أﺑﺮاج ﺧﲑﻳﺔ

Opinion@alwatan.com.sa ﻓﺎﻛﺲ: 0172273756

اﻧﺘﴩت ﺣﻤﻰ ﺑﻨﺎء اﻷﺑﺮاج ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧرية ﺑني رﺟﺎل املﺎل واﻷﻋﻤﺎل ﰲ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻣﺤﻤﻮم وﺑﺎرﺗﻔﺎﻋﺎت ﺷﺎﻫﻘﺔ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ اﺳﺘﻌﺮاض ﻟﻠﻘﻮة املﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ أﻛﺮﻣﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ. وأﺻﺒﺢ ﻋﺪد اﻷدوار واﻻرﺗﻔﺎع ﻫﻮ املﻘﻴﺎس وﻫﻮ اﻟﺘﻔﻮق ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ، وﻫﺬا ﳾء ﻃﺒﻴﻌﻲ وﻣﻦ ﺣﻖ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن أن ﻳﴫف أﻣﻮاﻟﻪ ﺑﺄي ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺠﺒﻪ.

وﻟﻜﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺷﺎﻫﺪ ﻫﺬه اﻷﺑﺮاج اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ واملﺘﻌﺪدة اﻷدوار أﺳﺄل ﻧﻔﴘ ﻫﻞ ﰲ ﻫﺬه اﻷﺑﺮاج ﻣﻜﺎن ﻟﻠﻨﺎس اﻟﻔﻘﺮاء؟ ﻫﻞ ﻫﺬه اﻷﺑﺮاج اﺣﺘﻀﻨﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﴎ املﻌﺪﻣﺔ وﻣﺴﺤﺖ دﻣﻮﻋﻬﺎ وأدﺧﻠﺖ اﻟﴪور ﻋﲆ املﺤﺘﺎﺟني ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺑﻴﻨﻨﺎ وﻳﺤﻠﻤﻮن ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ﺑﻤﻜﺎن ﻳﺄوﻳﻬﻢ ﻟﻈﺮوﻓﻬﻢ اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻣﺘﻼك ﺳﻜﻦ ﻳﺤﺘﻀﻦ أﺣﻼﻣﻬﻢ اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ.

ﻫﻞ ﻧﴘ ﻫﺆﻻء اﻟﺘﺠﺎر ﻣﻦ ﻛﺜﺮة اﻷﻣﻮال واﻟﺘﻔﻨﻦ ﰲ ﻋﺪﻫﺎ وﻣﻀﺎﻋﻔﺘﻬﺎ أن ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻓﻘﺮاء ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﱃ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ وﻣﺪ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن إﻟﻴﻬﻢ، ﻫﻞ ﺗﺠﺎﻫﻠﻮا واﺟﺒﻬﻢ ﺗﺠﺎه ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ؟ ﻫﻞ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ؟ ﻫﻞ ردوا اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﰲ ﺟﻤﻊ ﺛﺮواﺗﻬﻢ؟ ﻫﻞ ﺣﺎوﻟﻮا ﺑﺄﻣﻮاﻟﻬﻢ رﺳﻢ اﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﲆ ﺷﻔﺎه املﺤﺮوﻣني اﻟﺬﻳﻦ ﺻﻬﺮﺗﻬﻢ ﻇﺮوف اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ؟ ﻫﻞ أﺳﻬﻤﻮا ﰲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺠﻮع واملﺮض ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ؟ ﻫﻞ ﻗﺪﻣﻮا ﻟﻠﻮﻃﻦ رﺑﻊ ﻣﺎ ﻗﺪم ﻟﻬﻢ؟ ﻫﻞ ﻟﻬﻢ أﻳﺎد ﺑﻴﻀﺎء وﻟﻬﻢ دور ﻓﺎﻋﻞ ﰲ ﻗﻬﺮ اﻟﺠﻮع وﻣﺴﺎﻋﺪة اﻷﴎ اﻟﻔﻘرية؟

اﻟﺠﻮاب ﻧﻌﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل -وﻟﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ- ﻣﻦ ﻳﻘﺪم وﻳﺒﺬل وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ املﺤﺘﺎﺟني ﺑﻨﻔﺴﻪ، وﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة ﻋﻨﺪ ﺗﱪﻋﻬﻢ ﻟﻠﻔﻘﺮاء واملﺤﺘﺎﺟني، وﻫﺆﻻء ﻧﻔﺨﺮ ﺑﻬﻢ وﺗﻌﺮﻓﻬﻢ وﻧﻘﺪر ﻟﻬﻢ ﺟﻬﻮدﻫﻢ، وﻟﻜﻦ أﻳﻦ اﻟﺒﻘﻴﺔ؟ ﻓﻜﻢ ﻛﻨﺖ أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﻜﻮن ﰲ ﻫﺬه اﻷﺑﺮاج اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﺸﺎﻫﻘﺔ ﻣﻜﺎن ﻟﻠﻔﻘﺮاء، أو أن ﺗﻮﻫﺐ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ملﻦ ﻳﺤﺘﺎج ﻣﻦ اﻟﻨﺎس املﻌﺪﻣني وﺗﺴﻤﻰ أﺑﺮاﺟﺎ ﺧريﻳﺔ، ﻓﻬﺬا واﻟﻠﻪ ﻫﻮ اﻟﻌﻄﺎء، وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨريي اﻟﺬي ﻳﺰﻳﺪ ﰲ أﻣﻮال ﺻﺎﺣﺒﻪ وﻳﺆﺟﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة. ﻓﻤﻦ ﻳﺒﺪأ ﰲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻫﺬه اﻷﺑﺮاج اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ إﱃ أﺑﺮاج ﺧريﻳﺔ أو اﻟﺘﱪع ﺑﺠﺰء ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ! وﻟﻨﺘﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ إدﺧﺎل اﻟﴪور ﰲ ﻧﻔﺲ أﺧﻴﻚ املﺴﻠﻢ. دﻋﻮه ﻟﻠﺒﺬل واﻟﻌﻄﺎء واﻹﺣﺴﺎن وﻟﻮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺘﻠﻜﻮن اﻟﻜﺜري واﻟﻜﺜري.