ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى وﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﴫ

Opinion@alwatan.com.sa ﻓﺎﻛﺲ: 0172273756

ﻳﻤﺮ اﻟﻮﻃﻦ ﺑﺘﺤﺪﻳﺎت ﺟﻤﺔ! اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺗﺬﺑﺬب أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول، ﻣﻊ زﻳﺎدة ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﺳﺘﺤﺪاث وﻇﺎﺋﻒ وﺗﻮﻓري ﺧﺪﻣﺎت ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ وﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﺻﺤﻴﺔ وﻏريﻫﺎ، وﺗﺤﺪﻳﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وأﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﺤﺮوب واﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻣﺪى ﺗﺄﺛريﻫﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ، وأﻣﻮر أﺧﺮى ﻛﺜرية ﺗﻬﻢ وﺗﺆرق املﻮاﻃﻦ.

وداﺋﻤﺎ ﻣﺎ أﺗﺴﺎءل ﻋﻦ دور ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت؟! وﻟﻸﺳﻒ ﻻ أﺟﺪ ﺟﻮاﺑﺎ ﺷﺎﻓﻴﺎ!

املﺠﻠﺲ ﻛﺎن وﻻ ﻳﺰال ﻳﺸﻌﺮك ﺑﺎﻧﻔﺼﺎﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ؛ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﻫﻴﺔ املﻮﺿﻮﻋﺎت املﻄﺮوﺣﺔ وﻻ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻃﺮﺣﻬﺎ وﻻ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ، وﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺐ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ أو اﻟﴬورات املﻠﺤﺔ، وﻻ اﻟﻮﻗﺖ املﺴﺘﻬﻠﻚ ﻟﻼﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﺮار. ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ املﻮاﻃﻨني ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺴﺎب املﺠﻠﺲ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺑﻞ واﻷﻏﺮب أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ إﻳﺠﺎد ﺣﺴﺎﺑﺎت ﻟﻸﻋﻀﺎء إﻻ ﻟﻨﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺗﻤﺜﻞ %15 ﻣﻨﻬﻢ، واﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪا ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮر! ﻣﻤﺎ ﻳﻔﴪ ﻋﺪم رد املﺠﻠﺲ ﻋﲆ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ اﻟﺬي أرﺳﻠﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ!

وﻗﺪ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ وأﻧﺎ أﺗﺼﻔﺢ اﻟﺴري اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻸﻋﻀﺎء ﺑﺎملﻮﻗﻊ أن ﻣﻌﺪل اﻷﻋﻤﺎر ﻣﺮﺗﻔﻊ! إذ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺤﺎﻟﻴني 57 ﺳﻨﺔ، ﻓﺄﺻﻐﺮﻫﻢ ﻋﻤﺮا 39 وأﻛﱪﻫﻢ 76 ﺳﻨﺔ. %29 ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺒﻠﻐﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ 60 ﺳﻨﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ، %31 ﻣﻨﻬﻢ ﻳﱰاوﺣﻮن ﺑني 50 و95 ﺳﻨﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ %12 ﻣﻨﻬﻢ ﻳﱰاوﺣﻮن ﺑني 39 و94 ﺳﻨﺔ. ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن %27 ﻣﻦ اﻷﻋﻀﺎء ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋﲆ املﻮﻗﻊ )وأﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻀﻮات!(. اﻟﻌﻤﺮ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﻻ ﻳﻌﻴﺒﻬﻢ و ﻻ ﻳﻘﻠﻞ أو ﻳﺸﻜﻚ ﰲ ﻛﻔﺎءﺗﻬﻢ أو أﻫﻠﻴﺘﻬﻢ، ﻓﻠﻬﻢ ﻛﻞ اﻻﺣﱰام واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻟﻌﻤﺮ ﺗﻜﻤﻦ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﰲ أﻣﺮﻳﻦ ﻣﻬﻤني: أوﻟﻬﻤﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﺮﺳﺦ اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت وﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻐﻴريﻫﺎ وﻋﺪم ﻣﻮاﻛﺒﺔ املﺴﺘﺠﺪات، واﻷﻣﺮ اﻵﺧﺮ ﻫﻮ ﺗﻨﺎﻗﺺ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﻌﻄﺎء، وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮان ﺳﻠﺒﺎ ﻋﲆ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ املﺠﻠﺲ.

وﺗﻮﺿﺢ إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى املﻨﺸﻮرة ﻋﲆ املﻮﻗﻊ ﻟﻠﺪورات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ أن املﺠﻠﺲ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻣﺮﺗني ﺑﺎﻷﺳﺒﻮع ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. اﻷﻣﺮ اﻵﺧﺮ اﻟﺬي ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻫﻮ ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﻪ املﺎدة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻟﻨﻈﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﺠﻤﻊ ﺑني ﻋﻀﻮﻳﺔ املﺠﻠﺲ وأي وﻇﻴﻔﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ، أو إدارة أي ﴍﻛﺔ، إﻻ ﺑﻌﺪ أﺧﺬ املﻮاﻓﻘﺔ، وﺑﺤﺴﺐ املﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻻﺋﺤﺔ ﺣﻘﻮق أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى وواﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﴫف ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺷﻬﺮﻳﺔ وﺑﺪﻻت ﻣﻊ ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ. وﺑﻤﺎ أن اﻷﻋﻀﺎء ﻣﺘﻔﺮﻏﻮن وﻟﻬﻢ اﻻﻣﺘﻴﺎزات املﺎﻟﻴﺔ املﺬﻛﻮرة، إذا ملﺎذا ﻻ ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻷﻋﻀﺎء ﻟﻌﻘﺪ ﺟﻠﺴﺎت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﱄ ﻟﺰﻳﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﻢ؟!

اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻛﺒرية، واﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ أي ﺗﺄﺧري إﺿﺎﰲ! إذا أردﻧﺎ ازدﻫﺎر وﻃﻨﻨﺎ وﻧﻤﺎءه، وإذا أردﻧﺎ أن ﻧﺒﻘﻰ، ﺑﻞ إذا أردﻧﺎ أن ﻧﻨﺎﻓﺲ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺴﺎرع إﱃ اﻟﺘﻐﻴري، اﻟﻴﻮم وﻟﻴﺲ ﻏﺪا! أﺗﻤﻨﻰ أن أرى ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﰲ أﻋﻀﺎء املﺠﻠﺲ ﺿﺦ دﻣﺎء ﺷﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺴني ﻗﺎدرة ﻋﲆ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﺒﺬل واﻟﺘﻔﺎﻧﻲ وإﺣﺪاث ﺗﻐﻴري إﻳﺠﺎﺑﻲ، وأﺗﻤﻨﻰ أﻳﻀﺎ ﺗﻌﺪﻳﻞ أﻧﻈﻤﺘﻪ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻹﺿﻔﺎء ﺻﻼﺣﻴﺎت أﻛﱪ وأوﺳﻊ ﻟﺠﻌﻞ املﺠﻠﺲ أﻛﺜﺮ ﻛﻔﺎءة وﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وإﻧﺘﺎﺟﻴﺔ، ﻟﻴﺴﻬﻢ ﰲ دور إﻳﺠﺎﺑﻲ أﻛﱪ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻮد ﻋﲆ اﻟﻮﻃﻦ ﺑﺎﻟﺨري اﻟﺘﻘﺪم ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺻﻌﺪة.