اللبناني ليس نصر الله

لأميركا تاريقخيغنيرا جايمد معاملة سكانها اليابانيين أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعاملت الصحف والإعلام مع صورة الياباني بنوع من السخرية، وطفق الإعلاميون والكتاب ينالون من الشخصية اليابانية ردا على كل توسع يقوم به الجيش الياباني في آسيا أو مذبحة، بالإضافة إلى التعامل الخشن مع ياباني مهاجر قد يكون هرب من الملكية اليابانية فوجد نفسه يعاقب مرة أخرى على أحزانها. إن السعودية ليست أميركا، ولا شك فلدينا قيمنا التي نشأت مع كل حبة رمل في النفود والربع الخالي، لدينا تاريخ من العون والشهامة والعدالة قبل حتى الأديان كلها وبعدها أيضا. لذا طرح مثل هذه المواضيع التي تبدو كدعوة للحكومة بطرد المقيم اللبناني الهارب غالبا من حزب الله وتخريبه، والذي لم تبدر منه أي مخالفة للنظام، مسألة قبيحة جدا، وتجعل هؤلاء الداعين لها في مستوى شاتميهم في لبنان ممن نعرف جميعا أنهم يبيعون لبنان نفسها بمال إيران. يعز على كل سعودي أن يسمع مثل هذا الغثاء ويتخيل أن أسرة لبنانية جاءت بالنظام واحترمت الأنظمة تشعر بالتهديد وهي في السعودية، حتى لو كانت مجرد دعوات في تويتر. لقد أبقى الملك فهد -رحمه الله- الجالية اليمنية والعراقية وصواريخ بلدانهم موجهة للرياض، ومن خرج منهم خرج حياء مما فعلته حكومته، فلسنا من يصدر ولا يدعو لأذى من هو في ضيافتنا وداخل أمننا. ثم هناك ردة فعلنا تجاه شتائم صحفيين وإعلام مأجور في لبنان تجعل من البعض لا يتخير عن الشاتم، وتجعل المستمع يشك في تحضر ورقي الاثنين. أميتوا الباطل بالسكوت عنه ليست مجرد حكمة، بل حقيقة فلا أظن أحدا يهتم بصحيفة كالديار تردت ولم تعد تساوي قيمة الحبر الذي تطبع به، ولولا نشرنا لصفحتها الأولى في محاولة للرد لما علم الناس ما كتبت، وإن كنت لا أراه شتيمة، نعم بنينا بلادنا بخير النفط وأدرناه وصنعناه وصدرناه وغيرنا لم يستطع، كم دولة عربية لديها نفط ولم تتغير؟ عنوان صحيفتهم مدح لنا وثلثا الحكمة التغافل عنه، والحمق كله أن نرده بشتم لبنان الدولة العظيمة والثقافة العريقة والشعب الشجاع الذي رغم إجرام حزب الله ما زال كتابه وإعلاميوه ورجل الشارع العادي يتحدث بإنصاف ويقف بشجاعة مع السعودية، باولا يعقوبيان ومحمد الرز والشيخ محمد الحسيني وغيرهم، لأجل هؤلاء يجب أن نراقب ألفاظنا ولا نجعل عدونا ينزلق بنا نحو منحدره وثقافته وأخلاقه. azza@alwatan.com.sa