺎﻛﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، واﻟﺼﺤﻴﺔ، واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ وﻏريﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﲆ اﻷﴎة، وﺗﻮﺟﻴﻪ رﺳﺎﻟﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﴎة أﻻ ﺗﻨﻐﻠﻖ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ؛ ﺑﻞ أن ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﺠﻬﺎت اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ.
إﺣﺪى ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ وﻫﻲ ﺳﻴﺪة ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ وواﻋﻴﺔ ﺟﺪا، ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ ﻋﻦ اﺳﺘﻔﺎدﺗﻬﺎ ﻣﻦ دورات ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪم ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﻢ، ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﱄ أﻋﺎد إﱃ اﻟﺬﻫﻦ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﱪﺗﻬﺎ أن