اﻟﻌﺒﺎءة اﻟﺴﻮداء ﻓﻲ ﻣﻠﻌﺐ اﻟﺠﻮﻫﺮة

ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺘﻼزﻣﺔ املﺮأة وﺧﺮوﺟﻬﺎ إﱃ أﺑﻮاب اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﻐﻔﻞ أﺷﻴﺎء ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻧﺴﺐ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﰲ املﻨﺎﺷﻂ املﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻣﺜﻞ ﻃﺒﺎﺋﻊ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﻨﻔﴘ واﻟﻬﻮاﻳﺎﺗﻲ ﻟﻠﻤﺮأة وﻟﻸﻧﺜﻰ ﰲ املﺠﻤﻞ. ﺟﻤﻠﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة وﻟﻬﺬا ﺳﺄﴍﺣﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ. ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺮارات اﻷﺧرية ﺣﻮل ﴍاﻛﺔ املﺮأة ﺑﺎﻟﺸﺎرع ﻗﺎﺋﺪة ﻟﻠﺴﻴﺎرة، أو اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻬﺎ ﺑﺪﺧﻮل املﺪن اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، ﻳﻘﻔﺰ ذﻫﻦ املﺘﻠﻘﻲ ﻏري اﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﺮارات إﱃ اﻟﻈﻦ واﻟﺘﺄوﻳﻞ ﺑﺄن ﺷﻮارﻋﻨﺎ ﺳﺘﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﻣﺴﺎرﻳﻦ »رﺟﺎﱄ/ ﻧﺴﺎﺋﻲ«، وأن ﻣﺪرﺟﺎت املﻠﻌﺐ ﺳﺘﻨﻘﺴﻢ أﻳﻀﺎ إﱃ ﻟﻮﻧني: اﻟﻌﺒﺎءة اﻟﺴﻮداء ﺑﺬات ﻋﺪد املﺘﻔﺮﺟني ﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﺮﺟﺎل. ﻫﺬا وﻫﻢ رﻗﻤﻲ ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﺟﺪا ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﺪﻳﻨﺎ أو ﻟﺪى ﴍﻳﺤﺔ ﻣﻨﺎ ﺻﺪﻣﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﺸﻜﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ. ﺟﻤﻌﺖ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷرﻗﺎم ﻣﺎ ﻳﲇ: ﻧﺴﺒﺔ وﺟﻮد املﺮأة ﺧﻠﻒ ﻣﻘﻮد اﻟﺴﻴﺎرة ﰲ اﻟﺸﻮارع اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى 17 % ﻣﻦ ﺣﺠﻢ املﻮﺟﻮد ﰲ اﻟﺸﻮارع. اﻟﺒﻘﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل. ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺪد ﺳﺎﺋﻘﺎت اﻟﺴﻴﺎرة ﻣﻦ ﺣﺠﻢ املﻮﺟﻮد ﰲ ﺷﻮارع دﺑﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟـ9 .% ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺐ وأﻧﺎ أﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﺷﻌﻮب وﺛﻘﺎﻓﺎت ﻟﻬﺎ ﻋﴩات اﻟﻌﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﰲ اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﴩاﻛﺔ. وإذا ﺑﻨﻴﺖ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻲ ملﺎ ﺳﻴﺤﺪث ﻋﻨﺪﻧﺎ ﰲ اﻟﻌﺎﴍ ﻣﻦ ﺷﻮال اﻟﻘﺎدم ﻓﻘﺪ أﻛﺘﺐ ﻧﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺗﺴﺘﻌﴢ ﺣﺘﻰ ﻋﲆ اﻟﺤﺴﺎب اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ. وﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻘﻴﺎس ﻳﻤﻜﻦ أن أﺑﻨﻲ أﻳﻀﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻀﻮر املﺮأة ملﺒﺎراة رﻳﺎﺿﻴﺔ. ﻻ أﻣﻠﻚ أرﻗﺎﻣﺎ وﻻ ﻧﺴﺒﺎ ملﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﺪرﺟﺎت ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ وﻣﺪرﻳﺪ وﻻ ﻣﺎﻧﺸﺴﱰ أو ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ. ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺪﻣﻦ ملﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﺬه املﺒﺎرﻳﺎت وأﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل إن ﻃﻐﻴﺎن اﻟﺤﻀﻮر اﻟﺮﺟﺎﱄ ﻓﻴﻤﺎ أﺷﺎﻫﺪ ﻳﻜﺎد أن ﻳﱰك ﺣﻀﻮر اﻷﻧﺜﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻼ ﻧﺴﺐ ﺗﺬﻛﺮ. املﺮأة ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻻ ﺗﻬﻮى ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺸﺄن اﻟﺮﻳﺎﴈ وﻫﺬه ﻓﻄﺮة أﻧﺜﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﺎﺋﻊ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ، ﻛﻤﺎ أﴍت، وﻣﻦ اﺧﺘﻼف ﺟﺬري ﰲ ﺳﻠﻢ أوﻟﻮﻳﺎت اﻟﻬﻮاﻳﺎت ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ. ﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻣﺎ زاﻟﺖ املﺮأة ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻤﺲ ﰲ رﻗﻢ ﺗﻮاﺟﺪﻫﺎ ﺑﱪملﺎن ﻟﻨﺪن وواﺷﻨﻄﻦ وﺑﺎرﻳﺲ، وﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺣﺠﻢ وﺟﻮدﻫﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﻟﺪﻳﻨﺎ. املﺮأة ﻫﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﴩة ﻣﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﰲ أي ﻣﻄﺎر ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻮﻗﻊ املﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻄريان املﺪﻧﻲ. ﻟﻜﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻨﺎ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﰲ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻛﻞ ﻗﺮار ﻳﺨﺺ ﴍاﻛﺔ املﺮأة ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻧﺒﻨﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أوﻫﺎﻣﺎ وﺧﺰﻋﺒﻼت اﻟﻄﻮﻓﺎن اﻷﻧﺜﻮي اﻟﻘﺎدم. أﺧﺘﻢ.. أﻧﺎ زوج وأب ﻟﺸﺎﺑﺘني وﺛﻼﺛﺔ رﺟﺎل، ﻻ أﻋﻠﻢ ﰲ ﻣﻨﺰﱄ ﺣﺘﻰ ﴍاﻛﺔ أﻧﺜﻮﻳﺔ ﺷﺎردة ﻷﻓﺮاﺣﻲ اﻟﻴﻮﻧﻮرﻳﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺪف ﻟﻌﻤﻼﻗﻲ، ﻋﻤﺮ اﻟﺴﻮﻣﺔ.

almosa@alwatan.com.sa