Al-Watan (Saudi)

مبادرة الحزام والطريق الصينية تحفز توترات الهند

- قينان الغامدي ميتشل جيه. هايز*

كرست جمهورية الصين الشعبية »مبادرة الحزام والطريق« التي وضعها الرئيس شي جين بينج في دستوره في المؤتمر الوطني التاسع عشر في أكتوبر الماضي، ويشير هذا التحرك إلى عمق الالتزام الصيني بخطة استثماراته الهائلة للبنية التحتية، مما دفع ظاهريا إلى عقد اجتماع الأسبوع الماضي بين كبار المسؤولين من الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا حول مستقبل »منطقة هندو- باسيفيك الحرة المفتوحة«. وتُعد مشاركة الهند في الحوار إشارة أخرى إلى أن طريقة الصين في تنفيذ هذا البروتوكول تدق إسفينا بين هذه الدول وتخلق فرصة لواشنطن لتعزيز علاقاتها مع نيودلهي. ويدل كشف النقاب عن مبادرة الحزام والطريق في عام 2013 على اتجاه جديد في السياسة الخارجية الصينية. وتعود هذه المبادرة إلى العصور القديمة عندما كان التجار يتّبعون »طريق الحرير« لتجارة السلع بين أوروبا وآسيا. والنسخة الحديثة للمبادرة هي برنامج تطوير البنية التحتية الأوروبية الآسيوية الذي تقوده الصين بهدف زيادة الاتصال بين الصين وأسواقها العالمية. وهي مبادرة ناجحة تقدم لجمهورية الصين الشعبية فرصة مهمة لإظهار قيادتها على الساحة العالمية، وجني ثمارها في زيادة القوة الاقتصادية والدبلوماس­ية. وإن كيفية استخدام لجان المقاومة الشعبية لأدوات هذه المبادرة ستؤثر على علاقتها مع الدول المجاورة، خاصة الهند الصاعدة. وتشجِّع الصين المبادرة على أنها »تعاون مُربح للجانبين« وستساعد الدول في تحقيق أهدافها الخمسة المتمثلة في: »تنسيق السياسات، والاتصال بالمرافق، والتجارة دون عوائق، والتكامل المالي، والسندات المشتركة بين الشعوب،« وستساعد أيضا في تعويض احتياجات آسيا من البنية التحتية الأساسية التي قدَّرها مصرف التنمية الآسيوي بمبلغ 1.7 تريليون دولار سنويا. وستحصل الدول المشاركة على التمويل كقروض من المؤسسات المالية التي تسيطر عليها جمهورية الصين الشعبية، كما ستحصل الصين على اتصال أفضل بالأسواق العالمية. هذا الترتيب يمكن أن تنتج عنه منافع متبادلة تكون رمزا بارزا »للحزام والطريق .« تُعد مبادرة الحزام والطريق مشروعا طموحا يمكن أن يحوِّل بشكل كبير المواءمة الأمنية الإقليمية والعالمية. ومع ذلك فإن الصين ترى الحزام والطريق عبارة عن آلية لتحقيق »التعاون الإقليمي بصورة أكثر عمقا... يعود بالفائدة على الجميع .« إن الجهود الهندية لتحقيق التوازن مع الصين تتيح للولايات المتحدة فرصة لمواصلة تعميق العلاقات الأمنية والاقتصادي­ة مع نيودلهي، بيد أن واشنطن يجب أن تتعامل بعناية حتى لا تضفي صفة عسكرية لسياستها الخارجية مع الصين. وفي مقابل دعم أهداف التنمية والأمن في الهند، يمكن أيضا للولايات المتحدة أن تكتسب شراكة ديمقراطية قد تُشكل صعود آسيا من الداخل، وتعزز التزامها الإقليمي القائم على قواعد النظام الدولي. * قائد بالقوات البحرية الأميركية – مجلة (ناشونال إنترست) – الأميركية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia