ﻣﺸﺎرﻳﻌﻨﺎ اﻟﻜﺒﺮى: ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺴﻌﻴﺪ

ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ

ﻳﻘﻮل ﱄ ﺷﺎﻛﻴﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ إن اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺒريوﻗﺮاﻃﻴﺔ أوﻗﻔﺖ ﻃﻠﺐ ﻣﺌﺔ ﻣﻠﻴﻮن رﻳﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﻜﻤﺎل املﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﻟﺬي ﴏف ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ 800 ﻣﻠﻴﻮن. وأﻧﺎ ﺳﺄﺿﻴﻒ ﻋﲆ ﻗﻮﻟﻪ أن ﻫﺬا ﻳﻨﺴﺤﺐ ﺑﺎﻟﻜﺮﺑﻮن ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﻋﴩة ﻣﺸﺎف ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ ﻋﴩ ﻣﻨﺎﻃﻖ، ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺗﻮﻓري ﺧﻤﺴﺔ آﻻف ﴎﻳﺮ ﻧﻮﻋﻲ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات. اﻟﻘﺼﺔ أﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺻﻴﻒ املﺒﺴﻂ ﺑﻜﺜري. ﻧﺤﻦ اﺳﺘﺜﻤﺮﻧﺎ ﻛﻞ ﻫﺬه املﻠﻴﺎرات اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻋﲆ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﺸﺎرﻳﻊ ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻨﺎﻫﺎ ﺧﺮاﺑﺎ ﰲ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻷﺧرية. ﻧﺤﻦ ﻣﺜﻞ ﺑﻄﻞ املﺎراﺛﻮن اﻟﺬي ﻳﻘﻄﻊ ﻣﺘﺼﺪراً ﻷرﺑﻌني ﻛﻴﻼً ﺛﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﰲ املﻘﻬﻰ ﻓﻼ ﻳﺼﻞ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﰲ املﺠﻤﻊ اﻷوملﺒﻲ ﻋﲆ ﺑﻌﺪ ﻛﻴﻠﻮﻣﱰﻳﻦ. اﻟﻘﺼﺔ أﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺻﻴﻒ املﺒﺴﻂ ﺑﻜﺜري. أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺪاﺧﻠﻨﻲ اﻟﺸﻚ أن ﰲ دﻫﺎﻟﻴﺰ وزاراﺗﻨﺎ وﻫﻴﺌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻜﱪى املﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﻤﺪ أن ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻣﺠﻤﺪة ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻌﴩﻳﺔ ﻣﻦ املﺌﺔ اﻷﺧرية وﻫﺬه ﺟﺮﻳﻤﺔ إدارﻳﺔ ﻛﻮارﺛﻴﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ. ﻧﻜﻤﻞ املﴩوع ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺎرف اﻟـ%08 ﺛﻢ ﻧﱰﻛﻪ ﻋﺎرﻳﺎ إﻻ ﻣﻦ ﺣﺎرس أﻣﻦ ﻋﲆ املﺎﺳﻮرة املﻬﱰﺋﺔ. ﻫﺬه ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻫﺪر ﻣﺎﱄ ﻟﻜﻞ املﻠﻴﺎرات املﴫوﻓﺔ ﻓﻼ ﺗﺮى ﰲ املﻌﺎدﻟﺔ إﻻ ﺣﺮص ﻫﺆﻻء ﻋﲆ ﺿﺒﻂ وﺗﻘﻨني ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ. ﺟﺎﻣﻌﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج ﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎر ﻳﻨﻘﺬ ﻛﻞ املﻠﻴﺎرات املﴫوﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻗﺪ أﻛﺘﺐ واﺛﻘﺎ أن ﻃﺎﻟﺒﻬﺎ املﺴﺘﺠﺪ اﻟﻴﻮم ﻟﻦ ﻳﺪﺧﻞ إﱃ أي ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺎت املﺪﻳﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺣﻔﻠﺔ اﻟﺘﺨﺮج. ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎرﺛﺔ املﺪﻳﻨﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﺌﺎت املﻼﻳني ﻣﺠﺮد ﻫﻴﻜﻞ ﺧﺮﺳﺎﻧﻲ ﻋﲆ أﻛﱪ ﺷﻮارع املﻨﻄﻘﺔ. ﺗﻘﻮل املﻌﻠﻮﻣﺎت، وﻻ ﺗﺄﺧﺬوﻫﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻲ، إن ﻣﻄﺎر املﻠﻚ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺪوﱄ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ أن ﴏف ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﻋﴩﻳﻦ ﻣﻠﻴﺎرا، وﻛﻞ ﻫﺬا ﻟﻀﺒﻂ اﻹرﺳﺎﻟﻴﺎت اﻷﺧرية. وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ ﺗﺤﺪث ﺗﻤﺎﻣﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻨﺎ اﻟﻜﱪى ﺣﺘﻰ ﺻﺎر ﻣﻦ ﺣﻠﻢ اﻷﺣﻼم أن ﻧﻘﺒﺾ ﻋﲆ ﻣﻄﺎر أو ﺟﺎﻣﻌﺔ أو ﻣﺸﻔﻰ أو ﻣﺪن ﻃﺒﻴﺔ أو ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ أو ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ. ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ املﻮﻟﻮد اﻟﺴﻌﻴﺪ وﻣﻦ ﻳﺮﻋﺎه ﺑﻜﻞ ﺳﺨﺎء ﻟﺘﺴﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﺛﻢ ﻳﺨﻨﻘﻪ ﰲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻮﻻدة. ﻛﺎن ﻟﻬﺬه املﺸﺎرﻳﻊ أن ﺗﻐري أﺷﻴﺎء ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة ﻛﻞ املﻮاﻃﻨني. ﰲ ﺣﻴﺎة اﻟﻄﺎﻟﺐ وآﻣﺎل املﺮﻳﺾ وﻏريﻫﻢ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﰲ وﻋﺜﺎء املﺴﺎﻓﺮ. أﺧﺘﻢ ﺑﻤﺎ اﺑﺘﺪأت: ﻣﻦ املﺴﺆول ﻋﻦ ﺗﺠﻤﻴﺪ ﺧﻤﺴﺔ آﻻف ﴎﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻻ ﴍاء اﻟﴪﻳﺮ؟ almosa@alwatan.com.sa