دورات ﺗﺄﻫﻴﻞ أﻫﺎﻟﻲ اﻟﻤﻘﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج

»املﺸﺎﻛﻞ ﻣﻠﺢ اﻟﺤﻴﺎة«، ﻓﺄي ﻋﻘﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم ﺻﻐرية ﻳﺘﺨﻄﺎﻫﺎ اﻟﺰوﺟﺎن ﺳﻮﻳﺎ ﺗﺤﺘﺴﺐ ﻟﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﰲ اﻟﺮﺻﻴﺪ أو ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎملﺨﺰون اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﺰواﺟﻬﻤﺎ. ﻓﻔﻲ ﻋﴫ اﻟﺴﻮﺷﺎل ﻣﻴﺪﻳﺎ اﻧﺘﴩت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت املﻔﻴﺪة وﻏري املﻔﻴﺪة أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻘﺪم املﺤﺘﻮى، وﻫﻲ ﻟﺘﻮﻋﻴﺔ املﻘﺒﻠني ﻋﲆ اﻟﺰواج ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ وواﺟﺒﺎﺗﻬﻢ، ووﺿﻊ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﻣﺘﻜﺮرة اﻟﺤﺪوث ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴﺔ. املﺸﺎﻛﻞ ﻋﺎدة ﺗﻜﻮن ﻣﺎدﻳﺔ أو ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ أو ﻋﻀﻮﻳﺔ أو اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻓﺎﻷﺧرية ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻷﺻﻌﺐ ﺣﻼ واﻷﺧﻄﺮ ﺗﺄﺛريا ﻋﲆ رﺑﺎط املﻮدة واﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑني اﻷزواج، ﻧﻈﺮا ﻟﻜﻮن املﺸﺎﻛﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﺘﻐريات واﻻﻋﺘﺒﺎرات، ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واملﺠﺎﻣﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻛﻼ اﻟﺰوﺟﺎن ﻷﺷﺨﺎص ﻣﺆﺛﺮﻳﻦ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج وﺑﻌﺪه ﺗﺒﺎﻋﺎ، ﻛﺎﻷم واﻷب واﻷﺧﻮات واﻟﻌﻢ واﻟﺨﺎل -ﺣﻔﻈﻬﻢ اﻟﻠﻪ- واﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ وﺣﴫ ﻟﻬﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺒﺎدئ اﻻﺣﱰام ﻟﻠﻜﺒﺎر واﻟﱪ ﻟﻸﻫﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﰲ اﻟﻨﻔﺲ وذﻟﻚ أﻣﺮ واﺟﺐ. إﻻ أن أﻏﻠﺐ ﺣﺎﻻت اﻟﺨﻼف اﻟﺰوﺟﻲ واﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﻓﻮح ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ إﱃ اﻟﻘﺮﻳﺐ واﻟﻐﺮﻳﺐ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﺪأ ﺑﻨﻴﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﻫﻞ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻣﻐﻠﻔﺔ ﺑﺴﻨﻮات اﻟﺨﱪة اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ واﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻀﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ، أﻏﻠﺐ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ وﺗﺤﺪﻳﺪا املﺘﺰوﺟني ﻟﺴﻨني ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳُﻌﱢﻠﻤﻮن ﻋﲆ املﻘﺒﻞ ﻋﲆ اﻟﺰواج وﻋﲆ ﺣﺪﻳﺜﻲ اﻟﻌﻬﺪ ﺑﻪ ﺑﺬﻛﺮ ﻋﺒﺎرة »ﻣﻦ ﺧﱪﺗﻲ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ «...نأ أو »أﻧﺎ ﻣﺘﺰوج ﻣﻨﺬ 25 ﺳﻨﺔ، أﺻﻨﻊ وأﻓﻌﻞ ﻛﻤﺎ أﻗﻮل ﻟﻚ«، وﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرات ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺸﺨﺺ ﰲ ﺣرية ﻣﻦ أﻣﺮه، ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﻨﻔﺬ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﻪ -أﻣﺮ ﻣﺘﻨﻜﺮ ﺑﺸﻜﻞ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔﺳﻴﻐﻀﺐ اﻟﻨﺎﺻﺢ، وﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻪ ذﻟﻚ ﰲ داﺋﺮة اﻟﻌﻘﻮق وﻣﺘﺎﻫﺎت اﻟﺘﻤﺮد. ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن املﻘﺒﻠني ﻋﲆ اﻟﺰواج ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﱃ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل، إﻻ أن أﻫﺎﱄ املﻘﺒﻠني ﻋﲆ اﻟﺰواج أﻛﺜﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ وزوﺟﺎﺗﻬﻢ وﺑﻨﺎﺗﻬﻢ وأزواﺟﻬﻢ. ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ وإن ﻃﻠﺐ اﻻﺑﻦ أو اﻻﺑﻨﺔ املﺴﺎﻋﺪة ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺻﻐرية واﺳﺘﻴﺎء ﻋﺎﺑﺮ ﺗﻔﺎﻗﻢ ووﺻﻞ ﺑﺎﻷزواج إﱃ اﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ أو اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﻃﺮف ﺧﺎرﺟﻲ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ واﻟﺘﻘﻮﻳﻢ. ﻗﺪ ﻳﻈﻦ اﻟﻨﺎﺻﺢ اﻟﺤﻜﻴﻢ أن اﺑﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻖ زوﺟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﺤﻪ ﻟﻪ، وﺑﺬﻟﻚ ﻧﺠﺢ ﰲ ﻣﻬﻤﺘﻪ، إﻻ أﻧﻪ ﺑﻨﺼﻴﺤﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺎﻧﻔﺼﺎﻟﻬﻤﺎ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ، وذﻟﻚ أﺷﺪ وﻗﻌﺎ ﰲ ﻧﻔﻮس املﺘﺰوﺟني، ﻷن اﻟﺸﺨﺺ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﺰوﺟﺎ ﰲ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺎس وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻴﺶ اﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ﰲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ. إن ﺗﺪﺧﻞ اﻷﻫﻞ ﻣﻬﻢ ﰲ ﺣﺎﻻت اﻹﺻﻼح ﺑني اﻟﺰوﺟني ﺣني ﺣﺪوث اﻟﺸﻘﺎق، وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻗﺒﻴﻞ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ﻏري ﻣﺠﺪ. ﻓﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺄن ﻳﺰﻋﺰع ﻛﻴﺎن أﴎة. ﻟﻴﺘﺬﻛﺮ اﻷب أو اﻷم ﰲ ﺣﺎل ﻣﻐﺎﻟﺒﺘﻬﻢ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﺒﺪأ »اﻟﺒﻴﻮت أﴎار«، وﻻ ﺗﻮﺟﺪ رواﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ واﺣﺪ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺔ، وإن اﺟﺘﻤﻊ اﻟﺰوﺟﺎن ﻋﲆ رواﻳﺔ واﺣﺪة ﺳﺘﻈﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﺳﻬﻮا أو أﺳﻘﻄﺖ ﺗﻌﻤﺪا ﺑﻐﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ املﻌﺮوف واﻟﻔﻀﻞ اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻛﻤﺎ ﻫﻨﺎك ﺣﺴﺎﺑﺎت وﻣﺪرﺑﻮن وﻣﺪرﺑﺎت ﻣﻬﺘﻤﻮن ﺑﺘﺄﻫﻴﻞ املﻘﺒﻠني ﻋﲆ اﻟﺰواج ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﻮﻋﻴﺔ أﻫﺎﻟﻴﻬﻢ، ﻓﺎﻟﻌﻘﺪة اﻟﺘﻲ ﺑني ﺷﺨﺼني أﻳﴪ ﺣﻼ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻫﺶ ﻣﺌﺔ ﻳﺪ ﻟﻬﺎ ﰲ ذات اﻟﻮﻗﺖ. ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ املﻔﻴﺪ أن ﺗﻮﱄ وزارة اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻟﻬﺬا املﺠﺎل، وذﻟﻚ ﺑﻌﻤﻞ دورات ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻷﴎة وﺷﺆوﻧﻬﺎ، ﻷن اﻷﴎة ﻫﻲ ﺣﺠﺮ أﺳﺎس املﺠﺘﻤﻊ، أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ أن ﺗﺼﻞ املﻘﺒﻞ ﻋﲆ اﻟﺰواج وأﻫﻠﻪ رﺳﺎﺋﻞ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﺑﺈرﺳﺎل رﺳﺎﺋﻞ أﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺰوج واﻟﺰوﺟﺔ ﻋﻦ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺣﻞ املﺸﺎﻛﻞ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ، أﻳﻀﺎ رﺳﺎﺋﻞ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻃﺮق إﺳﺪاء اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ووﻗﺘﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻐرية ﻟﺪى اﻷﻣﻬﺎت واﻵﺑﺎء. ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬا املﴩوع اﻷَُﴎي ﻣﻤﻜﻦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺮﺑﻂ ﺑني وﻛﺎﻟﺔ اﻷﺣﻮال املﺪﻧﻴﺔ ووزارة اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺈﻳﻘﺎع ﻣﺘﻨﺎﻏﻢ ﻳﺪاً ﺑﻴﺪ ﻟﺘﻬﻴﺌﺔ أﴎة وﻣﺠﺘﻤﻊ ﻗﻮي وﻣﺘﻤﺎﺳﻚ.

sohoub@alwatan.com.sa