ﻫﻞ ﺗﺄﺧﺮت ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎر ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ اﻷﻓﺎﺿﻞ

ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ

ﺣني ﻗﺮأت ﺑﻴﺎن ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء املﻮﻗﺮة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﻣﺲ ﺑﺸﺄن ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ داﻋﺶ واﻟﻘﺎﻋﺪة واﻹﺧﻮان أﺧﺬﻧﻲ اﻟﺘﺄوﻳﻞ إﱃ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ املﻔﺘﻮﺣﺔ. ﻫﻨﺎ اﻗﺘﺒﺎس ﻣﻨﻪ ﻛﻲ ﺗﻜﺘﻤﻞ اﻟﺼﻮرة )أﻛﺪت ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻴﻮم أﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺷﺎرك ﰲ ﻋﻤﻞ إرﻫﺎﺑﻲ أو ﺗﺴﱰ أو ﺣّﺮض أو ﻣّﻮل أو ﺑﻐري ذﻟﻚ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻋﻢ، اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺰاﺟﺮة اﻟﺮادﻋﺔ، ﻣﺒﻴﻨﺔ أن اﻹرﻫﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف اﻹﻓﺴﺎد ﺑﺰﻋﺰﻋﺔ اﻷﻣﻦ واﻟﺠﻨﺎﻳﺔ ﻋﲆ اﻷﻧﻔﺲ واملﻤﺘﻠﻜﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ. إن داﻋﺶ واﻟﻘﺎﻋﺪة واﻹﺧﻮان اﻣﺘﻄﻮا اﻹﺳﻼم ﻵراﺋﻬﻢ وأﻫﻮاﺋﻬﻢ وﺧﺪاع اﻟﻨﺎس، وﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻟﻼﻧﺘﻈﺎم ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻘﺪ أﺧﻄﺄ وﺿﻞ ﺳﻮاء اﻟﺴﺒﻴﻞ. إن اﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﺧﻼﻓﻨﺎ ﻣﻊ اﻹﺧﻮان ﰲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺤﺪودة وﻣﻌﺪودة، وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﺼﺤﻴﺢ ﻓﺎﻟﺨﻼف ﻣﻌﻬﻢ ﰲ املﻨﻬﺞ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻜﻮن ﰲ املﺴﺎﺋﻞ(. اﻧﺘﻬﻰ. ﺳﻴﻘﺮأ اﻟﻐﺎﺋﺐ اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ، وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﺮأي اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء املﻮﻗﺮة، أﻗﻮل ﺳﻴﻘﺮؤه ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻈﺮﰲ واﻟﺰﻣﻨﻲ ﻋﲆ أن اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﺄﺧﺮت ﻛﺜريا ﰲ اﻟﺠﻬﺮ ﺑﻬﺬه اﻟﻔﺘﻮى اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ. ﺳﻴﻘﻮل ﻣﺜﻼ إن ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﴎه، واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص، ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ إرﻫﺎب ﻫﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺜﻼث ملﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد، ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﺄﺧﺮت ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎر ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ اﻷﻓﺎﺿﻞ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻛﻲ ﺗﻘﺮأ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؟ واﻟﺠﻮاب اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺮاءة وﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻻ ﻳﴩح ﻛﺎﻣﻞ املﺸﻬﺪ. ﻟﻬﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﻦ وﻟﻬﺎ ﻋﴩات اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺗﺠﺎه ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﺪاث اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ وﺟﻤﺎﻋﺎﺗﻬﺎ املﺨﺘﻠﻔﺔ. ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ أﻣﺎﻧﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ وﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻨﺼﺢ املﺤﻤﻮد أن ﻧﻘﻮل ﻣﺎ ﻳﲇ، وﻛﻞ ﻗﻠﻤﻲ ﺛﻘﺔ ﺑﺴﻌﺔ ﺻﺪر ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻓﺎﺿﻞ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻬﻴﺌﺔ: ﰲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜرية ﻳﺒﺪو اﻟﺘﺄﺧري ﰲ إﺑﺪاء اﻟﺮأي وإﺻﺪار اﻟﻔﺘﻮى ﺳﺒﺒﺎ أﻣﺎم ﻫﻮاة اﻷﺳﺌﻠﺔ املﻐﺮﺿﺔ. ﺧﺬ ﻣﺜﻼً أن ﺗﺄﺧري إداﻧﺔ أﺷﻬﺮ ﺣﺎدث إرﻫﺎﺑﻲ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ املﺠﺎل ملﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ ﻷﻋﺪاء ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ، وﻷﻋﺪاء ﻣﻨﻬﺠﻪ وﻣﺴﻠﻚ ﻋﻠﻤﺎﺋﻪ اﻷﻓﺎﺿﻞ. وﺑﺬات اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻓﺈن اﻟﱰدد اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺮﻛﺔ اﻹﺧﻮان ﰲ ذات اﻟﺴﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻣﻊ داﻋﺶ ﻳﻌﻄﻲ ذات اﻷﻋﺪاء ذات املﻨﺤﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ. وﻋﺬرا إن ﻗﻠﺖ إن ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺎن اﻷﺧري وﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ املﺘﺄﺧﺮ ﻗﺪ ﻳﻤﻨﺢ أﻋﺪاء ﻣﻨﻬﺠﻨﺎ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﻜﺎذب اﻟﺘﻲ ﻃﺎملﺎ رددوﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﺻﻔﺎﻗﺔ، وﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻣﺎ أن اﻟﻬﻴﺌﺔ املﻮﻗﺮة ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺮاءة اﻟﻔﻮرﻳﺔ ﻟﻬﺬه اﻷﺣﺪاث واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت، وإﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﺧﻮان ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﱰﻗﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﻋﴩات اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ املﺨﺘﻠﻔﺔ.

almosa@alwatan.com.sa