Al-Watan (Saudi)

اﻻﺳﺘﺸﺮاق ﻳﻄﻠﻖ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻓﻨﻮن اﻟﺮﻳﺎض اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ

-

أﻛﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻌﺪ اﻟﺒﺎزﻋﻲ أن اﻻﺳﺘﴩاق ﻻ ﻳﻌﻜﺲ اﻟﻔﻨﻮن ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﻞ ﻳﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﺄﻟﻮان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﻦ زواﻳﺎ ﻣﺘﻌﺪدة، ﺟﺎء ذﻟﻚ ﻟﻴﻠﺔ أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﰲ ﻧﺪوة )اﻟﻔﻨﻮن ﻣﺮآة اﻻﺳﺘﴩاق(، ﺿﻤﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎت املﻠﺘﻘﻰ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻨﻮن ﺑﺎﻟﺮﻳﺎض. ﻗﺴﻢ اﻟﺒﺎزﻋﻲ املﺤﺎﴐة إﱃ ﻗﺴﻤني ﺗﻨﺎول ﰲ اﻟﺠﺰء اﻷول إﻃﺎرا ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻟﻼﺳﺘﴩاق ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ وﺗﺤﺪﻳﺪا ملﻼﻣﺤﻪ وﻣﺠﺎﻻﺗﻪ، واﺳﺘﻌﺮاﺿﺎً ﴎﻳﻌﺎً ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﺳﺘﴩاق وﺗﻄﻮره ﰲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎول ﻟﻮﻧني ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﺳﺘﴩاﻗﻲ: اﻷدب واملﻮﺳﻴﻘﻰ. ﻣﺴﺘﺪﻻ ﺑﻨﻤﺎذج ﻣﻦ اﻷدب اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻋﻨﻲ ﺑﺎﻟﴩق ووﻇﻔﻪ ﰲ أﻋﻤﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﴩق وﻧﻮع اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ. وأﺷﺎر أﻳﻀﺎ إﱃ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﺒﺤﺜﻲ اﻟﺬي ﻋﺮف ﻋﻦ اﻻﺳﺘﴩاق ﻟﺪى اﻟﻜﺜريﻳﻦ، أي اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﴩﻗﻴﺔ وﺣﻘﻘﺖ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ. ﺗﺪاﺧﻠﺖ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺑﺴﻤﺔ ﻋﺮوس ﰲ املﺤﺎﴐة اﻟﺘﻲ ﻣﺜﻠﺖ اﻧﻄﻼﻗﺔ ﻧﺸﺎط املﻠﺘﻘﻰ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ: إﻧﻨﺎ أوﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻨﻈﺮ ﺑﻌني »ﻣﺎﻛﺮة« ﺑﻌﺾ اﻟﴚء ملﺎ ﻳﻘﺪم ﰲ اﻻﺳﺘﴩاق، ﻓﻠﻪ ﻓﻀﻞ ﰲ إﻇﻬﺎر اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻧﺐ املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻓﻨﻮﻧﻬﺎ وﻣﺎ ﺟﺎء ﻣﻦ إرﺛﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮي، ﻓﻔﻲ ﻧﻈﺮي ﻫﺬا اﻟﴩق ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻀﺎف إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐﺮب، ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺮد ﺟﻨﺎح ﰲ ﻣﺘﺤﻒ، ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﺘﺤﻔﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ إﺛﺮاء اﻟﻐﺮب وﻟﻴﺲ اﻟﴩق، ﻓﺎﻟﴩق ﰲ ذاﺗﻪ ﻏري ﻣﻮﺟﻮد؛ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺣﻀﻮر ﺟﻐﺮاﰲ أو ﺳﻴﺎﳼ ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺘﺰل ﰲ ﻓﺼﻮل ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺳﻤﻴﻨﺎﻫﺎ اﻻﺳﺘﴩاق، وأﻳﺪت رأي املﺤﺎﴐ اﻟﺬي أورده ملﺴﺘﴩق وﻫﻮ أن اﻟﻔﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ﻓﻦ ﺧﺎﻟﺺ، ﻟﺬﻟﻚ اﻧﴫﻓﻮا ﻟﻠﺰﺧﺎرف واملﻨﻤﻨﻤﺎت واﻷﺷﻜﺎل، ﻛﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﰲ ﻛﻠﻴﻠﺔ ودﻣﻨﺔ ﺗﺠﺴﻴﻤﺎ وﺗﺠﺴﻴﺪا ﻟﻸرواح ﰲ ﻧﺴﺨﺘﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻮاﺳﻄﻲ، وﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟﺤﺮﻳﺮي، ﻓﻜﻠﻬﺎ ﺟﺎءت ﺑﺼﻮر وﺑﺮﺳﻮم ﻛﺎﻟﺘﻲ ﰲ املﻘﺎﻣﺎت، ﺛﻢ أﺷﺎرت ﻟﺪور اﻟﺬاﻛﺮة املﺴﺎملﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﴩاق ﰲ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ إﻧﺸﺎء دار اﻟﻨﺠﻤﺔ أو ﻣﺮﻛﺰ املﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واملﺘﻮﺳﻄﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ، وإﻫﻤﺎل دور ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ﰲ إدﺧﺎل ﺗﻮﻧﺲ ﰲ ﺣﻘﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر. اﻟﺮﻳﺎض: ﻧﺎﻳﻒ اﻟﺒﻘﻤﻲ

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia