Al-Watan (Saudi)

ﻟﺒﺎس اﻟﻨﻌﻤﺔ

-

ﻗﺎل اﻟﻐﺎﻣﺪي ﰲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺎﻫﺎ أﻣﺲ ﺑﺎملﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام: »ﻣﺎ ﻣﻦ إﻧﺴﺎن ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة إﻻ وﻫﻮ ﻳﺘﻘﻠﺐ ﺑني ﺣﺎﻟﺘني ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﻜﺴﻮه اﻟﻠﻪ ﻟﺒﺎس اﻟﻨﻌﻤﺔ واﻟﴪاء، وإﻣﺎ أن ﺗﻨﺰع ﻓﺘﺼﻴﺒﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﴬاء واﻟﺒﺆس واﻟﺒﺄﺳﺎء، وﻻ ﻳﺨﻠﻮ أﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ اﻟﺒﴩ ﻣﻦ ﻫﺎﺗني اﻟﺤﺎﻟﺘني ﺣﺘﻰ ﻳﻘﴤ أﺟﻠﻪ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة. وﺑني أن ﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﲆ ﻋﺒــﺎده ﻛﺜرية وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، وﻫﻲ ﺗﺪور ﺑني ﻧﻮﻋني أﻋﻈﻤﻬــﺎ وأﺟﻠﻬﺎ ﻗﺪراً اﻟﻨﻌــﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴــﺔ اﻟﴩﻋﻴﺔ واﻟﻌﻄﺎﻳــﺎ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ اﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، واملﻨﺢ اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ، وأﻋﻈﻤﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﻹﻳﻤﺎن، وﻧﻌﻤﺔ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺒﺼرية واﻟﻔﻘــﻪ ﰲ اﻟﺪﻳــﻦ وﻧﻌﻤﺔ اﻻﺟﺘﻤــﺎع واﻷﻟﻔﺔ واﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴــﻨﺔ، واﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ واملﺘﻊ املﺎدﻳــﺔ واملﻌﻨﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌني اﻟﻌﺒﺪ ﻋﲆ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺗﻜﺴــﺒﻪ ﺑﻬﺠﺔ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎملﺒﺎﺣﺎت واﻟﻄﻴﺒﺎت وﻧﻌﻤﺔ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻷﺑﺪان واﻷﻣﻦ ﰲ اﻷوﻃﺎن وﻋﺪل اﻟﺴــﻠﻄﺎن وﻧﻌﻤﺔ اﻷزواج واﻷوﻻد واﻷﻣﻮال وﻏري ذﻟﻚ، وﻛﻼ اﻟﻨﻮﻋني ﻧﻌﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ إﻳﺠﺎداً واﺑﺘﺪاًء وإﻣﺪاداً. ﰲ املﺪﻳﻨﺔ املﻨﻮرة أوﺿﺢ إﻣﺎم وﺧﻄﻴﺐ املﺴــﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي اﻟﺸــﻴﺦ ﻋﺒﺪاﻟﺒﺎري اﻟﺜﺒﻴﺘﻲ أن اﻹﺳﻼم ﻛﺮم اﻟﺒﴩﻳﺔ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺤﻴــﺎة املﻄﻤﺌﻨﺔ واﻷﻣﺎن واﻟﺴﻼم، واﺗﺴﻤﺖ اﻟﴩﻳﻌﺔ وأﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ وأﺣﺎﻃﺖ اﻷﻣﺔ ﺑﺴــﻴﺎج اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﺮس ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ وﻳﺪﻋﻮﻫﺎ إﱃ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق وﻣﺤﺎﺳــﻦ اﻷﻋﻤﺎل، وﻳﺴﻤﻮ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﻔﺴﺎف اﻟﺴﻠﻮك وﺳﻴﺊ اﻟﺼﻔﺎت. وﻗﺎل ﰲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎملﺴــﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي، أﻣﺲ: إن ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳــﻼم ﺣــﺎﴏت اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﱰﺑﻴﺔ املﺠﺘﻤﻊ ﻋﲆ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ وﺑﻨﺎء اﻟﻮازع اﻷﺧﻼﻗﻲ، وأوﺟﺒﺖ اﻟﴩﻳﻌﺔ اﻟﺤﺪود واﻟﻘﺼﺎص واﻟﺘﻌﺰﻳﺮ ﻷﻣﻦ املﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ، ﻣﺒﻴﻨﺎ أن ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﱧ املﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻦ وﻳﻼﺗﻬﺎ، وﻳﺠﻤﻊ اﻟﻌﻘﻼء ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ رﻓﺪ واﻗﻌﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﺤــﺮش ﺑﺎﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ ﺗﻔﴤ إﱃ اﻟﻮﻗــﻮع ﰲ املﺤﻈﻮر ﺑﺎﻟﻐﻮاﻳﺔ واﻹﻳﺬاء واﻟﺨﺪاع، وﻫﻮ ﺳﻠﻮك ﻣﻨﺒﻮذ وإﻓﺴﺎد ﻣﻘﻴﺖ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻬﻴﻴــﺞ اﻟﻌﻮاﻃﻒ وإﺛﺎرة اﻟﻐﺮاﺋﺰ، ﻣﺆﻛﺪا أن ﻫﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻟﻬــﺎ أﴐار ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﴐرﻫﺎ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺮم اﻟﻠﻪ وزﻋﺰﻋﺔ املﺠﺘﻤﻊ واﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴــﻴﺔ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﱃ اﻻﻧﺰﻻق ﰲ درﻛﺎت اﻟــﴩ أو اﻻﻧﺘﺤﺎر، وﻗﺎل: إن ردع املﺘﺤﺮﺷــن­ي املﺴــﺘﻬﱰﻳ­ﻦ اﻟﻌﺎﺑﺜني واﺟﺐ ﴍﻋﻲ وﴐورة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وإن ﺗﺠﺮﻳﻢ اﻟﺘﺤﺮش واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻪ ﻋﻤــﻞ ﺟﻠﻴﻞ، وﻓﻴﻪ إﻗﺎﻣﺔ ﻟﺤﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﺮدع ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻹﻓﺴﺎد ﰲ اﻷرض، وﻳﴬم ﻧريان اﻟﻔﺘﻦ، وﻳﺰﻋﺰع اﻷﻣﻦ، وﻳﺘﻤﺎدى ﰲ اﻟﺒﺎﻃﻞ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia