ذاﻛﺮة اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻛﺎن ﻣﻬﻴﺄ ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻤﺮأة، وﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات

ﺟﺎء اﻟﻘﺮار اﻟﺴﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻨﺴﺎء ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎرات ُﻣﻨﻬﻴﺎً اﻟﺠﺪل اﻟﺬي ﻗﺎرب اﻟﺜﻼﺛني ﻋﺎﻣﺎً ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ. اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺪا ﻓﺎﺻﻼ ﰲ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﺤﻮراً ﻣﻦ ﻣﺤﺎور اﻟﴫاع اﻟﻔﻜﺮي واﻟﺘﻴﺎري واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻟﺖ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ إﱃ ﻗﻀﻴﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻷﻛﱪ ﺟﺪﻻ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ، واﻟﺒﻬﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒرية ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺒُﻌﺪ اﻟﺬي أﺧﺬﺗﻪ اﻟﻘﻀﻴﺔ، ﺣﺘﻰ أن اﻟﺒﻌﺾ وﺿﻌﻬﺎ ﻛﻤﺮﺣﻠﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ املﺮأة ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ أواﺧﺮ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟﻬﺠﺮﻳﺔ، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺒﻬﺠﺔ اﻟﻜﺒرية ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺠﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺬاﻛﺮة إﱃ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﺪل ﺣﻮل ﻗﻴﺎدة املﺮأة، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺬاﻛﺮة املﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﺮﺻﺔ ملﻌﺮﻓﺔ اﻟﺠﻮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة، ﺧﺎﺻﺔ ﰲ املﺠﺘﻤﻊ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻟﻴﺲ اﻟﻨﺨﺒﻮي اﻟﺪﻳﻨﻲ أو اﻟﺜﻘﺎﰲ.

ﺗﻌﻮد اﻟﺬاﻛﺮة ﻋﻨﺪي إﱃ ﻣﻨﺘﺼﻒ وأواﺧﺮ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت. إﱃ ﺗﻠﻚ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ رأت وﺳﻤﻌﺖ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻗﻴﺎدة املﺮأة. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﻘﺮى ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت وأواﺧﺮﻫﺎ ﻳﻘﺪن اﻟﺴﻴﺎرة، أﺗﺬﻛﺮ اﻵن ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ دﻫﺸﺘﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﺻﻐﺎر ﰲ رؤﻳﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻳﻘﺪن اﻟﺴﻴﺎرة. ﻛﺎن اﻟﺘﺼﻮر اﻟﻄﻔﻮﱄ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻳﻘﻮل إن اﻟﺴﻴﺎرة ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل ﻓﻘﻂ دون اﻟﻨﺴﺎء، ﻟﻜﻦ ﻛﻮن ﻫﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻳﻘﺪن ﰲ اﻟﻘﺮى ﺟﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻟﻨﺎ، وﺑﺪأﻧﺎ ﻧﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﺮ ﺑﺼﺪر رﺣﺐ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻋﺪم اﻋﱰاض آﺑﺎﺋﻨﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع، ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ املﺮأة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮد ﻣﺸﻜﻮﻛﺎ ﰲ أﺧﻼﻗﻬﺎ، ﺑﻞ ﻫﻮ أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺗﻘﴤ ﺑﻪ ﺣﻮاﺋﺠﻬﺎ وﺣﻮاﺋﺞ أﻫﻠﻬﺎ.

ﰲ املﺪن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻳﻘﺪن ﻛﻤﺎ ﰲ اﻟﻘﺮى. ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺮى اﻣﺮأة أو اﺛﻨﺘني ﻳﻘﺪن اﻟﺴﻴﺎرات ﻋﲆ أﻃﺮاف املﺪن دون أن ﻳﺠﺮؤن ﻋﲆ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ اﻟﺸﻮارع اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﰲ املﺪﻳﻨﺔ، وأﻧﺎ أﺗﻜﻠﻢ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺎﺋﻞ، وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻳﺼﻌﺐ رؤﻳﺔ اﻣﺮأة داﺧﻞ املﺪﻳﻨﺔ ﺗﻘﻮد ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﰲ اﻟﻘﺮى اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً وﻣﻌﻬﻮداً، ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺎد أن ﻳﻜﻮن ﰲ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻘﺮوﻳﺔ ﺗﺠﺪ اﻣﺮأة ﺗﻘﻮد وﻟﻴﺲ اﻟﻜﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، وﻟﻢ ﺗﺘﻘﻠﺺ ﻇﺎﻫﺮة ﻗﻴﺎدة اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﻘﺮى إﻻ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ إذ ﺻﺎر اﻟﺠﺪل ﻛﺒريا ﺿﺪ ﻗﻴﺎدة املﺮأة ﺑﻌﺪ ﺻﻌﻮد وﻗﻮة اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺪﻳﻨﻲ ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ.

ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻗﺪ اﻧﺪﻟﻌﺖ وﻃﺎﻟﺖ إﺟﺎزات املﺪارس ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻷﴎ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن ﻣﻦ املﺪن اﻟﻜﺒرية إﱃ ﻣﺪن اﻷﻃﺮاف. ﻛﺎن أﺧﻮاﱄ ﻗﺪ اﻧﺘﻘﻠﻮا ﻣﻦ املﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩﻗﻴﺔ اﻟﺪﻣﺎم واﻟﺨﱪ إﱃ ﺣﺎﺋﻞ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺎزة اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ. ﻛﺎن ﻋﻤﺮي وﻗﺘﻬﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﴩة. وﰲ إﺣﺪى اﻟﺠﻠﺴﺎت ﻛﺎن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺪور ﻋﻦ ﺣﻮاﱄ 47 اﻣﺮأة ﻗﺪن اﻟﺴﻴﺎرات ﰲ اﻟﺮﻳﺎض. ﻛﺎن ﺧﱪا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻫﻞ املﺪن ﻛﺒريا وﺻﺎدﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺻﻌﻮد اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺪﻳﻨﻲ وﻗﻮﺗﻪ، ﻟﻜﻦ املﺠﻠﺲ ذﻟﻚ اﻟﺬي دار ﻓﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪا ﰲ اﺗﻬﺎﻣﺎﺗﻪ أو اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ اﻷﺧﻼق. رﺑﻤﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﺤﺪرﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ واﻟﻘﺮى وﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ ﻟﻬﻢ. ﺣني ﻛﱪت وﻋﺮﻓﺖ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ وراءﻫﻦ وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ اﻗﺘﻨﺎع ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﺪث ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻦ، ودﻋﻤﻬﻦ ﺑﻌﺾ أزواﺟﻬﻦ.

ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ ﻛﺎن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب املﺘﺪﻳﻦ ﻫﺎﺋﺠﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎدﺛﺔ وﻛﺎﻧﻮا ﻳﻮزﻋﻮن ﻣﻨﺸﻮرات ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻦ وأﺳﻤﺎء أزواﺟﻬﻦ ﻣﻊ أوﺻﺎف ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ وﺷﻬﻮاﻧﻲ وﺗﻐﺮﻳﺒﻲ. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ املﺼﻄﻠﺤﺎت راﺋﺠﺔ وﻛﺎﻧﺖ ﻏري ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، وﺑﻘﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪث ﰲ ذﻫﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻛﱪت وﻋﻠﻤﺖ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻪ.

ﻧﴘ اﻟﻨﺎس اﻟﺤﺪث، وﻟﻜﻦ ﺑﺪأت اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﻘﺮى ﻳﻐﺒﻦ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎدة ﻓﻠﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﺮى اﻣﺮأة أو ﺑﻨﺘﺎً ﺗﻘﻮد اﻟﺴﻴﺎرة ﰲ اﻟﻘﺮى إﻻ ﻧﺎدراً إذ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﺪن اﻟﺴﻴﺎرة إﻻ ﰲ اﻟﴬورات اﻟﻘﺼﻮى، ﻟﻜﻦ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت وﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﺑﻜﻠﻴﺔ املﻌﻠﻤني ﺑﺤﺎﺋﻞ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﰲ اﻟﻄﺮف اﻟﺸﻤﺎﱄ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺎﺋﻞ. ﻛﻨﺎ ﻧﺨﺮج ﻣﻦ ﺷﺎرع اﻷﻣري ﻧﺎﻳﻒ )ﺷﺎرع اﻟﺤﺐ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ( ﰲ ﺷﻤﺎل ﺣﻲ ﺻﺪﻳﺎن أو املﻨﺘﺰه. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك اﻣﺮأة ﺗﻘﻮد اﻟﺴﻴﺎرة وﻣﻌﻬﺎ رﺟﻞ ﻛﺒري ﰲ اﻟﺴﻦ وﻃﻔﻞ. ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮل إﻧﻪ زوﺟﻬﺎ وﻻ ﻧﺪري ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ. ﻛﻨﺎ ﻧﺮاﻫﺎ ﺗﻘﻒ ﰲ اﻹﺷﺎرة ﺛﻢ ﺗﺘﺠﻪ ﺷﻤﺎﻻ وﺗﻐﻴﺐ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﻜﻠﻴﺔ وﻻ ﻧﻌﺮف إﱃ أﻳﻦ. ﻛﻨﺎ ﻧﺨﺘﻠﻖ ﻗﺼﺼﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ وﻃﻔﻠﻬﺎ إﱃ ﻏﻨﻢ ﻟﻬﻢ ﰲ ﻗﺮﻳﺔ اﻟﻨﻴﺼﻴﺔ )أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻨﻴﺼﻴﺔ اﻵن ﺣﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ وﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﺎﺋﻞ أﺑﻌﺪ ﻣﻨﻬﺎ(. اﻟﻼﻓﺖ ﰲ اﻷﻣﺮ أﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﴚء ﻣﻦ اﻻﺣﱰام وﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﻜﻚ ﰲ أﺧﻼﻗﻬﺎ وﻻ أﺧﻼق اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﻬﺎ. ﻛﺎن أﻗﴡ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻨﺪﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﰲ اﻟﺴري وﺗﻌﺮﻗﻞ ﴎﻋﺘﻨﺎ املﺘﻬﻮرة ﰲ اﻟﻄﺮق. رأﻳﻨﺎﻫﺎ ﺛﻼث أو أرﺑﻊ ﻣﺮات ﺛﻢ اﺧﺘﻔﺖ ﻟﻢ ﻧﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ.

ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ املﺮأة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ ﻫﻲ آﺧﺮ ﻣﺮة أرى ﻓﻴﻬﺎ اﻣﺮأة ﺗﻘﻮد اﻟﺴﻴﺎرة ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ. ﻛﻞ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎه ﻻﺣﻘﺎ ﻛﺎن ﻋﱪ اﻟﺴﻮﺷﻞ ﻣﻴﺪﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء املﻄﺎﻟﺒﺎت ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة، اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮار اﻟﺴﺎﻣﻲ اﻷﺧري.

ﰲ اﻷﺧري أرﻳﺪ أن أﻗﻮل: إن املﺠﺘﻤﻊ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻛﺎن ﻣﻬﻴﺄ ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻟﻘﻴﺎدة املﺮأة، وﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﻌﺘﱪ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات.