اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻷﺧﲑة ﻟﻘﻄﺮ
ﻧﺘﺎﺑﻊ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ، ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ واﻟﴩق اﻷوﺳﻄﻲ، واملﺸﻬﺪ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻳﺒﺪو ﻣﺘﻐريا ﺑﻮﺗرية ﻣﺘﺴﺎرﻋﺔ، رﺑﻤﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﲆ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻣﻼﺣﻘﺘﻬﺎ، ﻓﻜﻞ ﺻﺒﺎح ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ املﻔﺎﺟﺂت ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﺗﺖ اﻟﻔﻮﴇ واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺟﺰءا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﺻﻮرﺗﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ واﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ.
ﺗﺤﻠﻴﻼت وﺗﻮﻗﻌﺎت ﻛﺜرية ﺣﻮل ﻫﺬا املﻠﻒ أو ذاك، وﻟﻜﻦ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻄﻊ ﺑﺄن ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻣﺮﺟﺢ أو ﻏريه، ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث اﻵن ﻫﻮ واﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ املﻨﻄﻘﺔ وﻟﻴﺲ ﺗﻜﺮارا ﻷزﻣﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻜﻞ املﻌﻄﻴﺎت واملﺴﻠﻤﺎت ﺗﻘﻒ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻹﺳﻨﺎد اﻟﺘﺤﻠﻴﲇ ﰲ ﻣﺸﻬﺪ إﻗﻠﻴﻤﻲ ﺑﺎﻟﻎ اﻻﺿﻄﺮاب وﴎﻳﻊ اﻟﺘﻐري.
وﺳﻂ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻮج ﺑﻪ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﻣﻦ أزﻣﺎت، ﺗﺒﺪو أزﻣﺔ ﻗﻄﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ »ﺻﻐرية ﺟﺪا ﺟﺪا« ﻛﻤﺎ ﻗﺎل وﱄ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﻮدي اﻷﻣري ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن، ﰲ ﺗﴫﻳﺢ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ، وذﻟﻚ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ وﻛﺎﻟﺔ روﻳﱰز، ﻋﲆ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﻨﺘﺪى »ﻣﺒﺎدرة ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر«، إذ ﻋﺪ أن »ﻗﻄﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﺻﻐرية ﺟﺪا ﺟﺪا ﺟﺪا«.
وردا ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﴫﻳﺢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﰲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﻧﺮاه ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻵن، اﻧﱪت ﻗﻄﺮ وﻗﺘﺬاك ﻟﺘﺆﻛﺪ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ، اﻟﺬي ﻗﺎل إﻧﻪ »ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﴫﻳﺤﺎت دول اﻟﺤﺼﺎر ﻟﺘﺼﻐري اﻷزﻣﺔ واﻟﻨﻈﺮ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻛﺄزﻣﺔ ﺻﻐرية، أوﻻ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ أزﻣﺔ ﺻﻐرية. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﺧﻼف دون أﺳﺲ ﻓﻬﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﲆ أن ﻣﺎ ﺣﺪث ﺿﺪ ﻗﻄﺮ إﺟﺮاء ﻋﺒﺜﻲ وﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻪ ﺧﻄرية، واﻵن ﺑﺪأت ﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻪ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ، ﺧﺼﻮﺻﺎ أن ﻫﻨﺎك ﺗﻄﻮرات ﺧﻄرية ﰲ اﻟﻈﺮوف اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺒني أن اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﻋﲆ اﻷﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪول اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﺪأت ﺗﻄﻔﻮ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ«.
ﰲ ﺗﴫﻳﺤﺎت وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻘﻄﺮي ﻣﺎ ﻳﺸري إﱃ أن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺠﻨﻮن اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻣﺴﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻘﻄﺮي ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄري، وأن اﻟﺪاء أﺻﺒﺢ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة، ﻓﺤني ﺗﻌﺪ ﻗﻄﺮ أن »اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﺑﺪأت ﺗﻄﻔﻮ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ«، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪرك ﻣﺎ ﻳﺪور ﺣﻮﻟﻬﺎ، وأﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺠﻴﺪ ﻗﺮاءة املﺸﻬﺪ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ، وﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ املﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﺿﻄﺮاب، وﻣﺎ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﰲ أﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ »ﻏﻴﻮم« ﺗﺒﻨﺊ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ آت، ﻫﻮ ﺣﺼﺎد اﻷزﻣﺔ ﻣﻊ ﻗﻄﺮ!
اﻟﻼﻓﺖ، أن ﻗﻄﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺑﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﻣﴣ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺘﴫﻳﺢ ذاﺗﻪ ﻗﺎﺋﻼ »ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ، اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب ﺗﺄﺛﺮت ﺑﻬﺬه اﻷزﻣﺔ، واﻟﺠﻬﻮد اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﺤﻞ اﻷزﻣﺎت اﻷﺧﺮى ﺗﺄﺛﺮت ﺑﻬﺬه اﻷزﻣﺔ«.
ﻛﻼم ﻣﺮﺳﻞ ﻻ ﻳﻤﺖ إﱃ اﻟﻔﻬﻢ واﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﺑﺄي ﺻﻠﺔ، ﻓﺄﻳﻦ أزﻣﺔ اﻟﺪول اﻷرﺑﻊ اﻟﺪاﻋﻴﺔ ملﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب ﻣﻊ املﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻄﺮ؟ ﺛﻢ أﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﻗﻄﺮ واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻷزﻣﺔ ﻣﻌﻬﺎ؟
اﻟﻐﺮﻳﺐ، أن ﺣﺪﻳﺚ وﱄ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﻮدي ﻛﺎن واﺿﺤﺎ، وﻟﻢ ﻳﻨﻄﻮ ﻋﲆ ﺗﻌﻘﻴﺪات، ﻓﺴﻤﻮه ﻗﺎل ﺗﺤﺪﻳﺪا »ﻗﻄﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﺻﻐرية ﺟﺪا ﺟﺪا ﺟﺪا«. ﻗﺎﺻﺪا اﻟﻨﺰاع ﻣﻌﻬﺎ وﻟﻴﺴﺖ ﻗﻄﺮ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ، ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻟﺤﺠﻢ ﻗﻄﺮ ﺑﺎﻟﺨﻼف ﻣﻌﻬﺎ، وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﻷﺣﺠﺎم واﻷوزان اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ واﻟﺜﻘﻞ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﺪول وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ، ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﻄﺮ ﻣﻊ اﻟﺪول اﻷرﺑﻊ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑني ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ!
اﻟﺪول اﻷرﺑﻊ اﻟﺪاﻋﻴﺔ ملﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب دول ﻣﺴﺆوﻟﺔ وﺗﺤﱰم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﱄ واﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ، وﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻄﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ دوﻟﺔ، ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻷﺣﺠﺎم واﻷوزان واملﺴﺎﺣﺎت وﻫﺬه اﻷﻣﻮر، ﻟﺬا ﻛﺎن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻷزﻣﺔ وﻟﻴﺲ ﺣﺠﻢ اﻟﺪوﻟﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻘﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮاﺗﺮ ﻣﺘﺴﺎرع ﻟﻸﺣﺪاث ﰲ املﻨﻄﻘﺔ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﻷﻳﺎدي إﻳﺮان ووﻛﻼﺋﻬﺎ اﻟﻌﺎﺑﺜني ﰲ املﻨﻄﻘﺔ.
اﻟﻼﻓﺖ أﻳﻀﺎ، أن اﻷزﻣﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎﺣﺎت اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻷرﺑﻊ، ﺑﻔﻌﻞ وﺟﻮد ﻣﺎ ﻫﻮ أﻫﻢ وأﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻﺣﻆ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻧﺤﺴﺎرا ﰲ أﻧﺒﺎء أزﻣﺔ ﻗﻄﺮ، ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻣﻮﺿﻊ اﺳﺘﻴﺎء اﻟﺪوﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻧﺤﺴﺎر اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺄزﻣﺘﻬﺎ وﺑﺎت اﻟﺠﻤﻴﻊ ﰲ ﺣرية: إذا ﺗﻢ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻄﻮراﺗﻬﺎ ﺿﺠﺖ ﻗﻄﺮ ﺑﺎﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻬﺪاف اﻹﻋﻼﻣﻲ، وإذا ﺟﺎء ﻣﺎ ﻫﻮ أﻫﻢ وﺗﺮاﺟﻌﺖ أﺧﺒﺎر أزﻣﺘﻬﺎ ﺿﺠﺖ ﻗﻄﺮ أﻳﻀﺎً ﺑﺎﻟﺸﻜﻮى ﻣﻤﺎ ﺗﻌّﺪﻩ ﺗﺠﺎﻫﻼ وﺗﺼﻐريا ﻟﻸزﻣﺔ!
ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﻟﻴﺲ ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﻋﻨﺪي، ﺑﻞ ورد ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻘﻄﺮي اﻟﺬي ﻗﺎل »ﺗﺠﺎوزﻫﻢ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﺑﺎﺳﺘﺼﻐﺎرﻫﺎ وﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ إﻋﻼﻣﻴﺎ، واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ آﺧﺮ وﻃﺮق ﻣﺨﻔﻴﺔ وﻣﻠﺘﻮﻳﺔ، ﻟﻦ ﻳﺤﻞ وﻟﻦ ﻳﻘﺪم وﻟﻦ ﻳﺆﺧﺮ، وﻟﻦ ﻧﺘﺠﺎوز املﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺿﺪ ﺷﻌﺒﻨﺎ، ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻬﻢ، ﻓﺸﻌﺒﻨﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻨﺎ اﻟﻜﺜري«!
اﺳﺘﻤﺮار ﻗﻄﺮي رﺳﻤﻲ ﰲ ﻟﻐﻂ ﻻ ﻳﻘﺪم وﻻ ﻳﺆﺧﺮ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎءل: ﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﴫﻳﺢ؟ وإذا ﻛﺎن ﺷﻌﺒﻜﻢ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻜﻢ اﻟﻜﺜري، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل، ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗﻌﻤﻠﻮن ﻋﲆ إﻳﺠﺎد ﻣﺨﺮج واﻗﻌﻲ ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺰاف ﺛﺮوات ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺸﻘﻴﻖ املﻐﻠﻮب ﻋﲆ أﻣﺮه!
أﻳﺼﺪق وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻗﻄﺮ أن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﻮب؟ إﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ املﺎﴈ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﺼﺪق ذﻟﻚ!
ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ﺗﻘﻮل، إن ﻗﻄﺮ ﺗﺴﺘﻐﻞ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻹﻋﻼﻣﻲ املﻜﺜﻒ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ أﺧﺒﺎر ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ اﻟﻔﺴﺎد ﰲ املﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ واملﻮﻗﻒ اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﺤﺎزم ﰲ اﻟﺮد ﻋﲆ اﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ واﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻷﻣﻦ املﻤﻠﻜﺔ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ، وﻳﻘﻮم ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻷﺛﻨﺎء ﺑﺒﻴﻊ أﺻﻮل ﴍﻛﺎﺗﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻹﺧﻔﺎء ﺧﺴﺎﺋﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘﻄﺮي ﺟﺮاء ﻋﻨﺎد اﻟﻨﻈﺎم.
اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻧﺨﻔﺎض اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻘﻄﺮي ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﰲ ﻗﻄﺮ ﺑﻨﺴﺒﺔ 8.6% ﰲ ﺳﺒﺘﻤﱪ املﺎﴈ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﰲ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺒﺎﴍة، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺧﺴﺎرة ﻣﺆﴍ اﻟﺒﻮرﺻﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ 24% ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﱄ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﻀﺢ ﻣﺰاﻋﻢ املﺴﺆوﻟني اﻟﻘﻄﺮﻳني ﺑﺸﺄن ﻋﺪم ﺗﴬر اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ!
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﺳﺘﻤﺮار دﻓﻦ اﻟﺮؤوس ﰲ اﻟﺮﻣﺎل، أﻧﺼﺢ ﺣﻜﺎم ﻗﻄﺮ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل اﻧﺤﺴﺎر اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻹﻋﻼﻣﻲ، واﻟﻌﻮدة إﱃ ﺻﻮاﺑﻬﻢ، وإﻋﺎدة اﻻﺻﻄﻔﺎف ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون.