ﺿﻐﻮط أوروﺑﻴﺔ ﻟﺜﻨﻲ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻘﻼل
رﻏﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻏري املﺴﺒﻮق ﻋﲆ اﻧﻔﺼﺎل إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﻮاﻗﻊ ،90% إﻻ أن اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻜﺒــري ﻳﻮاﺟﻪ ﺿﻌﻮﻃﺎ رﺳــﻤﻴﺔ داﺧﻞ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى.
وﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﺎرﻳﺮ أوروﺑﻴﺔ، ﻓﺈن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣــﻦ اﻟﺨﱪاء ﻳﻌﺘﻘﺪون ﺑﺄن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﺳﺘﺠﱪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ وﺳﺎﺳﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻋــﲆ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻞ وﺳــﻂ، ﰲ وﻗﺖ ﻳﻮاﺟﻪ ﻓﻴــﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳــﺒﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎرﻳﺎﻧﻮ راﺧﻮي، ﺗﻬﻢ اﻟﺘﻬــﺮب ﻣﻦ إﺟــﺮاء ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻹﻗﻠﻴﻢ، وﺗﻔﻀﻴﻞ اﻟﺼﻤﺖ ﺑﺸــﺄن املﺸــﻜﻼت املﻮﺟﻮدة، واملﻤﺎﻃﻠﺔ ﰲ املﻨﺎﻗﺸــﺎت، ﻣﻤﺎ أﺣﺪث ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﻀﺐ املﺘﺰاﻳــﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺆﻳﺪي اﻻﻧﻔﺼﺎل.
ووﻓﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺸﺄن اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻛﺘﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﺧﻼل 48 ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﴩوع اﻻﺳﺘﻘﻼل إﱃ اﻟﱪملﺎن ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ، ﺑﻴﺪ أن رﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣــﺔ ﻛﺘﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻛﺎرﻟﻴﺲ ﺑﻮﺗﺸــﺪﻳﻤﻮن وأﻧﺼﺎره ﰲ اﻟﺤﺰب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ، ﻗﺮروا اﻟﺘﺄﻧﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗــﺖ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋــﲆ رد ﻓﻌﻞ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، وإﺟﺒﺎر ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪرﻳﺪ ﻋﲆ اﻟﺒﺪء ﺑﺎﻟﺘﻔﺎوض.
ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺤﻠﻴني، ﻳﻤﻴﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻜﺘﺎﻟﻮﻧﻲ وأﻧﺼﺎره ﺣﻮل ﺳﻴﺎﺳﺔ إدارة اﻷزﻣــﺔ إﱃ اﻻﺳــﺘﻤﺮار ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺎت اﻟﺸــﻮارع ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑني اﻟﺤــﺮس املﺪﻧﻲ املــﻮاﱄ ملﺪرﻳﺪ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮى أﻧﺼﺎر اﻻﺳــﺘﻘﻼل أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ اﻻﺳــﺘﻤﺮار ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺣﺘﺠــﺎج، ﻣﻤﺎ ﻗــﺪ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ إﱃ اﻟﺠﻠﻮس إﱃ ﻃﺎوﻟﺔ املﻔﺎوﺿﺎت.
وﺗﺸــري ﺑﻌــﺾ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ إﱃ أن اﻟﻮﺿــﻊ ﰲ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻻ ﻳﻘﻠﻖ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﰲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﺤﺴﺐ، وإﻧﻤﺎ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، ﺧﺎﺻﺔ أن ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد ﻏري ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﺘﻘﺒﻞ أزﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة، ﻓﻮق املﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺧﺮوج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﺗﻨﺎﻣــﻲ اﻹرﻫــﺎب واملﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، واﻧﺘﻬﺎء ﺑﺄزﻣﺔ اﻟﺪﻳﻮن واﻻﻧﻜﻤﺎﺷﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
وﻛﺎن اﻻﺗﺤــﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻗﺪ أﻛﺪ ﰲ ﺑﻴﺎن أﺻﺪرﺗﻪ ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﻣﺆﺧﺮا، ﻋــﺪم اﻋﱰاﻓﻪ ﺑﺎﺳــﺘﻔﺘﺎء اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴــﺘﻨﺪ إﱃ دﺳﺘﻮر إﺳــﺒﺎﻧﻴﺎ، وذﻟﻚ رﻏﻢ ﻧﺄي اﻻﺗﺤﺎد ﻋﻦ اﻟﺨﻮض ﰲ ﺷــﺆون إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺨﻮف ﺳﻠﻄﺎت ﻣﺪرﻳﺪ ﰲ ﺣﺎل اﺳﺘﻤﺮت اﻷزﻣﺔ ﻣﻊ ﻛﺘﺎﻟﻮﻧﻴﺎ، ﻣﻦ ذﻫﺎب اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴني إﱃ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ وﻃﻠﺒﻬﻢ ﺣﻞ اﻷزﻣﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﻘﺪ ﺣﻞ املﺸــﻜﻠﺔ، وﻳﻄﻴﺢ ﺑﺄوروﺑــﺎ ﰲ ﴏاﻋــﺎت ﺗﻤﺘﺪ إﱃ ﺳﻨﻮات ﻻﺣﻘﺔ.