ﺗﺪﺧﻼت ﻧﻈﺎم اﳌﻼﱄ ﺗﻌﻴﺪ ﺷﺒﺢ اﻟﴫاع اﻟﻄﺎﺋﱽ ﻟﻠﴩق اﻷوﺳﻂ

ﻗﺎل ﻣﻌﻬــﺪ «brookings» ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻪ، إن ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث اﻟﺪراﻣﻴﺔ ﰲ اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ أﻋﺎدت اﻟﴩق اﻷوﺳــﻂ إﱃ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ، ﻣﺸــريا إﱃ أﻧﻪ ﰲ اﻟﺴﺒﺖ املﺎﴈ اﺳــﺘﻘﺎل رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺳﻌﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻓﺠﺄة ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ، ﻣﺘﻬﻤﺎ إﻳﺮان ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺷﺆون ﺑﻼده، ﻛﻤﺎ ﻗﺎم اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن املﺪﻋﻮﻣني ﻣﻦ إﻳﺮان ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻠﻴﻠﺔ، ﺑﺈﻃﻼق ﺻﺎروخ ﺑﺎﻟﻴﺴــﺘﻲ ﻋﲆ ﻣﻄﺎر اﻟﺮﻳﺎض ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻢ اﻋﱰاﺿﻪ دون وﻗﻮع ﺧﺴﺎﺋﺮ.

وأﺿﺎف اﻟﺘﻘﺮﻳــﺮ أﻧﻪ ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘــﺎﱄ »اﻷﺣــﺪ« دﻋــﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣريﻛــﻲ دوﻧﺎﻟــﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني املﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ، إﱃ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﺪة أﻣﻮر ﻣﻨﻬﺎ »اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ املﺴﺘﻤﺮ ملﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺤﻮﺛﻴني املﺪﻋﻮﻣــﺔ ﻣﻦ إﻳﺮان ﰲ اﻟﻴﻤﻦ«، وﰲ اﻹﺛﻨني أﻋﻠﻨﺖ املﻤﻠﻜﺔ أﻧﻬﺎ ﺳــﻨﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻌﻠﻦ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ.

وﻓﻴﻤــﺎ ﺗﺴــﺎءل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ارﺗﺒﺎط ﻫــﺬه اﻟﺘﻄﻮرات ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ؟ ﻗــﺎل إﻧﻪ أﻳــﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﺈن ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﻄﺎﺋﻔﻴــﺔ املﺘﺰاﻳــﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ ﺧﺸــﻴﺔ أن ﻳﻘﻊ ﺑﻠﺪ آﺧﺮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣــﻦ اﻟﻔﻮﴇ، داﻋﻴﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة إﱃ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﴫاع ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺑني اﻷﻃﺮاف املﻌﻨﻴﺔ ﰲ املﻨﻄﻘﺔ.

وﺣﺴﺐ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﺈن ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﲆ رﻓﻊ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ اﻟﺤﺮﻳــﺮي، ﻫﻮ ﻗﻴــﺎم اﻟﺤﻮﺛﻴني املﺪﻋﻮﻣني ﻣﻦ ﻗﺒــﻞ إﻳﺮان ﺑﺰﻳﺎدة ﴏاﻋﻬﻢ ﻣﻊ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻃﻼق ﺻﺎروخ ﺑﺎﻟﻴﺴﺘﻲ ﻋﲆ ﻣﻄﺎر اﻟﺮﻳﺎض، ﻣﺸريا إﱃ أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت أﺻﺒــﺢ اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟــﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻣﺸﺎرﻛﺎ ﰲ اﻷﻣﺮ، ﺣﻴﺚ أﻋﻠﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ أﻧﻪ أﺟــﺮى اﺗﺼﺎﻻ ﺑﺎملﻠﻚ ﺳــﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ، وﺗﺤﺪث ﺧﻼﻟﻪ ﻋــﻦ »اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ املﺴــﺘﻤﺮ ملﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺤﻮﺛﻴني املﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ إﻳﺮان ﰲ اﻟﻴﻤــﻦ واﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻲ اﻋﱰﺿﺘﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎض«.

وﺗﺴــﺎءل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻫﻨــﺎك ارﺗﺒــﺎط ﺑني اﺳــﺘﻘﺎﻟﺔ رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ وإﻃﻼق اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻋﲆ اﻟﺮﻳﺎض، وﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﺬا ردا إﻳﺮاﻧﻴﺎ ﻋﱪ اﻟﺤﻮﺛﻴني، ﻋﲆ اﺳــﺘﻘﺎﻟﺔ اﻟﺤﺮﻳﺮي؟ وﻫﻞ ﻳﺆدي ذﻟﻚ إﱃ اﺷﺘﻌﺎل ﺣﺮب ﰲ ﻟﺒﻨﺎن؟

أﺷﺎر اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﱃ أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻳﻌﻴﺪ ﺷﺒﺢ اﻟﴫاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻋﻨﺪﻣــﺎ اﻧﺪﻟﻌﺖ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻗﺒﻞ 40 ﻋﺎﻣــﺎ، ﻣﺒﻴﻨﺎ أن اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ اﻟﺤﺮﻳﺮي أﺛﺒﺘﺖ

ﺿﻌــﻒ ﻟﺒﻨﺎن ﻋــﲆ اﻟﺼﻤﻮد أﻣــﺎم اﻟﻀﻐــﻮط اﻟﺤﺎﻟﻴــﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺴــﻤﺢ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﴫاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻋﲆ اﻷراﴈ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻻﻓﺘــﺎ إﱃ أن اﻟﺘﻮﺗﺮات املﺘﺼﺎﻋﺪة ﺑﴪﻋﺔ ﻳﻤﻜــﻦ أن ﺗﺆﺛﺮ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ وﻏريه ﺑﺎملﻨﻄﻘﺔ، ﻛﻤﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻫﻨﺎﻟﻚ آﺛــﺎر اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻛﺒرية ﻟﻬﺬا اﻟﻨﺰاع.

ودﻋــﺎ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ واﺷــﻨﻄﻦ إﱃ وﻗﻒ ﺷــﻦ ﺣﺮب أﺧﺮى ﺑﺎملﻨﻄﻘﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﺆدي إﱃ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒرية ﰲ اﻷرواح، ﻣﺒﻴﻨﺎ أن ﺗﻨﺎزﻻت اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة ﻋــﻦ دورﻫــﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي املﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻷوﺿﺎع ﻗﺪ ﻳﺆدي إﱃ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﰲ اﻟﴫاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ..