ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﻴﺤﺪث ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ
ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ
ﻛﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ آراء ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﰲ ﻣﺠﻠﺲ ﺧﺎص ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺮح أﺣﺪﻫﻢ ﺳﺆال اﻻﺳﺘﻘﺼﺎء ﻣﻤﺰوﺟﺎ ﺑﺎملﺨﺎوف، ملﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﺣني ﺗﻌﻮد املﺮأة إﱃ وﺿﻌﻬﺎ وﺣﻘﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﺑﺎﺋﻌﺔ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ أو ﻗﺎﺋﺪة ﻟﺴﻴﺎرة أو ﻣﺤﺎﴐة ﰲ ﻗﺎﻋﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ أو أي ﳾء آﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺷﻂ اﻟﺤﻴﺎة وﻓﻖ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﴩﻋﻴﺔ وﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ اﻟﴬورة. وﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﺑﻤﻜﺎن ﺗﺒﺴﻴﻂ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﺘﻮﻗﻌﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮل إن ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻟﻦ ﻳﺤﺪث. وﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻷﻛﱪ املﻘﺎﺑﻞ ﺗﻬﻮﻳﻞ وﺗﻀﺨﻴﻢ اﻷﻣﻮر، ﻓﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻜﻮارﺛﻲ ملﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﻳﻄﺎل ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻔﺔ املﺮأة وﻛﺮاﻣﺘﻬﺎ وﻳﻤﺘﺪ إﱃ دﻳﻨﻬﺎ وﴍﻓﻬﺎ. ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت املﺮﻳﻀﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺷﻴﻄﺎﻧﻲ ﻟﻸﻧﺜﻰ، ﻓﻼ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﻧﻔﺴﺎ ﻇﺎﻣﺌﺔ ﻟﻠﺨﻄﻴﺌﺔ واﻟﺮذﻳﻠﺔ ﻣﻊ أول ﻓﺮﺻﺔ. وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺪﻓﻊ ملﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻗﺎدﻣﺔ ﴐﻳﺒﺔ اﻟﻌﺰل اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺬي ﻓﺮﺿﻨﺎه ﻋﲆ املﺮأة ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴني ﺳﻨﺔ. ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﺘﺒﺪو اﻷﻣﻮر ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ. ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ﺗﺤﺘﺎج املﺮأة وأﻳﻀﺎً املﺠﺘﻤﻊ إﱃ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻋﲆ املﺸﺎرﻛﺔ واﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﲆ ﺣﺘﻤﻴﺔ اﻟﴩاﻛﺔ. ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ﺳﺘﺨﺮج املﺮأة ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﻷﻧﻪ ﺷﻮط ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة أرﻳﺪ ﻟﻬﺎ أن ﻻ ﺗﻠﻌﺒﻪ وﻻ ﺗﻌﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ، وﺳﻴﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺸﻜﻮك واﻟﻈﻨﻮن ﻷن ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻓﻖ ﺗﺮاﺗﻴﻞ اﻟﺒﻄﺮﻛﻴﺔ اﻟﺬﻛﻮرﻳﺔ. دﻋﻮﻧﻲ أﻛﺘﺐ ﻟﻜﻢ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﴩح ﻣﺎ ﻛﺎن وﺳﻴﻜﻮن ﰲ ﺗﻘﺎﺑﻠﻴﺔ املﺮأة واملﺠﺘﻤﻊ وﴐاﺋﺐ اﻟﻌﺰل اﻟﺠﱪي ﺛﻢ اﻟﺨﺮوج ﻣﻨﻪ. ﰲ أﻳﺎم اﻟﺠﻬﻞ واﻟﻔﻘﺮ، وﰲ ﻗﺮﻳﺔ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻣﺜﻠﺠﺔ أﺻﻴﺒﺖ »ن« ﺑﻤﺎ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮد ﺗﺸﺨﻴﺼﻪ ﻋﲆ أﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻛﺘﺌﺎب ﻗﺎﺳﻴﺔ، ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻘﺮى ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﺑﻀﻌﺔ رﺟﺎل ﻗﺎرﺋني ﻟﻠﻘﺮآن، وﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﺘﻬﺪون ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻠﻌﻼج ﺑﺎﻟﺮﻗﻴﺔ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﺪﻗﻌﺔ ﺗﻀﻄﺮ أﻫﻠﻬﺎ إﱃ ﻧﺠﺪة املﺸﻌﻮذﻳﻦ واﻟﺴﺤﺮة. ﻟﻢ ﻳﱰﻛﻮا وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ املﺘﺎح ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ﻣﺸﻌﻮذ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ »املﺮوﻋﻲ«، وﻫﻮ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺷﻬرية ﺗﺤﺖ ﻫﺬا اﻻﺳﻢ ﺗﻘﺘﺎت ﻋﲆ ﻣﺰج اﻟﻄﺒﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮذة. أﻗﻨﻊ أﻫﻠﻬﺎ أن ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ داﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ ﺳﻮداء ﻣﻈﻠﻤﺔ ملﺪة ﻋﺎم ﻛﺎﻣﻞ. ﺳﺪوا اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﻚ ﺑﺎﻟﺨﻠﺐ وﺗﺮﻛﻮا ﺑﺎﻟﺒﺎب ﻓﺘﺤﺔ ﺻﻐرية ﺟﺪا ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺈﻧﺎء املﺎء واﻟﺨﺒﺰ وإﺧﺮاج ﻓﻀﻼﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﰲ إﻧﺎء آﺧﺮ. ﻣﻦ ﻋﻴﺪ رﻣﻀﺎن إﱃ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﺘﺎﱄ وﻫﻲ ﻻ ﺗﺮى وﻻ ﺗﺴﻤﻊ وﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ. وﺣني ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺎﺗﺖ ﻛﺴﻴﺤﺔ ﺣﻴﺎة. ﻋﻈﺎم ﻫﺸﺔ وﺑﴫ رديء وﺟﺴﺪ ﻧﺎﺣﻞ. ﻓﻘﺪت ﻛﻞ ﻣﻬﺎرات اﻟﺤﻴﺎة إﱃ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻪ ﺗﺨﺮج ﻟﻠﺸﺎرع ﺷﺒﻪ ﻋﺎرﻳﺔ. ﻇﻠﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﳾء ﺣﺘﻰ اﻻﻗﱰاب ﻣﻦ ﺑﻬﺎﺋﻢ اﻷﻧﻌﺎم، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺒﴩ، ﻇﻠﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﻜﺮه اﻟﻨﻬﺎر وﺗﺨﺎف ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻼ ﺗﺨﺮج إﻻ ﰲ اﻟﻠﻴﻞ. دﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﺰل ﻣﺮﻳﻀﺔ اﻛﺘﺌﺎب ﻓﻘﻂ ﻓﺘﻄﻮرت اﻟﺤﺎﻟﺔ إﱃ اﻧﻔﺼﺎم. ﻣﺘﻦ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ ﻫﺎﻣﺶ ﴍح.
almosa@alwatan.com.sa