اﻷﺣﺪاث اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻮﻫﻢ واﻻﻋﺘﺪال

ﻣﻊ اﻷﺣﺪاث اﻷﺧرية ﻣﻦ ﻛﺴﻮف ﻟﻠﺸﻤﺲ، واﻧﺒﻌﺎث رﻳﺎح ﺷﻌﺎﻋﻴﺔ أو ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ، ﻛﺬﻟﻚ أﻋﺎﺻري ﻣﻌﺎﴏة. ﻗﺎﻣﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻹﻋﻼم اﻷﺟﻨﺒﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑني إﻓﺮاط وﺗﻔﺮﻳﻂ ﻟﻠﺤﻖ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. وأﻧﺎ ﻫﻨﺎ أﻋﻨﻲ ﻣﻘﺎﻃﻊ املﻠﺘﻤﻴﺪﻳﺎ وﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس وﺟﻤﻬﻮر اﻟﺪﻫﻤﺎء. أﺧﺒﺎر ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ. اﻟﻘﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﻔﻴﺎء ﰲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﻔﻬﻢ، املﺘﺴﻠﺤﻮن ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮا اﻟﺤﻖ. ﺑني ﻛﺜﺮة ﺗﺤﻜﻤﻬﻢ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ وﺟﺎذﺑﻴﺔ اﻟﺨﱪ اﻟﻐﺮﻳﺐ. وﻣﺮﺟﻊ اﻷﺳﺒﺎب ﻫﻮ اﻻﺣﺘﺒﺎس اﻟﺤﺮاري، وﻇﻠﻢ ﻟﻠﺒﴩ واﻟﺸﺠﺮ واﻟﻨﻬﺮ »وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻨﻮد رﺑﻚ إﻻ ﻫﻮ«. ﻛﺎن اﻟﻈﻦ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺑﺄن اﻟﻬﻼك ﻣﺆﻛﺪ.

ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺼﻮاب ﻓﻴﻤﺎ ذﻛﺮ أﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪري -رﴈ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪوﻏري واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ أن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻌﺪ إﻧﺰال اﻟﺘﻮراة ﻟﻢ ﻳﻬﻠﻚ أﻣﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ ﻋﻦ آﺧﺮﻫﻢ ﺑﻌﺬاب ﻳﺒﻌﺜﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺑﻞ أﻣﺮ املﺆﻣﻨني ﺑﻘﺘﺎل املﴩﻛني، ﻓﻌﲆ ﻫﺬا ﻳﺘﺒني أﻧﻪ ﻟﻦ ﺗﻬﻠﻚ أﻣﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ ﺑﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻮراة واﻟﻨﺒﻲ ﻣﻮﳻ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم، ﺑﻞ ﴍع ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺠﻬﺎد، أي اﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﻟﻠﻪ وﻧﴫ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ودﻓﻊ اﻟﻈﺎملني، ﻗﺪ ﻳﺰﺟﺮﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﰲ اﻗﺘﺼﺎدﻫﻢ أو ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺑﻠﺒﺎس اﻟﺠﻮع واﻟﺨﻮف وﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺪ، وﻟﻜﻨﻪ رﺣﻴﻢ ﻋﻦ إﺑﺎدﺗﻬﻢ ﻛﻠﻬﻢ أﺟﻤﻌني، ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ.

اﻷﻣﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ »اﻟﺒﺎﺋﺪة« ﻫﻢ ﻣﻦ أﻫﻠﻜﻮا ﺑﻌﺎﻣﺔ وﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺼﻴﺤﺔ، وﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ أﻗﻮام ﻣﺘﻌﺪدة وﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﴪﻫﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﺎﻋﻘﺔ وﻟﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻮﺣﺪ. إﻧﻬﺎ ﺻﺎدرة ﻣﻦ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم، وﻗﺪ ﺗﺨﺎﻟﻄﻬﺎ أﺻﻨﺎف ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﻛﺎﻟﺮﺟﻔﺔ واﻟﺮﻳﺢ اﻟﴫ واﻟﺰﻟﺰال. ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺠﺮ اﻟﺴﺠﻴﻞ، ﻧﺎﻫﻴﻜﻢ ﻋﻤﺎ ﻳﺪور ﰲ اﻟﺨﱪ ذاﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﺪع اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻟﻔﻮﺗﻮﺷﻮب، وﺗﺼﻮﻳﺮ املﻼﺋﻜﺔ ﺑﻮاﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎل واﻟﻀﻮء، ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﺿﻴﻖ، ﻓﻜﻤﺎ أن اﺑﻦ آدم ﻣﺨﻠﻮق ﻣﻦ اﻟﻄني، إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻄني إﻻ ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﺣﻴﺚ اﻟﻄني ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻴﻪ اﻟﺰرع وﻳﺮﻛﺪ ﻓﻴﻪ املﺎء، ﻓﺎﺑﻦ آدم ﻳﺰرع اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺨري، وﻋﲆ ذﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﰲ املﻼﺋﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮر إﻻ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ.. ﴎﻋﺘﻪ.. ﻗﻮﺗﻪ.. ﺟﻤﺎﻟﻪ. وﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺨﻠﻖ آﺧﺮ ﻣﺤﺎل رؤﻳﺘﻬﻢ. ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ رؤﻳﺘﻬﻢ إﻻ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮل -ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢواﻟﺪﻳﻜﺔ. وﻋﻦ ﺧﱪ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ املﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ، ﻗﺎل أﺣﺪ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺘﻮﻫﻤﺎ »إن ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺎع ﻧﻔﺴﻪ؛ ﻫﻮ اﻟﺮﻳﺢ اﻟﺤﻤﺮاء ﻋﻴﻨﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ. ﻏري أن ﻫﺬا ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺂﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎن ﰲ ﻣﻼﺣﻢ ﻋﻈﻴﻤﺔ وﺗﻮارد ﻋﻼﻣﺎت ﻛﱪى ﺗﱰى ﻋﲆ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس.