أﺑﻐﺾ اﻟﺤﻼل ﻧﻌﻤﺔ أم ﻧﻘﻤﺔ

اﻟﻄﻼق أﺑﻐﺾ اﻟﺤﻼل ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، إﻻ أﻧﻪ ﴍع ﰲ دﻳﻨﻨﺎ اﻟﺤﻨﻴﻒ رأﻓﺔ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن، ﻧﻈﺮا ﻻﺧﺘﻼف أﺣﻮاﻟﻪ وﻇﺮوﻓﻪ. ﻋﻨﺪ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﲆ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻼق ﻋﲆ ﺣﺪة ﻧﺠﺪ ﻣﺴﺒﺒﺎت ﻧﻔﺴﻴﺔ وﺟﺴﺪﻳﺔ وﻣﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ...اﻟﺦ، ﻓﻴﻤﺎ أرﻏﺐ أن أوﺟﻪ ﻣﻘﺎل اﻟﻴﻮم إﱃ اﻷﺳﺒﺎب أو اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﻃﻠﺐ اﻟﻄﻼق، وﻣﺘﻰ ﻳﺼﻨﻒ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻛﻨﻌﻤﺔ أو ﻧﻘﻤﺔ، ﻛﻤﺎ أﺧﺼﺺ ﺟﺰءا أﺧريا ﻋﻦ اﻟﺪواﻓﻊ واﻷﺳﺒﺎب وراء ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻷذى اﻟﺬي ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻬﻦ ﻣﻦ زواج ﻓﺎﺷﻞ واﻹﴏار ﻋﲆ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺮﺑﺎط املﻘﺪس.

ﻣﻤﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ أﻧﻨﺎ ﰲ ﻋﴫ اﻟﴪﻋﺔ، وذﻟﻚ ﺗﻌﺒري ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺎﴏﻫﺎ، إﻻ أﻧﻪ ﻳﺼﻒ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎ واﻟﻘﺼﺺ اﻟﴪﻳﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﻼق ﻣﻦ أول ﺳﻨﺔ وأول ﺷﻬﺮ وأول ﻳﻮم، وﺻﻮﻻ إﱃ اﻟﻄﻼق ﻣﻦ أوﱃ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﺆﺧﺮا ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪة. أرﻗﺎم ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻋﺪاد املﻨﻔﺼﻠني ﰲ املﻤﻠﻜﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ أﺟﻤﻊ. وﻗﺪ ﺗﻌﻮد أﺳﺒﺎب اﻟﻄﻼق إﱃ املﺠﺎﻻت اﻟﻮاﺳﻌﺔ واملﺘﺪاﺧﻠﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة ﻛﻞ ﻓﺮد ﻣﻨﺎ. ﺗﺘﻤﺤﻮر أﺳﺒﺎب اﻟﻄﻼق ﺣﻮل املﺸﺎﻛﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أو اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أو اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ إﻟﺦ. ﻓﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻼق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻷﺧﺮى، وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﺧﺘﻼف ﻗﻮة ﺗﺤﻤﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ، وﺑﺎﺧﺘﻼف املﻌﺎﻳري اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮى اﻟﺴﻌﺎدة ﰲ وﺟﻮد املﺸﺎﻋﺮ واﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ، وﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﺴﻜﻦ »ﻋﺸﺔ«، واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﺠﺪ ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﰲ املﺎدة ورﻏﺪ املﻌﻴﺸﺔ وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ.

ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻒ ﻋﲆ أﺳﺒﺎب ﻃﻼق زوﺟﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻨﺰل وﺳﻴﺎرة وﺳﺎﺋﻖ وﺧﺎدﻣﺔ وﺟﻤﻴﻊ ﺳﺒﻞ اﻟﺮاﺣﺔ، ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺨﻄﺌﺔ، ﺑﻞ ﺟﺎﺣﺪة ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ. إﻻ أن املﱪر املﻨﻄﻘﻲ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻫﻮ أن زوﺟﻬﺎ »دون ﻣﺸﺎﻋﺮ«، ﻫﺬا ﻣﺜﺎل ﻋﲆ اﺧﺘﻼف وﻗﺼﻮر ﻧﻈﺮة اﻟﺸﺨﺺ املﻘﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ، ﻧﺴﺒﺔ ﻷن ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻳﺤﺪد أوﻟﻮﻳﺎﺗﻪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واملﻌﻨﻮﻳﺔ وﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻣﺎﻟﻪ وﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﺗﺒﺎﻋﺎ. ﻫﺬا املﻘﺎل ﻟﻴﺲ دﻋﻮة ﻟﻠﻄﻼق ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ إﻧﻤﺎ ﻹﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﲆ اﺑﺘﻌﺎدﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻄﺎﻟﺐ)ة( اﻟﻄﻼق.

ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد، ﻗﻤﺖ ﺑﺴﺆال اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻮﺟﻴﻪ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻃﻠﺐ اﻟﻄﻼق ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻷﺟﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺟﻨﺴﻴﺎﺗﻬﻢ وﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ وأدﻳﺎﻧﻬﻢ راﺟﻌﺔ إﱃ ﻣﻨﻈﻮرﻫﻢ اﻟﺸﺨﴢ املﺒﻨﻲ ﻋﲆ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﰲ ﴍﻳﻚ اﻟﺤﻴﺎة، ﰲ ﺣني اﺗﻔﻖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﲆ أن اﻹﺳﺎءة واﻟﻌﻨﻒ اﻟﻨﻔﴘ واﻟﺠﺴﺪي ﻣﻦ ﻣﱪرات اﻟﻄﻼق، ﻛﻤﺎ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن وﺟﻮد اﻷﻃﻔﺎل ﺳﺒﺒﺎ وﺟﻴﻬﺎ ﻟﻠﻌﺪول ﻋﻦ اﻻﻧﻔﺼﺎل. ﺑﺮأﻳﻲ أن اﻹﺳﺎءة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻛﺎﻟﴬب واﻟﻘﺬف واﻟﻐرية املﺮﺿﻴﺔ واﻟﺸﻚ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﰲ ﺣﺎل اﻧﻌﺪام اﻟﺤﻴﺎة واﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ ﺑﺴﻼم، إﻻ أﻧﻨﻲ وﻗﻔﺖ ﻋﲆ ﺳﺒﺐ ﻣﺤري وﻫﻮ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ. ذﻛﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﺴﺎء أﻧﻬﻦ ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﺗﺎم ﻹﻛﻤﺎل اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻊ اﻟﺰوج اﻟﺨﺎﺋﻦ ﰲ ﺣﺎل اﻋﺘﺬر وﺗﻌﻬﺪ ﺑﻌﺪم ﺗﻜﺮار ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻐﻴﺔ املﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺒﻴﺖ واﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل، ﺑﻴﻨﻤﺎ رﻓﺾ أﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﻐﻔﺮان ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺨﺎﺋﻨﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء رﺟﻞ واﺣﺪ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺘﻔﻜري ﰲ ﻣﺼري اﺑﻨﻪ.

اﺗﻀﺢ ﱄ أن اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﺠﺎوزﻫﺎ اﻟﺸﺨﺺ ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎن ﻳﻘﱢﻮم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﺑﻤﻘﺎﻳﻴﺲ أﺧﺮى أﻫﻢ ﻣﻦ اﻹﺧﻼص. وﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺣﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر. ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﻄﻼق ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮل واﻧﻄﻼﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺨﺺ ﰲ ﺣﺎل ﺗﻮاﺟﺪ اﻷﺳﺒﺎب املﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﻛﻮﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ أو ﻣﺴﻴﺌﺔ ﻧﻔﺴﻴﺎ وﺟﺴﺪﻳﺎ، إﻻ أن اﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ﺗﻜﻮن ﰲ ﺣﺎل وﻗﻮع اﻟﻄﻼق املﺒﻨﻲ ﻋﲆ ﺳﻮء اﻻﺗﺼﺎل ﺑني اﻟﺰوﺟني أو اﻋﺘﺪاد أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺤﺠﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻜﺮاﻣﺔ... إﻟﺦ. ﻓﺎﻟﺴﺒﺐ اﻟﺘﺎﻓﻪ ﺗﻈﻬﺮ ﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻪ وﻋﻮاﻗﺒﻪ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻨﺪم ﺑﻌﺪ زﻟﺔ اﻟﻘﺪم.

أود أن أﺧﺘﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻟﻢ ﻳﻄﺮح ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻨﻘﺎش ﺑﻴﻨﻲ وﺑني اﻷﺷﺨﺎص، وﻫﻮ ﻣﻨﻊ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﻪ ﻣﻦ إﺗﻤﺎم اﻟﺪراﺳﺔ أو اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻋﻤﻞ وﺣﺒﺴﻬﺎ ﰲ اﻟﺒﻴﺖ، ﺑﺤﺠﺔ أﻧﻪ ﻫﻮ املﺴﺆول واملﻌﻴﻞ ﻟﻸﴎة. ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﱃ ﻳﻬﻴﺄ ﻟﻠﻤﺮأة أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ - ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ املﺎدة- أو أﻧﻪ ﻓﺎرس اﻷﺣﻼم اﻟﺬي ﺳﻴﺨﻄﻔﻬﺎ ﻋﲆ ﺟﻮاده اﻷﺑﻴﺾ إﱃ ﺟﺰﻳﺮة ﻧﺎﺋﻴﺔ ﻟﻴﻌﻴﺸﺎ ﺑﺴﻌﺎدة أﺑﺪﻳﺔ، ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ املﺸﺎﻋﺮواﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺘني ﺳﻴﺊ ﻷن املﺮأة ﻗﺪ ﺗﺤﻜﻢ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ﻧﻈﺮا ﻷن اﻟﺰواج ﻣﴩوع، وﻛﻞ ﻣﴩوع ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻨﺠﺎح واﻟﻔﺸﻞ.

ﻓﻠﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺤﻮار ﻋﺪد ﻣﻦ املﻄﻠﻘﺎت اﻟﻼﺗﻲ اﻧﻄﻠﻘﻦ وﻧﺠﺤﻦ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ ﻋﻦ ﻣﻮﻃﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻨﺪن إﻟﻴﻬﺎ وﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﻦ ذﻛﺮن أن وﺟﻮد اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ املﻘﺎم اﻷول واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﻘﻮة ﻷي اﻣﺮأة ﻛﺎﻧﺖ. ﻓﻤﺎ ﺣﺎل املﺮأة اﻟﺘﻲ ﺳﻠﻤﺖ أﻣﺮﻫﺎ »ﻟﴘ اﻟﺴﻴﺪ« اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺴﺤﺐ اﻟﺒﺴﺎط ﻣﻦ ﺗﺤﺖ أرﺟﻠﻬﺎ وﻫﻲ ﻻ ﺗﻘﻮى ﻋﲆ اﻟﺤﺮاك؟ ﻻ أﻋﻠﻢ ﻣﻦ املﺨﻄﺊ ﻫﻞ ﻫﻲ املﺮأة ﺑﺠﻬﻠﻬﺎ ﻟﺤﻘﻮﻗﻬﺎ أم اﻧﺪﻓﺎع وﻋﻨﻔﻮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ؟ وﻫﻞ ﺳﻴﻬﺘﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﺤﺎل املﺮأة اﻟﺘﻲ أﻃﺎﻋﺘﻪ وﻟﺰﻣﺖ املﻨﺰل ﺳﻨني ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ ﺣﺎل ﻗﺮر اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ اﻟﻌﴩة؟ أﻗﺼﺪ ﺑﺤﺎل املﺮأة ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﻦ ﻳﻌﻴﻠﻬﺎ ﰲ ﺣﺎل وﻗﻊ اﻟﻄﻼق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﺴﺘﻌﻴﺶ املﺮأة ﻋﲆ اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻋﻄﺎﻳﺎ اﻷﻗﺮﺑﺎء. رﺟﻮﻟﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﺗﺘﺠﲆ ﰲ ﺿﻤﺎﻧﻪ ﻟﺘﻠﻚ املﺮأة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﰲ ﺣﻀﻮره وﻏﻴﺎﺑﻪ، ﻻ ﰲ ﺗﺠﺮﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ اﻟﺪﻓﻴﻨﺔ. وأﻧﻮﺛﺔ املﺮأة ﻟﻴﺴﺖ ﰲ اﻧﺼﻴﺎﻋﻬﺎ وﺗﻨﺎزﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﺣﻠﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ وﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻪ.