اﳌﻼﻋﺐ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ وﻧﻈﺮﻳﺔ أﺧﺘﻚ أﺻﺤﺎب ﻧﻈﺮﻳﺔ أﺧﺘﻚ ﻫﻢ ﻓﻲ واﻗﻌﻬﻢ ﻋﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﺣﺘﺮام اﻟﺤﺮﻳﺎت واﻟﻤﺴﺎواة، ﻓﺈذا ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﻤﻨﻀﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﻦ ﻳﻘﺘﻨﻌﻮا ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ إﻻ ﺑـ)ﺿﻮاﺑﻂ( ﺗﻘﻄﻊ رأس اﻟﺤﺮﻳﺔ
اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﺎ »ﻋﻠﻴﻤﻴﺔ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺄﺗﻲ ملﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ، وأوﱃ املﺸﺎﻛﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻨﺎ ﻟﻬﺬا املﺒﺪأ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻓﻬﺬا املﺒﺪأ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻓﻘﻂ، ﰲ ﻋﺮﻓﻨﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻋﲆ اﻵراء اﻟﺘﻲ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻌﻬﺎ، وﻫﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﰲ واﻗﻌﻪ ﻳﻨﺴﻒ ﻣﺒﺪأ اﻟﺤﺮﻳﺔ. ﻧﻌﻢ ﻧﺤﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ.. وﻟﻜﻦ! وآه آه ﻣﻦ »ﻟﻜﻦ« اﻟﺘﻲ ﻳﴪد أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻟﻚ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ املﺤﻈﻮرات واﻟﻼءات و»اﻟﻼداﻋﻴﺎت«، ﺛﻢ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﺘﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﺗﺒﺨﺮت، ﺑﻞ وذﻫﺒﺖ ﰲ ﺧﱪ ﻛﺎن!
اﻟﺠﺎﻧﺐ »اﻟﻌﻠﻴﻤﻲ« اﻷﻛﺜﺮ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺔ ملﺜﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺘﻌﻀﻮن ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮأي ﻫﻮ ﰲ اﺳﺘﻨﺎدﻫﻢ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ »أﺧﺘﻚ«، وﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪور اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وﺣﻘﻮق املﺮأة واﻟﻄﻔﻞ وﻣﺒﺎدئ املﺴﺎواة واﻟﻌﺪاﻟﺔ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰون ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ إﺟﺎﺑﺔ واﺿﺤﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺳﺆال اﻟﻨﴫ اﻟﺤﺎﺳﻢ ﰲ ﻧﻈﺮﻫﻢ »ﻫﻞ ﺗﺮﺿﺎﻫﺎ ﻷﺧﺘﻚ«؟! واملﺼﻴﺒﺔ ﺑﻞ واﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﻚ »أﺧﺖ«، ﻓﻌﻨﺪﻫﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﺤﺎور أو ﺗﺘﻨﺎﻗﺶ ﻣﻌﻬﻢ! وﺣﺘﻰ ﺗﺘﻀﺢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أﻛﺜﺮ إﻟﻴﻜﻢ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ: إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻨﺎﻗﺶ ﻣﻊ أﺣﺪﻫﻢ ﺣﻮل ﻋﻤﻞ املﺮأة ﰲ املﺠﻤﻌﺎت واملﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ، وﺣﻖ املﺮأة ﰲ اﻟﻌﻤﻞ، وأن اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ أﺟﻴﺎل ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺮﺑﻂ ﺑني املﺮأة وﺣﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، واﺣﺘﺪ ﻣﻌﻪ اﻟﻨﻘﺎش واﻛﺘﺸﻒ ﺣﻴﻨﻬﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ، ﺳﻴﻘﻮل ﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺗﺤﱟﺪ »ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﴇ أﺧﺘﻚ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﰲ املﺠﻤﻌﺎت وﻳﻼﺣﻘﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﻮاق«! وإذا ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺤﺎور ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﺎواة أﺑﻨﺎء املﻮاﻃﻨﺎت املﺘﺰوﺟﺎت ﻣﻦ أﺟﺎﻧﺐ ﺑﺎﻟﺴﻌﻮدﻳﺎت ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺜﻼ، وأن اﻟﻨﺎس ﺳﻮاﺳﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﻢ أي ﻓﻮارق ﺳﻴﻘﻮﻟﻮن ﻟﻚ وﺑﻜﻞ ﻫﺪوء »ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﴇ أﺧﺘﻚ ﺗﺘﺰوج ﺑﻨﻐﺎﱄ«! وإذا ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻨﺎﻗﺶ ﻣﻊ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺔ املﺮأة ﰲ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻮرى وأن ﺗﻜﻮن ﻋﻀﻮة ﻟﻬﺎ ﺣﻖ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺣﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﺳﻴﻮﻗﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻚ ﺑﴪﻋﺔ، وﻳﻘﻮل ﻟﻚ »ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﴇ أﺧﺘﻚ ﺗﺠﻠﺲ ﰲ دﻳﻮاﻧﻴﺔ رﺟﺎل«! وإذا ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺤﺎور ﻣﻊ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺣﻖ املﺮأة ﰲ ﻗﻴﺎدة ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻗﺎت، وأﻧﻪ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق املﺮأة ﰲ اﻟﺘﻨﻘﻞ، ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻔﺬﻟﻜﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﺳﺆال: ﻫﻞ ﻫﺬه أﻫﻢ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺣﻘﻮق املﺮأة؟ ﺛﻢ ﺗﺮد ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄن ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﺠﺰﺋﺔ أو ﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء، ﻓﺜﻖ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻜﻤﻞ املﻮﺿﻮع ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻂ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺴﺆال ﺧﺎﻃﻒ: »ﺗﺮﴇ أﺧﺘﻚ ﺗﺴﻮق وﻳﺘﺤﺮﺷﻮن ﻓﻴﻬﺎ وﻳﻨﴩون ﺻﻮرﻫﺎ ﺑﺎﻹﻧﱰﻧﺖ«! وإذا ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻨﺎﻗﺶ ﻣﻊ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت ﰲ املﺪارس وأﻧﻪ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ﺳﺘﻘﴤ ﻋﲆ ﻣﺮض اﻟﺴﻤﻨﺔ ﺳﻴﻨﻂ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺴﺆال: »ﺗﺮﴇ أﺧﺘﻚ ﺗﺼري ﻣﺴﱰﺟﻠﺔ«!
أﺻﺤﺎب ﻧﻈﺮﻳﺔ »أﺧﺘﻚ« ﻫﻢ ﰲ واﻗﻌﻬﻢ »ﻋﻠﻴﻤﻴﺔ« ﰲ اﺣﱰام اﻟﺤﺮﻳﺎت واملﺴﺎواة، ﻓﺈذا ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ املﻨﻀﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن، وأن اﻟﺪول اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻲ اﻷﻛﺜﺮ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻟﻦ ﻳﻘﺘﻨﻌﻮا ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻌﻮا )ﺿﻮاﺑﻂ( ﺗﻘﻄﻊ ﻟﻚ رأس اﻟﺤﺮﻳﺔ. ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﺻﺪر اﻟﻘﺮار اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻌﺎﺋﻼت ﺑﺪﺧﻮل املﻼﻋﺐ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، وﻫﻮ ﻗﺮار ﻳﻀﺎف إﱃ ﺣﺰﻣﺔ اﻟﻘﺮارات اﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﰲ ﺑﻨﻴﺔ املﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻌﻮدي، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ وﻣﱰاﺑﻄﺔ، اﻟﻼﻓﺖ أن أﺻﺤﺎب ﻧﻈﺮﻳﺔ »أﺧﺘﻚ« ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺎﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻮﻳﱰ ﺑـ»زوﺟﺘﻚ« وذﻟﻚ ﻋﱪ اﻟﻬﺎﺷﺘﺎق: #ﻫﻞ_ﺗﺮﴇ_ﺗﺘﺰوج_ﺑﻨﺖ_ﺗﺪﺧﻞ_املﻼﻋﺐ
أﺧريا أﻗﻮل: أﺻﺤﺎب ﻧﻈﺮﻳﺔ »أﺧﺘﻚ« أو »زوﺟﺘﻚ« ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎن اﻵن إﻻ أن ﻳﻌﻮدوا إﱃ »ﻧﻘﻄﺔ املﻔﺎﻫﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ« ﻟﻴﺘﺪرﺑﻮا ﻋﲆ اﻟﺤﺮﻳﺔ.